«الحرف اليدوية» طوق النجاة للاقتصاد للتعافى من تبعات كورونا
قبل ثلاثين عاما كانت مصر الأشهر على مستوى العالم فى الصناعات اليدوية، وصدرت منتجات النحاس والعاج والسجاد اليدوى لكافة البلدان، ولأسباب غير معلنة تم تهميش هذا القطاع الحيوى الذى كان سببا فى خلق فرص عمل للشباب طوال ثلاثين عاما حتى عاد واستعاد بريقه فى السنوات الأخيرة وذلك بحسب شهادة ممدوح الشربينى المدير التنفيذى لغرفة الحرف اليدوية، والذى أكد أنه خلال الـ30 عاما الماضية تم إهمال الصناعات اليدوية والاعتماد على الميكنة فى الصناعات، فكانت مصر تشتهر بالمشغولات النحاسية، والنول، وأقمشة الخيم - والخيامية، والسجاد اليدوى، إلى أن مصر كانت من أبرز الدول فى هذه الصناعات، لذلك بات من الضرورى أن نُعيد لهذا القطاع رونقه؛ حيث إن مصر تتمتع بفنانين مهرة فى هذا القطاع الحيوى وإعادة تصدير تلك المنتجات لتوفير العملة الصعبة فهناك دول اقتصادها قائم على الصناعات اليدوية والحرفية لذلك يجب الاهتمام بها وإحياؤها ودعمها.
وفى هذا السياق، قال محمود رشاد "الخبير الاقتصادى": قطاع الصناعات اليدوية منتشر على مستوى الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان وهناك قرى تعمل بالكامل فى قطاع الحرف اليدوية ومثال ذلك قرية "ساقية أبوشعرة" بالمنوفية والمشهورة بصناعة السجاد اليدوى والذى تم تصديره طوال عقود للخارج وهو من أجود أنواع السجاد وذاع صيته عالميًا كذلك صناعة الفخار، وللأسف فى السابق لم تكن تخضع لمظلة الدولة والتى اهتمت مؤخرًا من خلال الجهات التنفيذية بتنظيم معارض للحرف اليدوية ودعوة البلدان للمشاركة ورؤية المنتجات المصرية وكانت لتلك المعارض أثر كبير على العارضين وتحقيق نجاح لهم على المستوى المحلى والدولى.
وتابع، الصادرات المصرية قد شهدت قفزة واضحة منذ مطلع 2021، ليحقق القطاع الصناعى أداء متميزا رغم أزمة فيروس كورونا التى لا تزال تلقى بظلالها على حركة التجارة العالمية، حيث بلغت صادرات الحرف اليدوية، فى الفترة من يناير إلى سبتمبر 197 مليون دولار، فيما يعد التحول الرقمى لزيادة أرقام الصادرات تأتى فى إطار التحول من الاقتصاد غير الرسمى إلى الرسمى، حيث تعتبر الصناعات اليدوية أحد العوامل التى توفر فرص العمل، حيث إنها تعتمد على المهارات والقدرات الذاتية للأفراد، كما إنها تحافظ على الصناعات ذات الطابع التراثى من الاندثار، فى ظل حرص الحكومة على الاهتمام بدعم تلك الصناعات اليدوية وتطويرها لضمان استمراريتها واستدامتها والاستفادة من ضم هذا القطاع الذى يعتبر من الأنشطة التى تدخل فى إطار الاقتصاد غير الرسمى إلى الاقتصاد الرسمى.
وأضاف، فرصة الاقتصاد المصرى كبيرة للتعافى من آثار كورونا حيث اهتمت الدولة بقطاع الحرف اليدوية والذى ساهم فى خلق فرص عمل للشباب.
من جانبه، أوضح الدكتور محمود زكى "أستاذ الاقتصاد – جامعة المنوفية": الدولة وفرت خلال الفترة السابقة حوافز فنية وتسويقية ومعارض تسويقية لمنتجات الصناعات اليدوية لترويجها، بالإضافة إلى إنشاء قنوات اتصال مباشرة بين المصنعين والعملاء، الذين يستهدفون تلك المنتجات اليدوية، وبالتالى تكون الاستفادة متكاملة من تطوير تلك الصناعات وخلق فرص تشغيلية تسهم فى تحقيق التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من منتجات الصناعات اليدوية فى توجيهها نحو التصدير وفتح منافذ تصديرية خارجية مما يسهم فى زيادة الصادرات المصرية التى تعتبر أحد المصادر الرئيسية للعملات الأجنبية، فيما شدد المدير التنفيذى للحرف اليدوية، أن الحرف اليدوية هى قاطرة النجاة، فالمشروعات الحرفية الصغيرة والمتوسطة هى جزء لا يتجزأ من قاطرة النجاة الاقتصادية لما تمر به البلاد من تحدٍ وصراع مع النجاح وذلك لتحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
وتابع، الدولة دعمت آليات النهوض بقطاع الصناعات اليدوية العمل لتخفيض نسب البطالة من خلال توافر دعم الدولة لخلق الميزة التنافسية عن طريق المعارض المختلفة، وعلى رأسها معرض "تراثنا"، بخلاف رؤية الدولة فى الحفاظ على الهوية والثقافة المصرية، مشددا على ضرورة دراسة احتياجات الأسواق العالمية والمحلية، مع اختيار التصاميم والذوق الخاص بالمستهلك، سواء كان محليًا أو أجنبيًا، من أجل إنتاج منتجات تلبى احتياجات العملاء، وتعزيز ودعم العمل مع مركز تحديث الصناعة للتوفيق بين التصميمات الحديثة التى أصبحت الآن من متطلبات المستهلكين المباشرين والعملاء المحتملين.