الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

رئيس قسم التوثيق العلمى بالهيئة العربية للطاقة الذرية: محطة الضبعة تعد نقلة نوعية فى قطاع الطاقة

كشفت الدكتورة نهلة عبدالحميد نصر رئيس قسم التوثيق العلمى بالهيئة العربية للطاقة الذرية، عن التفاصيل الكاملة لدور المرأة فى المجال النووى، وسر لقبها بالمرأة الحديدية فى الطاقة النووية.

كما أشارت أيضا إلى دور الهيئة العربية للطاقة الذرية فى المشروع النووى المصرى، موضحة أن تجربة مصر فى مجال الطاقة الذرية والنووية سواء بمفاعل إنشاص البحثى أو محطة الضبعة سيعطى درسًا هامًا للدول العربية للتوسع فى الدخول بالمجال النووى بالوطن العربى، خاصة أن محطة الضبعة تعد نقلة نوعية فى قطاع الطاقة المصرى، وإلى نص الحوار..

فى البداية حدثينا عن دور المرأة العربية فى الطاقة النووية بوجه عام وبالهيئة العربية للطاقة الذرية بوجه خاص؟

المرأة فى مجتمعنا العربى تمثل دورًا هامًا ومحوريًا داخل كل القطاعات وأهمها المجال النووى والذرى، خاصة فيما يتعلق بالثقافة النووية فهى الكيان الأساسى لزيادة القبول الشعبى لتنفيذ المحطات النووية من خلال أطفالها وأسرتها، كما أن 30% من الأبحاث العربية فى مجال الطاقة الذرية من نصيب المرأة، والدليل عل ذلك أن أول امرأة حصلت على جائزة نوبل هى «مارى كورى» إذ حصلت عليها مرتين فى مجالين مختلفين الأولى بالفيزياء والثانية بالكيمياء، كما أنها أول سيدة تنفرد برتبة الأستاذية بجامعة باريس، وهناك أيضًا مجموعة من السيدات المصريات ممن لمعن بهذا المجال لعل أبرزهن « الدكتورة فايزة عبد المجيد والدكتورة ليلى فكرى. اهم التحديات التى تواجه المرأة العربية للعمل فى هذا المجال

أما بالنسبة للهيئة العربية للطاقة الذرية فلا يوجد بها الكثيرون من الموظفين والعمال إلا عدد قليل للغاية، حيث أن جميع من يشغلونها لا يتعدى الـ18 موظفًا وموظفة، ولهذا فأنا هى السيدة الوحيدة التى تشغل منصبًا قياديًّا بالهيئة؛ الأمر الذى جعلهم يلقبوننى بـ«المرأة الحديدية بالطاقة الذرية.

ما هو شعورك عندما تم تلقيبك بهذا اللقب الشرفى؟

شعرت بامتنان شديد، وهذا يدل على قوة عمل المرأة بالمجال النووى وما تمثله من أهمية قصوى نحو واجبها كما أنه يعد بمنزلة حافزًا قويًّا للانضمام إلى الشبكات الدولية للموظفات الأخريات بالهيئة لتوسيع آفاقهن.

والعمل بالمجال النووى خاصة للمرأة يوفر منصة مثالية لتعزيز دورها فى هذا القطاع بكافة الدول العربية مما يشجع الجيل الجديد من النساء الراغبات بالمساهمة فى مستقبل العالم على المشاركة بشكل فعال، ولمن دواعى فخرى أن أكون من السيدات اللاتى حظيت بالفخر من بلادها نحو مساواة عمل المرأة بالمجال النوى كالرجل تمامًا.

حدثينا عن عملك داخل الهيئة العربية للطاقة الذرية؟

أشغل رئيس قسم التوثيق العلمى بالهيئة المختص بالإشراف على المؤتمرات العلمية وعلى مستوى النشر والتنمية وإصدار الكتب، نهتم بترجمة جميع الكتب التى تحصل عليها الهيئة من الخارج وذلك بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الأوروبى وهيئة الرقابة النووية الأمريكية وأيضًا مع المؤسسة الكورية للطاقة الذرية.

كم حجم الكتب التى ترجمتها الهيئة حتى الآن؟

لدينا قائمة مطبوعات متنوعة للهيئة تتعدى الـ70 مطبوعًا، وقمت بنفسى مؤخرًا بترجمة أحد الكتب الخارجية وكانت بعنوان « المفاعلات البحثية أنواعها واستخداماتها»، هذا إلى جانب الدور الهام الذى يؤديه هذا القسم من خلال إعداد المؤتمرات والدورات التى يتم انعقادها لتعريف الجمهور بماهية ومجالات الطاقة النووية وأهميتها فى الوطن العربى، إذ يتم التحضير لتلك الفعاليات بعناية فائقة ولعل أبرزها ما تم مؤخرًا من تنظيم رائع للمؤتمر العربى الـ15 للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية المصرية والذى استضافته مدينة أسوان على مدار أسبوعين؛ نظرًا لأنه من الأحداث المهمة التى تتم على المستويين العربى والعالمى، فهذا الحدث الهام أخذ عامين للتجهيز له فقد كان من المفترض أن يتم عقده عام 2020، ولكن نتيجة جائحة كورونا تم تأجيله لنهاية العام الماضى، والذى نال حضورًا مميزًا من كافة الباحثين العرب والمصريين.

من وجهة نظرك ما هى أهم التحديات التى تواجه المرأة العربية للعمل فى المجال النووى؟

رغم أن المرأة العربية متساوية فى الحقوق مع الرجل إلا أنه يوجد بعض التحديات التى تواجهها على المستوى العام والتى بدورها تنعكس على التحديات المتعارضة مع عمل السيدات بالمجال النووى ولعل أهمها؛ التخوف من مخاطر الإشعاع واستخدامات الطاقة النووية عموماً خاصة التعريف للعامة وأفراد المجتمع فى البلدان العربية بأن هناك ضمانات حماية ووقاية إشعاعية وأمان نووى يتم مراعاتها عند تصميم وتنفيذ وتشغيل المشروعات النووية والإشعاعية، بالإضافة إلى توفير حضانات للأطفال من أبناء العاملات فى المجال النووى سوآء بجوار مقار أعمالهم أو بها.

كم يبلغ عدد أعضاء الهيئة؟ وماذا عن الدور المصرى مع عمل الهيئة العربية للطاقة المصرية؟

يبلغ عدد الأعضاء 10 دول هم «مصر ولبنان وتونس واليمن والأردن وفلسطين وليبيا والسعودية والسودان والعراق».

أما عن الدور المصرى، فأود أن أوجه الشكر للدولة المصرية التى أكدت باستمرار على سعيها الدؤوب والمخلص للتعاون معنا من أجل توسيع مجالات التعاون وزيادة مساحة العمل العربى المشترك فى هذا المجال ودعمه بكافة إمكاناتها وقدراتها، لما فى ذلك من نفع متبادل وتراكمى لهذا القطاع الحيوى سواء فى مجال تبادل المعرفة وتنظيم الدورات وورش العمل أو المجال التطبيقى للمشروعات النووية المشتركة وتجاوز العقبات خاصة مع مشكلات الوباء العالمى «كورونا»، هذا فضلًا عن الدور الفعال للوكالة الدولية للطاقة الذرية لدعم القدرات البشرية والتكنولوجيا التطبيقية والمشروعات المشتركة فى المجالات ذات العلاقة كذلك التعاون مع الهيئات العلمية والدولية والمؤسسات المتميزة فى هذا المجال لتبادل المعارف واستقدام الخبرات المتطورة .

ما هى أبرز أدوار الهيئة العربية خاصة فى البرامج النووية التى تقدمها؟

تهتم الهيئة بتوحيد الجهود وتقديم الدعم الفنى واللوجيستى للدول العربية بالإضافة إلى تدريب الكوادر البحثية، إذ يتم تدريب حوالى 1500 باحث بالعام الواحد، كما أنها منظمة علمية عربية متخصصة تعمل فى نطاق جامعة الدول العربية وتعنى بالعلوم النووية وتطبيقاتها بالمجال السلمى كما تسعى إلى تطوير العمل العلمى العربى المشترك ومواكبة التقدم العلمى فى هذا المجال، كما تهتم بخلق وعى تقنى لدى المواطن العربى فى العلوم النووية ومجالات استخداماتها السلمية .

ما هو الدعم الذى تقدمه الهيئة العربية للطاقة الذرية للباحثين العرب؟

أولت الهيئة العربية عناية خاصة بالباحثين العرب منذ نشأتها وفتحت لهم فرصة اللقاء المشترك لإلقاء بحوثهم وعرض أهم نتائجها ومناقشتها وتبادل الرؤى والخبرات وتعزيز أواصر التعاون وتطوير البحث العلمى وتحقيق التراكم المعرفى النووى والاستفادة أيضا مما توصلوا إليه من نتائج.

هل أثرت جائحة كورونا على عمل الباحثين أو الدورات التى تقدمها الهيئة العربية لهم؟

رغم تداعيات جائحة كورونا وتأثيرها سلبًا على جميع أنواع العمل فقد حرصنا على عقد الدورات التدريبية والمؤتمرات بالتخطيط الجيد لتنفيذها فى أحسن الظروف حضوريًا وعن بعد، ففى المؤتمر العربى الأخير والذى أقيم بأسوان تقدم إلينا 144 بحثًا من 10 دول عربية أجازت الهيئة منها 140 بحثًا وزعت من طرف أساتذة ومتخصصين متميزين فى 10 دول عربية، وقامت اللجنة العلمية المشكلة بمراجعتها وانتهت بإجازة 116 حثًا مقبول نهائيًا، وكانت هذه الأبحاث فى مختلف مجالات العلوم النووية المرتبطة بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.

هل هناك علاقة تربط الهيئة العربية للطاقة الذرية والمشروع النووى المصرى

بالطبع هنا علاقة هامة جدًا خاصة أن تجربة مصر فى مجال الطاقة الذرية والنووية سواء بمفاعل إنشاص البحثى أو محطة الضبعة سيعطى درسًا هامًا للدول العربية للتوسع فى الدخول بالمجال النووى بالوطن العربى، خاصة أن محطة الضبعة تعد نقلة نوعية فى قطاع الطاقة المصرى، ولهذا تقوم الهيئة العربية بدورها بنقل هذه التجربة للباحثين العرب وتقديم النصائح الهامة للاستفادة من الخبرات البشرية المتراكمة بهيئة الطاقة الذرية سواء فى مجالات إدارة المشروعات النووية من الناحية الإنشائية والهندسية إلى فحص وتوكيد الجودة لمكونات المفاعلات والآمان النووى والضمانات النووية لجميع مراحل إنشاء محطة الضبعة، من حيث التخطيط والإنشاء والتشغيل خاصة أعمال مراقبة الجودة الخاصة بمراحل الإنشاء وفحص المكونات والتجهيزات فى مشروع الضبعة لأن هذه الخبرات المتراكمة لا يمكن بناءها فى سنوات قليلة.

هذا بالإضافة إلى قيام الهيئة بتعظيم دور العلوم النووية وتطبيقها فى بناء الاقتصاد العربى ودعم الخدمات المجتمعية بما يتواكب مع التطورات العالمية فى هذا الشأن،و بما يتوافق مع الإستراتيجية العربية التى شملتها قرارات مجلس الجامعة العربية.

click here click here click here nawy nawy nawy