من عمان.. الإمام الطيب يتصدر الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيرًا فى العالم
أصدر المركز الملكى للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، التقرير البحثى لعام 2021/ 2022، حول أكثر 500 شخصية إسلامية تأثيرا حول العالم، والتى تزينت بوجود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق، والدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية.
واحتل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر المرتبة الـ14، وجاء الترتيب استنادا إلى مآثر العلماء العلمية واستفادة الناس منهم وخدماتهم الإنسانية للمجتمعات وغيرها من المعايير، وخص التقرير، الخمسين شخصية الأولى بترجمات تعريفيه لهم.
فماذا فعل الطيب كى يصل لتلك المرتبة؟
قدم شيخ الأزهر العديد من الخدمات والمهام التى لها الفضل فى تطوير مؤسسة الأزهر الشريف، والتى نجد أثرها واضحا وجليا، ففى خلال الـ6 أعوام السابقة تمت إعادة هيكلة لجان الفتوى الرئيسة بالإضافة إلى افتتاح 230 لجنة فتوى فى مراكز ومدن الجمهورية.
كما عمل الإمام الأكبر على إعادة الأزهر لمكانته فى مصر والعالم أجمع، فأعاد إحياء هيئة كبار العلماء بعد حلها عام 1961، مصدرا قانونا عام 2012 لإلغاء تبعية الأزهر ليصبح اختيار شيخه بالانتخاب بعد أن كان بالتعيين منذ عام 1960.
فحقق استقلال الأزهر فى الدستور المصرى لأول مرة، وتصدى لمحاولات السيطرة على الأزهر من قبل فصيل بعينه حاول فرض هيمنته على المؤسسات الوطنية للدولة المصرية.
وبشأن الدور الدعوى والتوعوى نظم الأزهر من خلال مجمع البحوث الإسلامية فى تلك الفترة نحو 14107 قوافل دعوية وتنموية فى مختلف محافظات مصر، التى جابت قرى ومدن الجمهورية والمناطق النائية والمترامية الأطراف، بالإضافة إلى 186 حملة توعوية، استهدفت الكثير من القضايا المعاصرة والمشكلات المجتمعية التى يعانى منها أفراد المجتمع، ونظم المجمع من خلال مشاركة وعاظه وواعظاته نحو 39750 مقهى ثقافيا فى مناطق متنوعة من المحافظات، فضلًا عن نحو 112449 ندوة ثقافية.
ولا يمكن إنكار أهمية المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، التى أنشأها الإمام الأكبر، فى 2007 وكان حينذاك رئيسًا لجامعة الأزهر -وما زال حتى الآن يترأس مجلس إدارتها- وقد أولى لأنشطة الرابطة منذ إنشائها وحتى الآن اهتمامًا بالغًا فى الداخل والخارج، حتى انتشرت فروعها فى 18 دولة عبر قارات العالم المختلفة؛ لينشر أعضاؤها فكر الأزهر ووسطيته واعتداله فى ربوع العالم.
ونتيجة لدور الأزهر العالمى واهتمام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور الطيب وعنايته المستمرة بالطلاب الوافدين عقد مجمع البحوث الإسلامية خلال هذه الفترة أنشطة ثقافية ومراجعات علمية مكثفة للطلاب الوافدين بمدينة البعوث الإسلامية، كما نظم لهم مسابقة لتنمية مهاراتهم الإبداعية، كما أرسل المجمع مبعوثيه إلى نحو 60 دولة على مستوى العالم لنشر المنهج الوسطى ومواجهة الأفكار الشاذة والمتطرفة.
وفى إطار التدريب المستمر وتأهيل وعاظ وواعظات الأزهر نظم المجمع 168 دورة تدريبية وتأهيلية للوعاظ، بالتنسيق مع أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الوعاظ والأئمة وباحثى الفتوى، كذلك شهدت هذه الفترة تنظيم نحو 26 دورة تدريبية لنحو 1440 إمامًا من الأئمة الوافدين من مختلف دول العالم، حيث بلغت مدة الدورة الواحدة شهرين، كما تم تنظيم مسابقات علمية وبحثية للوعاظ والواعظات للتشجيع على القراءة وتنمية قدراتهم العلمية، بالإضافة توزيع مكتبات علمية على 4300 واعظ بالأزهر.
كما اهتم الشيخ أحمد الطيب بأزمة مسلمى الروهينجا، وتمثل ذلك فى العديد من الجوانب كان أبرزها عقد الأزهر مؤتمرًا العام الماضى لكافة أبناء الطوائف فى بورما لتوحيد كلمتهم وإعادة الشمل بينهم، بجانب حث المجتمع الدولى فى أكثر من مناسبة عالمية على ضرورة التحرك لإنقاذ مسلمى الروهينجا من الأوضاع التى يتعرضون لها.
وقدم الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين قافلة مساعدات كبيرة إلى بورما وكان شيخ الأزهر ينوى الذهاب إلى هناك إلا أن حادث مسجد الروضة الإرهابى أدى إلى إلغاء زيارته حينها وأناب الدكتور عباس شومان لترأس الوفد.
وبعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيونى جاء الرد سريعًا من الأزهر ورفض شيخ الأزهر مقابلة نائب الرئيس الأمريكى فى زيارة كانت مُعدة منذ فترة لكن شيخ الأزهر اعترض على القرار ورفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكى وقال: "لا نجلس مع من يزيفون التاريخ".
أما على مستوى الإصدارات العلمية فنشر الأزهر من خلال مجمع البحوث الإسلامية أكثر من 200 إصدار علمى عالج من خلاله الكثير من القضايا المجتمعية والفكرية، وتم إتاحة هذه الإصدارات فى معارض الكتب الدولية، كما تم إتاحتها بشكل إلكترونى عبر الموقع الرسمى للمجمع، كذلك حرص المجمع على العمل المشترك مع مختلف مؤسسات الدولة فعقد بروتوكولات تعاون مع المحافظات والوزارات والهيئات المختلفة، للتنسيق المشترك فى تنفيذ الفعاليات والأنشطة المختلفة والوصول إلى كل فئات المجتمع. كما اهتم المجمع بالنشر الإلكترونى والتواجد على وسائل التواصل الاجتماعى ومخاطبة الشباب بلغة تناسبهم وتلبى احتياجاتهم المعرفية، حيث أنتج المركز الإعلامى للمجمع نحو 30642 رسالة توعوية منها ما تم تقديمه فى شكل مكتوب ومرئى ومسموع فى قضايا متنوعة. حيث أصدر المركز الملكى للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، تقريره حول أكثر 500 شخصية إسلامية تأثيرا حول العالم، وجاء الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى بالمرتبة الـ15، والحبيب عمر بن محمد بن حفيظ الداعية الإسلامى فى المرتبة الـ11 وفضيلة الشيخ الدكتور على جمعة المرتبة الـ20، والحبيب على الجفرى الداعية الإسلامى ورئيس مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات فى المرتبة الـ22 ضمن الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيرًأ حول العالم، بينما احتل فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه المرتبة الـ16.
كما احتل الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، المرتبة الـ29 ليكون ضمن قائمة أكثر 30 شخصية تأثيرًا حول العالم. أكثر 500 شخصية مسلمة لعام 2022.
ويهدف التقرير الذى حمل عنوان «أكثر 500 شخصية مسلمة لعام 2022»، إلى التعريف بأهمية الأسماء المتداولة فى العالم الإسلامى، حيث يرصدها فى مختلف مجالات «السياسة، الدين، المرأة، والإعلام».