أمن البحر المتوسط الموسع يمر من قمة النقب
عقب قتل اثنان من ميليشيا تنظيم داعش ضابطي شرطة إسرائيليين في الخضيرة، وسط إسرائيل. أثبت المهاجمون عبر مقاطع الفيديو التي تم تداولها مهارتهم في استخدام بنادق اي كيه التي تم تزويدهم بها، فيما قالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم إنهم ليسوا الذئب المنفرد التقليدي بل اثنان تم تدريبهما على الهجوم.
وفيما وقع الهجوم الثاني في غضون أيام قليلة (الآخر في بئر السبع مع أربعة قتلى)، اجتمع وزراء خارجية الدول الملتزمة بالاتفاقيات الإبراهيمية في قمة السلام في النقب وهم إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن مصر.
وتحمل القمة كلمة "سلام" في اسمها وتشكل تذكيرًا بقيمة الخطوة التي قادتها واشنطن والتي أدت إلى تطبيع العلاقات بين بعض دول العالم العربي و إسرائيل، فيما خلقت أيضاً سلسلة جديده من التحالفات.
ويقود تبادل المعلومات الاستخبارية هذه العلاقات الجديدة التي تستند إلى جعل الربع العريض الذي تحدده السياسة الخارجية الإيطالية على أنه البحر الأبيض المتوسط الموسع موقعاً أكثر أمانًا، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.
والمنطقة لا تزال تعمل فيها مجموعات إرهابية تابعة لجماعات دولية رئيسية وجهات أخرى على خط الحدود، مثل المتمردون الحوثيون في اليمن الذين ضربوا منشأة أرامكو السعودية النفطية في جدة قبل أيام.
وأشار الموقع الإيطالي إلى أن الإرهابيون الذين يعتبرون دول الخليج التي كانت على مدار سنوات منفتحة على الحوار (خاصة الاقتصادي والتجاري ولكن أيضًا الثقافي كما يتضح من معرض دبي إكسبو أو متحف اللوفر بأبو ظبي) مع الغرب، يعتبرونهم مذنبين، متسائلاً عن كيفية تفسيرهم التعاون الجديد مع إسرائيل.
وذكر أن إيران تزود الحوثيين بالسلاح، الذين لديهم أجندتهم الخاصة لكنهم يتداخلون مع مصالح طهران لإضعاف الخليج مثل حزب الله اللبناني مفيد لضرب إسرائيل. ويشير الحرس الثوري الإيراني إلى سلسلة من الميليشيات الشيعية التي تحمي مصالحها بينما تسعى إلى أجندة ضد خصوم طهران.
وأدانت قمة السلام بالنقب الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل فضلاً عن رغبة في إقامة تعاون أوثق بين الدول المشاركة. كما سيتم إنشاء آلية تعاون أمني إقليمي تتراوح بين الإرهاب والتهديدات الجوية (مثل الصواريخ والطائرات بدون طيار) والقرصنة في البحر الأحمر.
ويتمثل الهدف في تشكيل مجموعة عمل لمتابعة هذه المشكلة والتعاون عبر تسهيل التزام الولايات المتحدة بشأن القضية الرئيسية للمنطقة، الأمر الذي يعقد أي محاولة ورغبة في مزيد من التطوير.
بالإضافة لذلك، سيصبح اجتماع النقب وزاريًا إقليميًا سنويًا يتم عبره بناء "هيكل أمني إقليمي" على أساس "تقاسم القدرات المشتركة"، حسبما قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في مؤتمر صحفي.
فيما اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن قمة السلام الإقليمية لا تحل محل عملية السلام مع الفلسطينيين ، مشيراً إلى أن إحدى القضايا التي نوقشت هي إمكانية مساعة الدول المشاركة في هذه القمة للفلسطينيين.