منافسة شرسة بين الشركات العالمية للفوز بتنفيذ تطوير محطات السد العالى

استمرارًا لسعيها الدءوب فى إنجاح قطاع الطاقة، وسد الفجوة بين الإنتاج والطلب عليها، نجحت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة حتى الآن فى مواجهة كل الصعاب والتحديات التى فرضتها جائحة كورونا التى ما زالت منتشرة على كافة الأصعدة، واستطاعت أن تستكمل تنفيذ خطة الدولة الإستراتيجية نحو التنمية الشاملة والمستدامة فى مجال الطاقات المتنوعة، عبر إضافة المزيد من القدرات الكهربائية إلى الشبكة القومية لنقل الكهرباء فى مصر.

وفى هذا الصدد، طرحت شركة المحطات المائية التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، بنهاية العام الماضى وتحديدًا فى نوفمبر 2021، مناقصة تطوير وتحديث محطات محولات السد العالى وخزان أسوان 1 و2، واتجهت حوالى 14 شركة محلية وعالمية لشراء كراسة الشروط قبل غلق باب شراء الكراسات فى 22 ديسمبر 2021، وذلك بعد إلغائها بسبب عدم توافر الشروط المطلوبة فى كراسة الشروط سوى فى تحالف واحد فقط من إجمالى 4 كيانات متنافسة على المناقصة، ورغم مضى الأيام، إلا أنه تم إعادة الطرح بعد مفاوضات بين الشركة وبنك التعمير الالمانى «KFW» لتعديل الاشتراطات وتخفيض الشروط بشكل أكثر، حتى يتمكن أكبر عدد من الشركات العالمية من المنافسة على المناقصة العالمية.

ومن بين الشركات التى اشترت كراسة الشروط «كهروميكا» و«هايديلكو» و«الشركة الهندسية» و«إيجيماك» و«سيمنس» و«إنبى -بيجسكو» و«smt» الروسية بالإضافة إلى كيانات أخرى.

وتقدم حتى الأسبوع الماضى ممن قاموا بشراء الكراسات 4 شركات عالمية ضمت « الكويت وروسيا والصين وألمانيا»، وقاموا بالتوجه لشركة المحطات المائية بعروضهم الفنية والمالية للدخول فى منافسة شرسة للفوز بمناقصة تطوير وتحديث محطات محولات السد العالى وخزان أسوان، ومن هذا المنطلق تسود حاليًا حالة من التنافس داخل أروقة وزارة الكهرباء حالة بين كل من؛ «شركة سيمنس الألمانية، وSMT الروسية، ودونج فانج الصينية والرابعة شركة كويتية لم تفصح المصادر عنها حتى الآن».

ومن ناحيتها، أعلنت مصادر مسئولة من داخل شركة المحطات المائية عن اشتراطات المناقصة، لافتة إلى وجود وكيل محلى للشركة الأجنبية، إذ تم غلق باب تلقى العروض من الشركات المتنافسة الأسبوع الماضى، على أن يتم فتح المظاريف والبدء فى تحليل العروض الفنية للشركات المتقدمة، الأيام المقبلة ثم البدء فى التحليل الخاصة بالعروض المالية بالتعاون مع الاستشارى الخاص بالمناقصة والجهة الممولة.

وفى السياق ذاته، أكد المهندس هشام كمال، رئيس المحطات المائية، تطوير محولات السد العالى وخزان أسوان تستهدف رفع واستبدال المحولات القديمة التى تعمل منذ 50 عامًا أى مع بداية إنشاء السد العالى بمحولات جديدة جهد 220 كيلو فولت وبقدرات تبلغ 250 ميجا فولت بما يتماشى مع أعمال تطوير تربينات السد ومنظمات السرعة والتى رفعت قدرة التربينة من 175 ميجاوات إلى 170 ميجاوات والتى من شأنها أن تصل إلى 200 ميجاوات فى نهاية أعمال التطوير.

وتوقع أن تصل التكلفة المبدئية لعملية التأهيل لمناقصة تطوير السد العالى إلى 26 مليون يورو، لافتًا إلى احتمالية رفعها مع انتهاء الأعمال إلى 41 مليونا، علما بأن بنك التعمير الألمانى «KFW» هو الممول للمشروع وفق اتفاقية تم توقيعها بين مصر وألمانيا، ضمن التعاون المشترك بين القطاع والحكومة الألمانية.

ونوه بأن هذه المناقصة ستشتمل على توريد محولات لعملية التأهيل تصل إلى 20، مقسمة إلى 12 لمحطة كهرباء السد العالى، بجانب محول احتياطى، و5 لمحطة توليد خزان أسوان 1، و2 لمحطة خزان أسوان 2، علمًا بأن محولات محطات السد العالى قديمة، ويتم إجراء صيانة وتركيب قطع غيار لها باستمرار، وهو ما ساعد على استمرارها فى الخدمة.

ونوه أيضًا بأن أعمال التطوير ستشتمل على رفع كفاءة منظومة الجهد ونظام الاستثارة ومنظمات السرعة للتربينات بالإضافة إلى نظم القياس والسرعة والتحكم ،هذا بخلاف تطوير أنظمة الوقاية للمولدات والمحولات وخطوط الربط مع شبكة المفاتيح لمحطة كهرباء أسوان (2).

وأفاد أيضًا بأنه سيتم تطوير المحولات الرئيسية فى محطات السد العالى وخزان أسوان (1) و(2) وزيادة القدرة المرسلة من السد العالى، موضحًا أن أعمال التطوير تتم على عدد من السنوات للحفاظ على الطاقة المنتجة من المشروع والاستفادة بأقصى قدرات يمكن توليدها.

وأشار إلى أن أعمال التطوير ستتم على يد خبراء متخصصين من أكبر الشركات العالمية، وسيدور عملهم الأساسى على إجراء عمرات الصيانة الجسيمة لمحطة السد العالى للحفاظ على مكوناتها بعيدا عن شهور الصيف وأوقات الذروة فى تصرفات المياه والاستهلاك وأن برامج تطوير المحطة والمشروعات المائية الأخرى تستهدف مد عمرها الافتراضى لأكثر من 40 عاما جديدة .

أما فيما يتعلق بحجم الإنتاج من المحطات المائية، فكشف رئيس الشركة، عن تجاوز الإنتاج قدرة 2830 ميجاوات ، لافتًا إلى أن جميع الوحدات تعمل بكفاءة عالية وأن محطة توليد أسيوط تعمل بأعلى المعدلات خاصة بعد وضع خطط برامج الصيانة والإحلال والتجديد لها فى حيز التنفيذ.

وأوضح أن منظومة المحطات المائية تهدف للتطوير وتحديث الأنظمة العاملة بالمحطتين فى خزان أسوان لمجابهة متطلبات الشبكة الكهربائية الموحدة وزيادة إتاحية واعتمادية المحطتين وذلك بتقليل فترات التوقف لإصلاح الأعطال و للأنظمة العاملة.