”ملتقى فلسطين” يستنكر العدوان الإسرائيلي على غزة
أدان "ملتقى فلسطين" الحرب الوحشية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، المحاصر منذ 15 عاما، والتي تؤكد فيها على طبيعتها الاستعمارية والاستيطانية والعنصرية، القائمة على نفي وجود الشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه، وانتهاج سياسة القوة المفرطة ضده، ضمنها القتل والاعتقال وتدمير البيوت ومصادرة الأراضي والتهجير والحصار، وكل ذلك لإخضاعه، وقتل روح الصمود والمقاومة عنده.
وقال في بيان له، إن العدوان الجديد الذي تشنه إسرائيل على شعبنا الأبي في غزة، يأتي عن سابق تخطيط وتصميم، وبعد استعدادات شملت تحضير الرأي العام، وحشد جيشها في محيط غزة، واستدعاء قوات الاحتياط، وإغلاق المعابر، وفرض الإغلاق الشامل على القطاع، وفي هذا السياق بالذات أتت عملية اعتقال القيادي في الجهاد الإسلامي في جنين (بسام السعدي)، واغتيال القيادي الميداني لحركة الجهاد في غزة (تيسير الجعبري)، وهي العملية التي أدت إلى استشهاد آخرين بينهم الطفلة آلاء قدوم (عمرها خمسة أعوام)، وإصابة عشرات من المواطنين بجروح مختلفة، وتبعها استمرار القتل والهدم واستهداف النشطاء خلال الساعات الاخيرة.
وتابع البيان: "معلوم أن إسرائيل لم تتوقّف يوما عن انتهاج أقصى العنف والتضييق ضد شعبنا، واستهداف مقاومته بكل أشكالها، لإخضاعه، كما شهدنا على ذلك في الفترة الماضية في القدس، وفي الحملات العسكرية المتواصلة في نابلس وجنين، والتي شهدها العالم كله على وقع الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل وأودت بحياة الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.. هنا يؤكد الملتقى بأن الاحتلال لم ينتصر في الماضي، ولن ينتصر الآن، وأن شعبنا الصامد يعود ليكون أكثر صمودا وتحديا للاحتلال و نظام الابرتهايد بعد كل اعتداء إسرائيلي".
وأشار إلى أن التصعيد الإسرائيلي الحالي يأتي وفقا لأجندات وحسابات سياسية داخلية (حزبية وانتخابية) وخارجية (مسار التطبيع ومشاركتها في منظومة أمن إقليمي)، إذ ترى أن ثمة فرصة سانحة لها لاستدراج الفلسطينيين لفخ المواجهات المسلحة، أي المربع الذي تتفوق فيه، والذي تعتقد أنه يطلق يدها في أعمال البطش والتدمير في الشعب الفلسطيني لإخضاع الإملاءات السياسية، بخاصة في ظل هشاشة الوضع الفلسطيني، بحكم استمرار الانقسام، والأوضاع المعيشية الصعبة في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية (في الضفة والقطاع).
وأكد الملتقي، أن دعم الحكومات الإسرائيلية من قبل أحزاب عربية في الداخل -سواء بالانخراط بها او بالتوصية عليها- هو مساهمة، لا بل شراكة، في جرائم الحرب التي تقترفها هذه الحكومات ضد شعبنا في فلسطين التاريخية عموما، وفي غزة الآن تحديداً.
كما أكد أن “ملتقى فلسطين” يؤكد مجدداً بأن تدهور أحوال حركتنا الوطنية، نتيجة التحول إلى سلطة والانقسام والافتقاد للشرعية وتهميش منظمة التحرير وغياب رؤية وطنية جامعة، يضعف شعبنا، ويضعف قدرته على الصمود والمقاومة، سيما مع علاقات التنسيق الأمني، واستمرار أوهام أوسلو، وقمع الحراكات الشعبية، وكلها عناصر ينبغي مراجعتها وتداركها.
وواصل: " “ملتقى فلسطين” إذ يؤكد حق شعبنا في المقاومة بكافة أشكالها، يؤكد أيضا على انتهاج المقاومة الشعبية في هذه الظروف الفلسطينية والعربية والدولية غير المواتية، لتفويت الفرصة على إسرائيل الإمعان في شعبنا قتلا وتدميرا، باستدراجه إلى مواجهات مسلحة، مع تأكيد أن المقاومة، بكل أشكالها، هي فعل سياسي وكفاحي طويل الأمد، يتأسس على استنزاف العدو، لا استنزاف شعبنا، أو تقويض قدرته على الصمود في أرضه.. وهذه المقاومة تفترض أيضا التخلص من الخطابات العاطفية والانشائية المكررة، التي لا تجدي، والتي تنطوي على مبالغات، وضمنها مقولات مثل “سنزلزل الأرض تحت أقدامهم”، و”توازن الرعب”، و”قواعد الاشتباك”، التي تظهر الأمر وكأن ثمة حربا بين جيشين، أو بين قوتين عسكريتين متساويتين. بينما تمعن إسرائيل في جرائمها ضد شعبنا المحاصر".
وأردف: إن البديل عن كل ذلك يتمثل بتمكين شعبنا من الصمود، والمقاومة الشعبية، وتفويت الفرصة على إسرائيل استهدافه واستنزافه بالقتل والتدمير، وحث الجهود من أجل إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية، وفق رؤية وطنية جامعة، بعيدا عن نهج أوسلو والسلطة، تقوم على استعادة التطابق بين الشعب والأرض والقضية والرواية التاريخية وإعادة بناء الكيان الوطني الجامع (منظمة التحرير) على أسس كفاحية وتمثيلية وديمقراطية.
واختتم الملتقى بيانه: "إننا ندعو جماهير شعبنا في كافة أماكن وجوده، في الداخل والخارج، للتحرك شعبيا عبر تفعيل النضال الشعبي فورا، وكفعل موحد في كل أماكن تواجده، بما في ذلك في أراضي الـ-48 والقدس والضفة وبلدان اللجوء، نصرة لشعبنا في غزة، كما ندعو قوى الحرية والعدالة والسلام عربيا ودوليا لمساندة شعبنا، بإدانة عدوان إسرائيل، وبذل الضغوط لوقفه، ونصرة الحقوق العادلة و المشروعة لشعبنا."