”مكتوبة بالعبري” قائمة المنقولات الزوجية اختراع يهوديات مصر منذ 850 عام
ظهرت قائمة المنقولات في مصر مع بداية القرن الثاني عشر، بعدما انتشرت في هذه الفترة تعدد الزوجات عند المصريين، وفي نفس الوقت الذي انتشر فيه زواج المصريين المسلمين من البنات اليهوديات، وكان الرجل المصري آنذاك يجمع في الزواج بين سيدة يهودية ومسلمة، بينما لم يكن هذا في عرف المرأة اليهودية، وأعتبر أنه يهدد حياتها الزوجية والتي ستنتهي بطلاقها إن رفضت التعدد، خصوصاً مع ميل الزوج إلى الإنجاب من زوجته المسلمة.
ولخوف اليهود على مستقبل بناتهم قاموا بتقييد الرجل المسلم بمكر لا يقوى حياله على تطبيق القاعدة الشرعية التي تبيح له التعدد، ففكروا بتكبيله بقائمة منقولات تثقل كاهله، وتتحول إلى عبء مادي كبير يحول بينه وبين الزواج على بناتهم بآخريات مسلمات، وذلك عن طريق توثيق جميع المنقولات، والمشغولات الذهبية لتستردها الزوجة حال الطلاق، وهو ما يجعل الزوج يتراجع ألف مرة قبل أن يفكر في الزواج من جديد، وإلا خسر كل شيء وأصبح مداناً برده إليها.
الغريب في الأمر أن قائمة المنقولات لم تنتهي باختفاء ظاهرة الزواج من اليهوديات ورحيل اليهود من مصر بعد ثورة ١٩٥٢، بل توارثه المجتمع المصري، وظل يردد ما كان يقال قديما عندما ابتدع اليهود قائمة المنقولات "بنت شمعون مش أحسن من بنتي"، ولأن راشيل وماريكا جارتان، لفوزية المسلمة فانتقل هذا العرف من عائلات اليهود في مصر إلى عائلات البنات المسلمات، من منطق التفاخر الطبقي والغيرة في تقدير الرجال لبنات اليهود والاستهانة بهن، فكيف تتزوج ماريكا بقائمة منقولات ثمينة، وفوزية تتزوج من دون قيد أو شرط!.
وظل عرف كتابة قائمة منقولات في التناقل بين مختلف الطوائف في مصر، على مر العقود إلى أن وصل إلى يومنا هذا، وأصبح له قوة القانون والعرف، وأحلته شرعاً دار الإفتاء مشروطاً بألا يُساء استخدامه.