قطرة عيون بديلة لنظارات القراءة للمصابين بطول النظر
يعانى عدد كبير من المواطنين حول العالم من مشاكل فى الإبصار، وهذا ما يدفع الملايين منهم إلى ارتداء النظارات الطبية، فضلاً عن أن هناك أشخاصا كثيرين يرتدون أكثر من نظارة، حيث إن منهم من يحمل نظارة للنظر وأخرى للقراءة، ومع التطور الكبير فى العلم الخاص بطب وجراحة العيون، فقد ابتكر العلماء قطرات طبية جديدة تعمل على توضيح الرؤية، وبالتالى يستطيع الشخص الذى يرتدى النظارة المخصصة للقراءة أن يستغنى عنها ويستخدم القطرة الطبية، حيث تعمل على تكبير حجم الرؤية ويستغنى بذلك عن النظارة الطبية المخصصة للقراءة.
وقد وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام قطرة للعين لعلاج طول النظر الشيخوخى، المعروف باسم ضبابية الرؤية القريبة لدى البالغين، حيث تعمل عن طريق تقليص حجم بؤبؤ العين، وهو ما يسمح للأشخاص الذين يتمتعون برؤية جيدة عن بعد بالتخلى عن نظارات القراءة، كما أن هذ القطرة، والتى يطلق عيلها "فيوتى" فعالة فى تحسين الرؤية القريبة والمتوسطة دون التأثير على الرؤية عن بعد.
وأضافت هيئة الغذاء والدواء، أنه يجب استخدام القطرة يوميًا، وتتطلب 15 دقيقة على الأقل حتى تصبح سارية المفعول، وتستمر حتى 6 ساعات، حيث عرف عن أطباء العيون منذ فترة طويلة أن من يعانون من طول النظر يمكنهم تحسين الرؤية القريبة من خلال انقباض العضلة العاصرة للقزحية، ما يقلل من حجم بؤبؤ العين، ويخلق تأثير الكاميرا ذات رأس الدبوس، وقد تؤدى بعض الأدوية إلى زيادة التكيف من خلال تقلص خفيف للعضلة الهدبية، ومن الآثار الجانبية لقطرات العين الصداع وآلام الحاجب وفقدان الرؤية المتوسطة، وقد قام الباحثون خلال المرحلة الثالثة بدراسة على 750 شخصًا يعانون من طول النظر الشيخوخى، وتم تقسيمهم لمجموعتين عشوائيًا لتلقى إما بيلوكاربين أو علاج وهمى، حيث أخذ المرضى القطرات فى كلتا العينين مرة واحدة يوميًا لمدة 30 يومًا، وقام الباحثون باختبار المشاركين فى اليوم 30، لمعرفة عدد من حققوا معيار النجاح الذى حددته إدارة الغذاء والدواء.
وأوضحت الهيئة أن فى التجربتين عددًا أكبر من الأشخاص فى مجموعة بيلوكاربين استوفوا هذا المعيار، وكان الاختلاف بين مجموعة بيلوكاربين ومجموعة الدواء الوهمى ذا دلالة إحصائية، ونسبة كبيرة من المرضى أبلغوا عن تحسن فى القدرة على القراءة، وكذلك استخدام سلوكيات التأقلم لإدارة طول النظر كان لهما تأثير أقل على الحياة اليومية، ولم يتم ربط أى أحداث سلبية خطيرة باستخدام بيلوكاربين، وأكثر من 3% من الذين تناولوا الدواء عانوا من الصداع، واحتقان الملتحمة، وعدم وضوح الرؤية، أو ألم فى العين، وتعمل العديد من الشركات الأخرى على قطرات من شأنها أن تعمل بتأثير مماثل، بما فى ذلك بعض المنتجات التى يمكن بيعها دون الحاجة إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء.
وفى سياق متصل أظهرت الدراسات الطبية أن القطرات تعمل بشكل جيد خاصة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و55 عاماً، وغالباً ما تكون نظارات القراءة ضرورية مرة أخرى، حيث إن مادة بيلوكاربين ليست شيئا جديداً، يتم استخدامه كما هيدروكلوريد بيلوكاربين فى قطرات العين "فيوتى"، حيث عُرف بيلوكاربين فى طب العيون منذ عام، ولطالما استخدم لعلاج الغلوكوما، وهى حالة مرتبطة بزيادة ضغط العين، وتكلّف القطرات ما يعادل حو إلى 70 يورو، وهى كافية لفترة علاج مدتها 30 يوماً، كما أن قطرات العين لعلاج قصر النظر الشيخوخى قد تكون وسيلة للتخلص من نظارات القراءة التى لا تحظى بشعبية فى الدول الغنية.
من جانبه أكد الدكتور خالد الغزالى، استشارى طب وجراحة العيون أن طريقة عمل القطرة تأتى من خلال عملها على تضييق عدسة العين، مما يسمح بالقراءة بشكل سلس وطبيعى، وأن مشكلة القطرة الجديدة تستهدف لمن هم فوق 40 عاما، لافتاً إلى أن مؤسسة الأبحاث العلمية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وافقت على تصنيع القطرة لاستبدالها بنظارة القراءة إذ إنها تعالج طول النظر.
وأضاف أن العديد من المواطنين المصابين بمشاكل فى النظر يحملون أكثر من نظارة، وهذه تسبب لهم مشكلة كبيرة، خاصة إذا تركوا النظارة الخاصة بالقراءة فى أى مكان، واستبدلوها بالنظارة المخصصة للنظر، إن هذه القطرة ستكون بمثابة ثورة فى عالم تصحيح الأبصار، وسيستغنى الكثير من أصحاب نظارات القراءة عن نظاراتهم، حيث إن القطرة يمكن استخدامها لمدة تصل إلى 6 ساعات بدون ارتداء النظارة وهى مدة كافية للقراءة أو مشاهدة التليفزيون وتصفح مواقع الإنترنت.