علي صفوي: سيستمر النظام في إيران في خداع العالم بينما يعمل في الخفاء للوصول إلى نقطة اللاعودة
قال الدكتور علي صفوي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بباريس، في تصريح صحفي له حول فشل الجولة السابعة من المفاوضات النووية مع إيران الأسبوع الماضي: "في حين استؤنفت المحادثات المترنحة يوم الخميس، فإن نمط الإخفاقات، على الرغم من إيماءة طهران في اللحظة الأخيرة، وإن كانت فارغة، يُظهر أنه من السذاجة الاعتقاد بأن النظام يعتزم التوصل إلى صفقة جادة مع الغرب".
ويوضح صفوي أن طهران لن توافق أبدًا على التخلي عن أنشطة تطوير أسلحتها النووية، مستنداً إلى التصريحات المتشائمة الصادرة من قبل مسؤولين في الولايات المتحدة وألمانيا، ونبرة التحدي التي يتبناها مسؤولو النظام الإيراني فيما يتعلق بمواصلة تطوير القدرات النووية.
ويخلص صفوي إلى أنه من المرجح مواصلة إيران السير على طريق "نقطة اللاعودة" عندما تحصل على كل التكنولوجيا المطلوبة لإنتاج أسلحة نووية وتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 90٪، مشيرًا إلى أن المساعي الحثيثة التي بذلها المرشد الإيراني علي خامنئي لتعيين ابراهيم رئيسي في منصب الرئاسة، من خلال استبعاد جميع مرشحي النظام الجادين.
ويرى صفوي أن هذه الخطوة بمثابة محاولة لتثبيت أسس سلطة تنفيذية تابعة وخاضعة لخامنئي لتوحيد الصفوف وتعزيز سلطته وقمع أي شكل من أشكال المعارضة.، مؤكدا أن ضمان خامنئي لهدوء الجبهة الداخلية من الخلافات والاحتجاجات من خلال هذا التوجه، يمهد الطريق له أيضاً لتكثيف برامج النظام النووية والصاروخية بينما يواصل تدخله الإقليمي وإرهابه.
وبحسب صفوي، فإن رئيسي وزمرته هم الأكثر خضوعًا لخامنئي وتفضيلاته السياسية. وحول هدف النظام الحالي المتمثل بالعودة إلى اتفاقية عام 2015، المعروفة رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، يقول صفوي أن إيران حافظت على بنيتها التحتية النووية مع استمرار برنامج تطوير الصواريخ وتجارة النفط، واستخدمت المكاسب غير المتوقعة لتمويل شبكة واسعة من الوكلاء والميليشيات الإرهابية التي عاثت الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأورد أن تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 90٪ هو بلا شك هدف استراتيجي لطهران، موضحاً أنه لا تزال هناك خطوة إضافية قبل أن يبدأ النظام إنتاج الأسلحة النووية، ولا يزال يتعين عليه اتخاذ هذه الخطوة. وتفسر هذه الديناميكية، بحسب صفوي، لماذا يحاول النظام بذل قصارى جهده لإطالة أمد المفاوضات والمماطلة والغش وخداع المجتمع الدولي، كما فعل منذ أن كشفت المعارضة مجاهدي خلق عن وجود برنامج أسلحتها النووية السري في أغسطس 2002.
ويضيف صفوي أن الحفاظ على القدرات النووية، سيساعد النظام للاتجاه نحو نسبة تخصيب 90 في المائة، إذا ما سعى الأمريكيون إلى رفع الرهان مرة أخرى.
ويعتقد منظرو النظام، بحسب صفوي، أنه من خلال الابتزاز والمواقف، وإن كان ذلك من موقع قوة فارغ، قد تتمكن طهران من انتزاع التنازلات التي تسعى إليها، بما في ذلك رفع جميع العقوبات، دون الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة أو التراجع عن تعنتها.
ويختتم عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، باستنتاجٍ مفاده أن الطريقة الوحيدة لمنع إيران النووية، كما أصرت الشخصية المعارضة الإيرانية البارزة مريم رجوي، هي المطالبة بتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، في أي وقت وفي أي مكان، وإعادة فرض قرارات مجلس الأمن الدولي الستة المعلقة الآن. وإلا سيستمر النظام، بحسب صفوي، في خداع العالم بينما يعمل في الخفاء للوصول إلى نقطة اللاعودة.