مصر تقترب من تصنيع لقاح كورونا محليًا لتغزو القارة الأفريقية
صراعات كبرى تقوم بها شركات الأدوية على مستوى العالم، وذلك من أجل الوصول إلى لقاح مخصص لمواجهة المتحورات الجديدة لفيروس كورونا التى ظهرت مؤخراً، والذى جاء على رأسها متحور "أوميكرون"، والذى اعتبره الكثيرون من الأطباء بأنه من أكثر المتحورات خطورة بسبب سرعة انتشاره، وإصابته للعديد من المرضى حول العالم.
وقد توصل علماء بريطانيون فى جامعة أكسفورد، إلى أن نظام التطعيم بجرعتى لقاح للوقاية من كورونا لا يؤدى إلى إنتاج أجسام مضادة كافية لمحاربة المتحور "أوميكرون" من فيروس كورونا الأمر الذى يرجح زيادة الإصابات بين من أصيبوا من قبل بالمرض أو تم تطعيمهم باللقاحات فيما أعلنت شركة جونسون اند جونسون أن جرعتين من اللقاح لن تكفيان لكبح المتحور أوميكرون.
"الزمان" ترصد فى السطور القليلة التالية استعدادات وزارة الصحة، وذلك من أجل مواجهة متحورات كورونا الجديدة، وذلك من خلال الاستعداد بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية التى تستخدم فى مواجهة الفيروس بالمستشفيات، فضلاً عن متابعة الحكومة لموقف تصنيع اللقاح المحلى الذى تسعى مصر إلى إنتاجه بكميات كبيرة من أجل توفيره للمواطنين محلياً فضلاً عن إمكانية تصديره للدول الأفريقية بالإضافة إلى متابعة الحكومة لموقف اللقاحات التى تأتى من الخارج ضمن تحالف "كوفاكس" المختص بتوفير اللقاحات من جميع الدول وتوفيرها للدول النامية.
وقد أعلنت وزارة الصحة عن توافر الأدوية الخاصة للتعامل مع فيروس كورونا فى المستشفيات والجهات التابعة للوزارة، إلى جانب تجهيز المجمع القومى للأمصال واللقاحات بمخزون استراتيجى من المستحضرات الطبية بتكلفة 88 مليونا و950 ألف جنيهاً من خلال الغرفة المركزية للأدوية التابعة لقطاع الرعاية العاجلة بالوزارة.
وصرح الدكتور خالد عبدالغفار القائم بأعمال وزير الصحة، أن تصنيع اللقاح المصرى المضاد لفيروس كورونا، يأتى ضمن توجيهات الرئيس السيسى باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بالمُساهمة فى حماية المواطنين من جائحة كورونا، ولكى تصبح مصر ضمن الدول المحدودة المُنتجة للقاحات فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى توفير كميات ضخمة من اللقاحات، من مختلف الشركات العالمية، حفاظًا على صحة المواطنين، حيث إن التعاون بين المراكز البحثية المصرية فى وزارتى التعليم العالى والبحث العلمى والزراعة مع شركة إيفا فارما، يعُد مثالًا للتعاون بين الجهات البحثية وقطاع الصناعة، ويُظهر القدرات العلمية المصرية، للنهوض بالصناعة الوطنية، حيث سيتم تصنيع اللقاح بكميات تكفى الاحتياجات المحلية، مع إمكانية التصدير للخارج.
من جانبه كشف الدكتور رياض أرمانيوس، العضو المنتدب لشركة إيفا فارما، أن وزارتى التعليم العالى والزراعة سيعملان على تحضير وإنتاج " الإنتيجين الفيروسى المُثبط المُصنع معمليًا"، وهو إحدى الخُطوات الرئيسية فى تصنيع اللقاح المصرى، وهذا الإنتاج سيتم داخل المُجمع الصناعى لشركة إيفا فارما، وسيتم وفقًا لاشتراطات هيئة الدواء المصرية، ومُتطلبات منظمة الصحة العالمية ووكالة الدواء والغذاء الأمريكية، تمهيداً لتصنيع لقاح قادر على الوقاية من فيروس كورونا المُستجد .
وأضاف أن الشركة انتهت من عملية تصنيع جرعات لقاح "إيجى فاكسين" المُقرر استخدامها فى المرحلة الأولى للتجارب السريرية للقاح المصرى، ضمن الإجراءات اللازمة للحصول على موافقة هيئة الدواء المصرية على تداول الدواء فى السوق المحلية، وأن طرح اللقاح فى الأسواق سيتم قريباً، عقب استكمال جميع مراحل البحوث، وأخذ الموافقات النهائية من هيئة الدواء المصرية، على أن يتم تصنيع اللقاح وفق متطلبات التصنيع الجيد للقاحات البشرية، موضحاً أنه تم النجاح فى عزل كافة متحورات كورونا حتى "متحور دلتا"، ويجرى تكثيف الجهود لعزل "متحور أوميكرون"، سعياً لأخذ الموافقات والعمل على تطوير اللقاح ليكون أكثر فعالية فى مواجهته.
وأوضح أن الشركة بصدد افتتاح أكبر مصنع لإنتاج اللقاحات بأحدث التكنولوجيات العالمية، وأحدث قدرات تقنية، وفق أحدث ما توصل إليه العلم وتوفير أحدث المعدات وخطوط الإنتاج، بالتعاون مع جهات عالمية متخصصة فى مجالات تصميم وإنشاء مصانع اللقاحات، لكى تكون لدى مصر القدرات المطلوبة لتغطية متطلباتها المحلية، وكذلك توفير متطلبات التصدير لمواجهة أى جوائح صحية، مؤكداً أن هذا الإنجاز بمثابة دعوة للشركات العالمية للعمل المشترك مع الكيانات البحثية والتصنيعية المصرية الجادة للعمل على التصدى محلياً وعالمياً لأى فيروس، والتعاون لإنتاج اللقاحات فى أفريقيا، بما يُفيد مصلحة القارة والعالم أجمع، ونقل التكنولوجيا الحديثة لمصر، وذلك للتعاون فى تصنيع اللقاحات، والتعاون للتصدى لأى فيروس قد ينشأ فى أى دولة محلياً قبل التحول لفيروس عالمى، ونفخر بإنجاز إنتاج اللقاح المصرى ضد كورونا، وننتظر طرحه فى الأسواق قريباً عقب انتهاء الدراسات والأبحاث الخاصة به.
وفى سياق متصل فقد أعلنت شركة فايزر للأدوية عن أن التحليل النهائى لعقارها المضاد لفيروس كورونا، أظهر فعالية تقترب من 90٪ فى منع دخول المستشفيات والوفيات فى المرضى المعرضين لمخاطر عالية، وتشير بيانات معملية حديثة إلى أن الدواء يحتفظ بفعاليته ضد متحور "أوميكرون" سريع الانتشار لفيروس كورونا، ويمكن أن يكون لديها 180 ألف دورة علاجية جاهزة للشحن هذا العام وتخطط لإنتاج 80 مليون أخرى على الأقل فى عام 2022 .