بعد زيارة أردوغان الأخيرة إلى الإمارات
جسور للدراسات الاستراتيجية يصدر تقييمات حول إدارة علاقات تركيا المستقبلية مع دول الخليج
أصدرت وحدة دراسات العلاقات الدولية بمركز جسور للدراسات الاستراتيجية، تقييم استراتيجي من إعداد الدكتور أكرم حسام المستشار الاكاديمي لمركز جسور، والباحثة المتخصصة فى العلاقات الدولية اليان بطرس، حول كيفية إدراة تركيا لعلاقاتها مع دول الخليج فى ظل زيارة أردوغان إلى الإمارات.
الجدير بالذكر أن هذه الزيارة تعد هي الأولى منذ 10 سنوات تقريبا، بينما سبقها زيارات من الجانب الإماراتي لأنقرة خلال العام الماضي، منها زيارة لمستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، وزيارة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. بينما زار الإمارات من الجانب التركي وزير الخارجية جاويش أوغلو في ديسمبر 2021.
يلقى التقييم الضوء على سياقات الزيارة ودوافعها بالإضافة إلى انعكاسات الزيارة على الموقف الاستراتيجي التركي في الخليج، واستعادة التوازن السياسي مع كل دول مجلس التعاون الخليجي وكيفية تأمين الوجود العسكري التركي في الخليج وتوسيع نطاق انتشاره، وخلص هذا التقيم إلى أن هناك تحديات ماثلة أمام هذه الخطوة ” التكتيكية"، وأن زيارة أردوغان للإمارات ستؤسس لمرحلة مهمة ليس فقط في مسار العلاقات التركية الإماراتية، بل في مسار العلاقات التركية الخليجية بشكل عام، خاصة إذا كان لهذه الزيارة تأثير إيجابي على خطوة التقارب التركي مع السعودية.
وأشار التقييم انه علينا أن ندرك أن الدوائر الاستراتيجية في تركيا تولي اهتمامًا كبيرًا وتعطي وزن أكبر بثلاث دول في الخليج وهي قطر والسعودية والإمارات، وهي بالقطع الدول التي تملك مصادر ثروة كبيرة سواء في البترول أو الغاز، علاوة على أدوراها في التفاعلات الإقليمية التي تقع ضمن نطاق الاهتمام التركي.
وفي هذا الإطار تريد تركيا أن تحافظ على علاقاتها مع قطر وفي نفس الوقت تعيد الزخم لعلاقاتها مع السعودية والإمارات، وهي معادلة صعبة وسبق تجريبها في السابق وفشلت وهو ما يدفع للتساؤل حول إمكانية نجاح المعادلة القائمة هذه المرة.