مشروع الربط الكهربائى المصرى يعبر «القارات»
تكثف وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، خطتها الإستراتيجية للتوسع فى مشروعات الربط الكهربائى مع دول الجوار، بشكل يدعو للفخر، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بجعل مصر مركز إقليمى وعالمى للطاقة، وفى إطار سعيها الدائم نحو تحسين خدماتها وتنمية قطاع الطاقة بمزيد من مشروعات التنمية، ولهذا فهى تستمر الدخول والتوغل بهذه المشاريع الضخمة للربط بينها وبين الدول العربية والأفريقية والأوروبية.
يأتى ذلك بالتزامن مع تمتع الدولة باحتياطى عالى جدًا يؤمن التغذية فى المستقبل، خاصة أنه يتم توفير احتياطى بشكل يومى من 15 ألفا إلى 19 ألف ميجاوات، ولهذا تواصل خطتها الاستراتيجية لعام 2035 لتحويل مصر لنقطة تحول مهمة فى نقل الطاقة الكهربائية لدول أوروبا وأفريقيا من خلال مشروعات الربط الكهربائى.
وفى هذا الصدد، تخطط وزارة الكهرباء والطاقة المتمثلة فى الشركة المصرية لنقل الكهرباء، بدراسة رفع قدرات خط الربط بين مصر والأردن إلى 1000 ميجاوات.
من ناحيتها، كشفت مصادر مسئولة من داخل الشركة المصرية لنقل الكهرباء، أن الدراسة التى تجريها الشركة حاليا لزيادة ورفع قدرات الربط الكهربائى بين مصر والأردن لـ 1000 ميجا بدلا من 45 ميجاوات، قد بدأت منذ عامين سابقين وجارٍ حاليا العمل على زيادتها الفعلية بين البلدين.
وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة تأتى فى إطار التوجه العربى لمصر بمساندة الأشقاء فى لبنان من خلال الربط مع الأردن والذى سيتم بمساندة ومعاونة مصرية لضمان توفير القدرات الكهربائية وفقا للاحتياجات مع المضى قدما أيضا فى إصلاح خطوط الربط الكهربائى مع سوريا لحين استقرار الأوضاع السياسية والدولية فيما يتعلق بالملف السورى.
وأشارت المصادر إلى أن الدولة المصرية نجحت فى رفع قدرتها الكهربائية لتصبح قادرة على التصدير، منوهة بأن لديها خطة طموحة لرفع نسبة الطاقة المتجددة من قدرتها الكهربائية إلى نسبة 35% عام 2035، بالإضافة إلى مشروعات الربط الكهربائى بما يعزز منظومة تبادل الطاقة الكهربائية فى المنطقة.
وذكرت أيضا أن البنية التحتية مع العراق ستكون جاهزة خلال وقت قريب، تمهيدا لبدء التبادل الكهربائى بين مصر والأردن، لافتة إلى أن إحالة العطاءات مع الجانب العراقى بهذا الصدد ستتم خلال 60 يوما.
وفى السياق ذاته، أكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء والطاقة، فى تصريح خاص لجريدة الزمان، أن قطاع الكهرباء شهد بالفعل نجاحا مميزا بالربط مع عدد من الدول الأفريقية والأوروبية، لافتا إلى أنهم يعملون حتى هذه اللحظة بكفاءة عالية مع كافة الدول المشتركة بالمشروع، ولعل أبرزها «بين مصر والأردن إذ يربطهما خط يصل قدرته لـ450 ميجاوات يوميًا وجارى زيادتها، كما تم الإطلاق الرسمى لخط الربط مع السودان بقدرة 80 ميجاوات من إجمالى قدرة المشروع الذى يبلغ 300 ميجاوات، أما خط الربط بين مصر وليبيا فتصل قدرته يوميًا من 150 لـ200 ميجاوات.
كما أوضح أنه تم توقيع عقود بين الرياض والقاهرة مع 3 تحالفات تتضمن شركات عالمية ومحلية، من أجل تنفيذ مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسعودية، لافتًا إلى أن سعة المشروع تبلغ 3000 ميجاوات من خلال تقنية التيار المستمر HVDC، بجهد 500 كيلو فولت، إذ يتكون من خلال إنشاء 3 محطات «تحويل جهد كهربائى»، وهم: «محطة شرق المدينة» و«محطة تبوك بالمملكة» و«محطة بدر شرق القاهرة»، وبذلك سيتم الربط بين المحطات الثلاثة من خلال خطوط نقل هوائية، حيث تصل أطوالها إلى 1350 مترا، مع كابلات بحرية داخل خليج العقبة يصل طولها إلى 22 كيلو متر.
وعن آخر تطورات الربط الكهربائى بين مصر وقبرص واليونان خاصة بعد توقيع العقود، أشار حمزة إلى أنه جارى العمل على الدراسات المتعلقة بهذا المشروع من كافة الجوانب، خاصة بعد توقيع مذكرة التفاهم الثلاثية تمهيدًا للتوصيل مع الشبكة الأوروبية، عن طريق كابل بحرى يوفر ربطًا مباشرًا.
وقال متحدث الكهرباء إن قدرة الخط المرتقب تنفيذه ستصل إلى 3000 ميجاوات، كما أن الكهرباء التى سيتم تصديرها من مصر إلى الشبكة القبرصية اليونانية وستكون عبر الطاقة النظيفة والمتجددة، والتى تتمتع بها الطاقة الأفريقية بشكل عام ومصر خاصة.
وتجدر الإشارة إلى أن الهدف من مشروعات الربط الكهربائى هو أن تتحول مصر لمحور عالمى للطاقة من خلال الربط مع أفريقيا و أوروبا و دول الخليج، مما سيجلب للدولة المصرية مكاسب اقتصادية كبرى، خاصة أن هذه المشروعات ستعمل على استيعاب الطاقات الضخمة التى سيتم توليدها من الطاقة النظيفة.