مدير دفاع الناتو يكشف ما يعنيه انهيار الفيتو التركي بشأن السويد وفنلندا بالنسبة لأردوغان
صرح أليساندرو بوليتي، مدير مؤسسة كلية دفاع الناتو، لموقع "ديكود 39" الإيطالي، في إطار زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى أنقرة بأن التحدث مع الجميع لا يعني الاتفاق مع الجميع أو الاتفاق على كل شيء لكن يعني فهم أن هناك سلسلة من اللاعبين الإقليميين التي زادت أهميتهم.
وفي إطار زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى أنقرة، أكد أن مركزية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تكون كلمة مبالغ فيها، مضيفاً يمكن أن أقول أهميتها وهي ما كان أدركه دراغي في تصريحه الأول حول الرئيس التركي. تصريح جوهري. قال في النهاية: هناك حاجة إلى التحدث مع بعضنا البعض وأعتقد أن هذه هي الطريقة الإيطالية و الأمور تحدث في النهاية. لأنه عندما وجد الأمريكيون أنفسهم داخل سوريا في ظروف سيئة جداً تحدثوا مع الجميع. الروس هم من يحاكون النموذج الإيطالي.
متابعا ان التحدث إلى الجميع لا يعني الاتفاق مع الجميع أو الاتفاق على كل شيء ولكنه يعني فهم أن هناك سلسلة من اللاعبين الإقليميين الذين ازدادت أهميتهم بشكل موضوعي، وأذكر أنه في أوروبا كان رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برليسكوني هو من عمل بهذه الطريقة مع تركيا. فعل ذلك في بعض الأحيان بطرق غير مهنية أو غير مناسبة للسياق. فعل ذلك، لأن هذه الدول استعادت بشكل موضوعي حرية عمل لم تكن موجودة من قبل وتستخدمها أحيانًا بشكل جيد. أردوغان لاعب إقليمي مهم و لقاء دراغي هو لقاء ملموس مع كل الصعوبات حول هذا الاجتماع.
وأشار بوليتي إلي أن سياستنا الخارجية-روما- أحياناً تكون مزيجًا غير مفهوم حتى بالنسبة لنا. بعض جوانب السياسة الخارجية مشروطة بشدة وهي رهينة للديناميكيات الداخلية، موضحاً لا يمكن تقليل سياسة ليبيا في سياسة القوارب فقط. فمن الناحية الديموغرافية لأننا بلد في حالة انهيار و سقوط حر لذلك إما أن يكون لدينا مواطنون جدد أو لن نكون هناك. ليبيا هي أكثر بكثير من مجرد محطة للمهاجرين.
وأورد لا أحد قال لإيطاليا: "لا". العديد من الحلفاء بمن فيهم الأمريكيون، قالوا: "تعرفون ليبيا، لكنكم لا تفعلوا ما يكفي. أعتقد أنه الاجتماع قد يسمح لنا بوضع إطار أفضل للعلاقة مع الأتراك. علينا أيضًا إيجاد طريقة للتعاون بشكل أكثر فاعلية، معتبرا انه في البداية تقسيمًا للواجبات وتنسيقًا استخباراتيًا فعالًا وهو حيوي للبقاء في البيئة والقدرة على معرفة كيفية اللعب على نقاط قوة كلا الفاعلين. أعتقد أنه أيضًا لأهداف الحكومة التركية سيكون هذا مفيدًا للغاية لأن أردوغان يناور بأفضل طريقة ممكنة للحفاظ على مواقفه التي من الواضح أنها يجب أن تنعكس على السياسة الداخلية.
أما عن وقف خط أنابيب الغاز "إيست ميد" واعتباره جزء من المفاوضات الجيوسياسية حتى لا يزعج أردوغان، قال إنه ثقل الحاجة إلى تنويع المصادر قد يؤدي في النهاية إلى اتفاق مثير للاهتمام، لذا يجب أن يكون لدى الجميع في الاتفاق مستوى من التسوية: الجميع مهتم بتدفق أكبر للغاز حتى تنجح مصادر الطاقة المتجددة.
موضحا أن الجميع مهتم بإعادة توازن السوق الذي يخاطر بالوصول إلى أسعار مرعبة: معاقبة دولة معتدية أمر صحيح ولكن من المضر أيضًا لقضية الحرية تدمير الإمكانات الاقتصادية التي هي ضروريه بعد ذلك للدفاع عن تلك الحرية، ونحن نعيش في عالم مترابط ونحتاج إلى إيجاد توازن هو صعب ولكنه جاد وينبغي التفكير على المدى الطويل.
وفيما يخص فترة ما بعد الحرب الأوكرانية، ما يعنيه انهيار الفيتو التركي بشأن السويد و فنلندا في حلف الناتو بالنسبة لأردوغان، قال بوليتي أن أردوغان أراد تأجيل استخدام حق النقض عند المصادقة، وهذه هي النتيجة النهائية للنجاح الدبلوماسي الذي توسط فيه الأمين العام وحلفاء الناتو لصالح حكومتي هلسنكي وستوكهولم. وتابع في نفس السياق أن أردوغان له مشروعاته الداخلية، على رأسها المسألة الكردية، وربما بعد عقود عديدة حتى في الحكومة التركية قد يكون هناك شكوك بشأن الحاجة إلى حل مختلف للمسألة الكردية.
وتابع إنها عملية نضج سياسي يمكن بالطبع أن تؤيد المفاوضات لكن لا تستطيع أن تسرعها أو تفرضها. المسألة الكردية حقيقية ولها تداعيات انتخابية فورية وعلى الأرصدة الداخلية للتحالف، كما أن الأتراك لديهم وعي صامت وإلا ماذا يفعلون في البلقان؟ كما أن العلاقة مع القوى الأخرى في البحر الأسود كييف وموسكو: وصول هذين الحليفين يعقد هذه العلاقات ولو من وجهة نظر وطنية بحتة.