ملفات ساخنة حول القضية الفلسطينية على مائدة القمة العربية
الجزائر تدعم القضية في قمة مارس 2022
زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجزائر، مطلع الأسبوع، والتي دامت 3 أيام، وتم خلالها مناقشة تطورات القضية الفلسطينية والتحضير للقمة العربية التي ستحتضنها الجزائر في مارس المقبل، والتي ستكون القضية الفلسطينية على رأس أجندتها.
وقالت الباحثة في الشأن الإسرائيلي - الفلسطيني في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتورة هبة شكري، إن زيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى الجزائر، تأتي في إطار التحركات الفلسطينية المكثفة لحشد الدعم الإقليمي والدولي للقضية الفلسطينية.
وأوضحت لجريدة «الزمان»، أن الزيارة تمت بعد أيام من جولة خارجية شملت كل من روسيا وقطر وسبقها إيطاليا والفاتيكان في إطار جولة تهدف لوضع حد لممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.
وترى أن هذه الزيارة تأتي في توقيت شديد الأهمية، حيث تتبنى الجزائر، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، استراتيجية أساسها استعادة الدور الإقليمي و الدولي للجزائر، وتقديم الدعم والمساندة للقضايا الرئيسية في المنطقة، وعلى رأسهم القضية الفلسطينية، التي لطالما تشبثت الجزائر بموقفها تجاهها وقدمت الدعم لها على مدار عقود، انطلاقاً من إيمانها أن تلك القضية هي أساس الاستقرار في المنطقة ككل.
وأكدت على أهمية الزيارة تتجسد بكونها تأتي في إطار تحضيرات الجزائر لاستضافتها للقمة العربية في شهر مارس المقبل، وهو ما يستدعي التنسيق مع الجانب الفلسطيني، لوضع القضية الفلسطينية على أولوية أجندة القمة، لكون القمة فرصة لاستعادة زخم مبادرة السلام العربية، ولتوحيد المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية، في وقت تمر فيه بتحديات غير مسبوقة.
وأضافت: «ترتبط الزيارة بمساعي الجانب الفلسطيني لتعزيز الحشد الدولي للقضية من خلال من عضوية الجزائر في مجلس الأمن الدولي في عامي 2024 -2025 ،خاصة مع ما تُحي به العضوية من دعم عربي وإفريقي، خاصة مع تركيز الجزائر من خلال عضويتها على دعم السلم والأمن الدوليين».
وتعتقد أن زيارة أبو مازن، إلى الجزائر تأخذ حيزاً واسعاً من الاهتمام الدولي، نظراً لتزامنها مع التوتر المتفاقم في العلاقات الجزائرية- المغربية جراء التقارب العسكري بين الرباط وتل أبيب.
وفي سياق متصل، تتوقع الدكتورة هبة شكري، أن تستغل الجزائر فرصة استضافتها للقمة العربية القادمة، بحيث تشكل محطة فارقة، وستناقش القمة التطورات الإقليمية والعربية، وما تشهده الدول العربية من أحداث على رأسها القضية الفلسطينية.
وأكدت أن هذه القمة تعد بمثابة تجديد الالتزام الجماعي العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيد تقيد جميع الدول بمبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز عام 2002 بقمة بيروت، والتي تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل السلام مع إسرائيل.
لم الشمل
ويرى المحلل السياسي والأكاديمي الجزائري، الدكتور إسماعيل معراف، أن القمة العربية، التي ستنعقد في الجزائر في شهر مارس من العام المقبل، ستكون مميزة بالنظر إلى الأجواء بين البلدان العربية والتي بدأت أن ترى بعضا من الانفراج، لا سيما أن العلاقات الجزائرية - المصرية هي علاقات مميزة جدا، وهناك تنسيق كبير على مستوى البلدين وقيادة الدولتين من أجل أن تنجح هذه القمة العربية.
وقال الدكتور معراف، لجريدة «الزمان»، إن القضية الفلسطينية، ستكون محور النقاش بين القادة العرب في هذا المجال والتأكيد على ضرورة أن يكون إلتفاف مرة أخرى حول مبادرة السلام العربية في بيروت.
وأضاف أن مبادرة القمة العربية التي عقدت في بيروت، والتي أثبتت صراحة أن يكون هناك إبداء تأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته بحدود 67 وعاصمتها القدس الشريف، وأن المحور الثاني هو محاولة تنقية الأجواء بين البلدان العربية، لافتا إلى أن هذة مسألة لن تكون سهلة.
واستطرد: «هذا بالإضافة إلى العمل على إصلاح جامعة الدول العربية، وهذا من الممكن أن يؤدي إلى تحويل الجامعة العربية إلى اتحاد عربي»، مؤكدا أن القمة العربية، ستكون مهمة على الصعيد العربي، والعمل العربي المشترك.
تحركات فلسطينية
وقال المحلل السياسي الفلسطيني المختص بالشأن الفلسطيني – الإسرائيلي، الدكتور عبد المُهدي مطاوع، لجريدة «الزمان»، إن القمة العربية في الجزائر، تُعقد في أحلك ظرف تمر به القضية الفلسطينية، وفي ظل تغيير في الإدارة الأمريكية بعد فوز بايدن والتصريحات الأمريكية عن ضرورة العودة إلى مسار المفاوضات.
وأكد أن هذا يستدعي أن يكون هناك تنسيق وموقف عربي موحد يدعم القيادة الفلسطينية، في ظل حكومة إسرائيلية، لا تلقي بالا للمطالبات بوقف الاستيطان الذي يقضم من الأرض الفلسطينية، ويقلل من إمكانيات حل الدولتين.
وأوضح أن ملف التطبيع وأثره على القضية الفلسطينية، سيكون من أكثر الملفات أهمية وكذلك جهود العربية من أجل الضغط على الإدارة الأمريكية واتخاذ خطوات كما وعدت منها فتح القنصلية في القدس الشرقية، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن هناك ملف المساعدات التي أُوقفت في عهد ترامب وحتى الآن، مما تسبب في الأزمة المالية العميقة التي تعاني منها السلطة خصوصا بعد الخصومات والاستقطاعات التي تقوم بها إسرائيل.
دعم القضية الفلسطينية
وأوضحت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، علياء الهواري، لجريدة «الزمان»، أنه منذ فترة قصيرة أعلن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، عن تلك القمة العربية، مؤكدا أنه يتعين أن تشكل هذه القمة فرصة ثمينة لتجديد الالتزام الجماعي لدعم القضية الفلسطينية، من خلال إعادة تأكيد تقيد جميع الدول الأعضاء بمبادرة السلام العربية.
وترى أن الدبلوماسية الجزائرية، مدعوة لتكثيف جهودها في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار على الصعيد الإقليمي، لاسيما من خلال المشاركة في حل الأزمة الليبية، وتعزيز الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي.
واعتبرت أن هذا استغلال واضح من الجزائر، بهدف تمرير المواقف السياسية لـ«قصر المرادية»، إزاء قضية الصحراء المغربية، في الوقت الذي ينبغي أن تكون هذه القمة محطة للمصالحة الإقليمية، وتقريب وجهات النظر بعيدا عن الاختلافات الأيديولوجية.
وأكدت أن زيارة أبو مازن، تهدف إلى التنسيق بين البلدين من أجل إعطاء القضية الفلسطينية الأولوية على جدول أعمال القمة العربية المزمع عقدها شهر مارس.