آثار نفسية.. تعرف على مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال
يعد اللعب في حياة الأطفال شيئا ذات أهمية كبرى، فالطفل يميل إلى اللعب بشكل مفرط، وهو في ذات الوقت له أهمية بالغة لأنه يكون شخصية الطفل ويكشف عن مكنوناته وعواطفه وجوانبه الخفيّة ويُظهر اتجاهاته وميوله الفكرية والعاطفية والاجتماعية ويُنمّي شخصيته.
هذا ويعتبر اللعب وسيلة من وسائل التعليم الأساسية، ومع تطور العلم والتكنولوجيا تغير مفهوم اللعب كثيرا فسابقا كان مفهوم اللعب يقتصر على النشاط البدني والحركي ولكن في الوقت الحالي تغير المفهوم كثيرا، فالألعاب الإلكترونية جذبت انتباه جميع الفئات بشكل سريع جدا وحققت نجاح فائق.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، لجريدة «الزمان»، استحالة تأثير الألعاب اليدوية بأي تأثير سلبي على الأطفال، موضحة أن لها تأثير إيجابي عليهم وتعظم من ذكاء الطفل وتكون له العالم الخاص به بعيد عن الأم والأب.
وقالت صالح، إن تنوع الألعاب للطفل يساهم في تكوين شخصيته، مشددة على ضرورة التفرغ للطفل وجعل وقت محدد له ومتابعه الوالدين له، خاصة الأم لأنها الأقرب إلى الطفل حتى وإن كانت تعمل، مشيرة إلى أن القانون يعطي للأم الإجازة الكافية عن العمل للاهتمام بطفلها لأن الطفل هو جزء من المجتمع وهو المستقبل.
ولفتت إلى أنه من الضروري متابعة مع الفهم والوعي من الوالدين لأن هذه المرحلة هى الأكثر ذكاء وتحرك في حياة الإنسان.
أما فيما يخص الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الطفل، ترى الدكتورة سامية، أن تأثيرها يكون في كيفية استخدامها فلا يعقل أن يكون طفل 10 سنوات ويلعب ألعاب بها عنف ومعارك، مؤكدة أن هذه كارثة وخطر على الطفل وتحوله من ملاك إلى حيوان متوحش.
وأوضحت أن المشكلة تكمن في عدم وجود وحدة المفاهيم وعدم وجود برامج نسوية لفتح آفاق العقول لتوعية الأمهات، وأيضا برامج الطفل التي لم يعد لها وجود الآن، متسائلة: «كيف نُوعي الطفل والتلفاز لم يعد به شيء مناسب يشاهده الطفل؟».
واعتبرت أن التلفاز جزء مهم لا نستطيع إبعاد الطفل عنه، لأنه قديما كان جزء من تعليم القيم للطفل ولتوعيته أيضا لكن الآن فهو لا يفيد الطفل بشيء إيجابي.
وتابعت حديثها قائلة: «ألا يوجد سن مناسب نستطيع إعطاء الطفل كامل حريته بل تظل الأم تتابعه إلى مرحلة العمل ولكن لا تسيطر عليه وتقيد حريته»، مشيرة إلى أن من واجب الأم أن تحبب طفلها في مشاركتها له بل وتجعل الطفل هو الذي يريدها تشاركه وهذا يحدث بتشجيعها الدائم له فطبيعة الإنسان تحب التشجيع.
وأفادت الدكتورة سامة، بأن هناك الكثير من الأشياء نستطيع فعلها لتنمية مهارات الطفل، منها الألعاب والرياضة ينمو من الطفل كثيرا، مشددة على أهمية تنسيق الوقت للطفل لبناء طفل منظم.
أما فيما يخص التأثير النفسي للألعاب الإلكترونية على الطفل، أوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، خلال حديثه لجريدة «الزمان»، أن أضواء الألعاب الإلكترونية هي ألوان ساطعة وبارزة ومتغيره فتؤثر على العصب البصري بالضعف، وتؤثر أيضا على القشرة المخية، وهناك أيضا أطفال لديهم استعداد جيني لمرض الصرع فهذه الألعاب تساعد على ظهور السرع لهؤلاء الأطفال.
وكشف أنه يحدث تأثير على الخلايا العصبية، إذ يحدث تآكل في الخلايا العصبية ونتيجة لذلك يقل التركيز وتقل القدرة على التذكر والتحصيل الدراسي يصبح ضعيف ويزداد الطفل عصبية وإنطوائية وتصبح ممارساته الاجتماعية أقل.
ونوه أن التوحد ليس سبب من أسباب استخدام الموبايل والألعاب الإلكترونية، موضحا أن التوحد مرض جيني يُولد به الطفل ويظهر على الطفل من سن سنة أو سنة ونصف.
كما أكد دكتور جمال: «على ضرورة متابعة الطفل فإذا فضل الطفل الجلوس بمفرده لفتره طويلة، أو إهمال الطفل لمذاكرته من أجل لعبة، أو تفضيل الطفل للأكل والشرب بمفرده من أجل اللعب، أو ملاحظة أن تكون اللعبة مؤثرة على تركيز الطفل بالكامل ولا يمكنه التركيز في أي شيء آخر، في هذه الحالة لابد من تقنين عدد ساعات لعب الطفل بهذه اللعبة، والأفضل إبعاد الطفل عن هذه اللعبة ونوفر بديل آخر سواء لعبة أخرى يحبها الطفل أو يجلس مع أفراد يحبهم أو يذهب إلى مكان يفضله بحيث يكون الطفل دائما بعيد عن هذه اللعبة».
واختتم: «أما إذا لم نستطيع فنلجأ إلى طبيب نفسي لمدة محددة ولا قلق من هذه المرحلة فهي مرحلة مؤقتة وبعدها يعود الطفل إلى طبيعته».