خبير ايطالي يؤكد دور مصر كفاعل استراتيجي في منطقة البحر المتوسط
أكد أرتورو فارفيلي، مدير مكتب مؤسسة (المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية) البحثية في روما، على أن الحوار مفتاح ضروري للتواصل مع مصر سواء لتعزيز احترام أكبر لحقوق الإنسان وسيادة القانون ودعم الاستقرار والنمو الاقتصادي للبلاد، مؤكدا على أهمية تعزيز الدور الجيوبوليتيكي الأساسي لمصر في المتوسط.
ومع تتبع عملية بدأت العام الماضي ستحجب الحكومة الأمريكية 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية المتعهد بها لمصر، على خلفية عدم احراز تقدم جوهري بشأن احترام حقوق الإنسان. كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تبنت قرارًا مماثلًا في أغسطس 2017 حيث جرى حجب 96 مليون من المساعدات.
والقضية تمس إيطاليا، نظراً لأنه في تقرير إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث أيضًا عن رفض القاهرة البدء في إجراءات قضائية للتحقيق مع المسؤولين عن مقتل باحث الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني واعتقال الطالب باتريك زكي بطريقة غير قانونية. فضلاً عن أن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر لها أصداء على البحر المتوسط بسبب المركزية المصرية في جزء كبير من الملفات الإقليمية وبسبب الدور (المتطور) لواشنطن في المنطقة.
وتعد جزء من المواجهة بين النماذج والديمقراطيات، بقيادة واشنطن بدعم أوروبي، والسلطوية الممثلة في الصين وروسيا. فيما يخاطر النموذج الأخير بأن يصبح مغري أكثر لبيئات مثل المصرية أو في ديناميكيات البلدان الأفريقية الأخرى أو حتى في الخليج (كانت الإمارات والسعودية محل قرار مشابهه من إدارة بايدن).
كانت وسائل الإعلام ذكرت منذ أيام أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على صفقة أسلحة محتملة لمصر تبلغ قيمتها 2.5 مليار دولار، تشمل رادارات للدفاع الجوي، وطائرات "سي 130 سوبر هركيوليز". ومن الضروري لواشنطن التحرك بطريقة براجماتية فالتحالف مع القاهرة ضروري، لأن مصر تعد فاعل مركزي في محاربة الإرهاب وهو الإطار الذي له نسبة أكبر في المساعدة العسكرية، وأيضاً لأنها فاعل مركزي في الكثير من الديناميكيات الإقليمية من البحر المتوسط الموسع إلى ليبيا ومن السويس إلى القرن الأفريقي و نحو الخليج والساحل.
ويتمثل المفتاح في ضرورة الحوار مع مصر سواء لتعزيز احترام أكبر لحقوق الإنسان وسيادة القانون ودعم الاستقرار والنمو الاقتصادي للبلاد، كما ينبغي تعزيز الدور الجيوبوليتيكي الأساسي لمصر في المتوسط. وقالت وزارة الخارجية في المذكرة العامة، لهذه الأسباب، إن مصر حققت "تقدمًا كبيرًا"، فيما في الموافقة على بيع طائرات C-130 ، كانت توضح أنها ستعزز "حليفًا مهمًا ليس في حلف الناتو"، "شريكًا استراتيجيًا مهمًا".
فيما اعتبر أرتورو فارفيلي، مدير مكتب مؤسسة (المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية) البحثية في روما، أنها "حالة من المشكلة". وقال فارفيلي، لموقع "ديكود 39" الإيطالي، إن هذا الأمر تعرض له الغربيون مرات عدة في الماضي، فالأمريكيون هم الأوائل حين انتقلوا إلى الشرق الأوسط ومصر كانت دائمًا حالة خاصة في هذا النوع من المواقف. وأشار الخبير إلى المعضلة بين سياسة تركز على القيم وأخرى أكثر واقعية مجسدة بالفعل، فتاريخياً حاول الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الحصول على أموال لسد أسوان وأمام رفض التمويل الأمريكي اقترب من الاتحاد السوفيتي.
وبحسب فارفيلي، يتعلق الأمر بتنبيه أمريكي، ورسالة ذو "أبعاد أصغر مقارنة بالمساعدات والعلاقات التجارية العسكرية والعلاقات بين المصريين والأمريكيين". وتابع قائلاً: صحيح أن الصين وروسيا لا تضعان أي نوع من العوائق تحت هذه الخطط وقد ينتج عن ذلك صلة من نوع إستراتيجي بين هاتين القوتين ودول معينة مثل مصر.
واعتبر أن إقامة هذا النوع من العلاقات الدائمة يعد مخاطرة، مشيراً إلى أن كل شيء يأتي في إطار التخلي عن الالتزام الأمريكي عن المنطقة، و رأى أن هذه المواقف هي التي تظهر كيف أن الوجود التجاري والاقتصادي والعسكري والسياسي الأمريكي في المنطقة "أساسي" لتجنب أن تنزلق القارة الأفريقية والآسيوية بالكامل تحت النفوذ الروسي والصيني.
https://formiche.net/2022/01/egitto-cina-russia-varvelli/