تقرير يوضح دور المتوسط المركزي في خطة احتواء استهلاك الطاقة الإيطالية
يعد دور البحر المتوسط محوري في الخطة الوطنية لاحتواء استهلاك الغاز الطبيعي التي قدمتها وزارة التحول البيئي الإيطالية، بقيادة الوزير روبرتو تشينجولاني، والوثيقة التي تحتوي على الخطة الإيطالية لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية تنص على تقليل الضغط على التخزين، وخفض أسعار الغاز للاستهلاك وكمية الفواتير وتوجيه المواطنين نحو الاستهلاك الأكثر وعيا بالطاقة. كما هناك فصل حول دور دول المتوسط في تنويع الإمدادات.
وحول إجراءات تنويع الغاز المستورد، جرى التوقيع على اتفاقية للزيادة التدريجية لإمدادات الغاز من الجزائر، ما سيسمح باستغلال أقصى استفادة من طاقات النقل المتاحة لخط الأنابيب الذي يصل إلى صقلية وتوفير كميات متزايدة من الغاز في وقت مبكر من عام 2022، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
كما جرى زيادة الواردات من خط أنابيب تاب (TAP) على المدى القصير فيما بدأت شركته أيضًا محادثات لمضاعفة قدرة النقل والتي لا تتطلب تدخلات فنية في الجزء الإيطالي من خط الأنابيب، واتخذت الحكومة بالتنسيق مع شركة إيني و سنام الإيطالية إجراءات لضمان إمدادات الغاز الطبيعي المسال من المسارات الجديدة، على وجه الخصوص، نحو 3.5 مليار متر مكعب من مصر، وحتى 1.4 مليار متر مكعب من قطر، و 4.6 مليار متر مكعب تدريجياً من الكونغو، وحوالي 3.0-3.5 مليار متر مكعب من الإمدادات في مرحلة التفاوض من دول أخرى مثل أنغولا ونيجيريا وموزمبيق وإندونيسيا وليبيا.
ويكتسب مشروع خط الأنابيب “ايست ميد” أهمية كبيرة كالموارد القادمة من شرق البحر المتوسط. وقال جويدو بروسكو، رئيس العمليات في شركة إيني الإيطالية إن شركته ستحل محل الغاز الروسي بالكامل بحلول عام 2025 مع الاعتماد على موارد إضافية من حقول الغاز في شرق البحر المتوسط.
وجدير بالذكر أن إيست ميد هو خط أنابيب تحت سطح البحر مصمم لتزويد أوروبا بالغاز من شرق البحر المتوسط عبر إسرائيل واليونان وقبرص، ويتكلف ستة مليارات يورو، ويجري التخطيط له منذ عدة سنوات.
وتحدث المدير التنفيذي لشركة إيني على هامش معرض جاستيك في ميلانو بإيطاليا حيث جمع بين السياسيين والشركات العالمية الكبيرة لمناقشة إمكانية موازنة القطاع بين المشتريات على المدى القصير وضرورات السلامة مع الأهداف البيئية على المدى الطويل وكيفية حماية المستهلكين في ظل تقلب الأسعار.
ويعد جاستيك، في نسختة الخمسين، هو الحدث المرجعي الدولي لصناعة الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال والهيدروجين والحلول منخفضة الكربون، وشهدت فعاليات اليوم الثاني حضور شخصيات بارزة من عالم الغاز والهيدروجين مع صناع القرار السياسي من دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليونان ومصر وقبرص ومن منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF) حيث ناقشوا حلول بديلة لحماية البيئة وتعاون اقتصادي أكبر لتخفيف التوترات الجيوسياسية في الوقت الحالي.
من جهتها، قالت لورا لوخمان، نائبة وزيرة الخارجية لمكتب موارد الطاقة بوزارة الخارجية الأمريكية، إن ثراء هذه المنطقة هو أنها يمكن أن تعطينا عدة خيارات ليس فقط من حيث البدائل للغاز في أوروبا ولكن من أجل تطوير الطاقة المتجددة، وأضافت أن شرق البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يصبح مركزًا حقيقيًا في كلتا الحالتين.
فيما قال أسامة مبارز، الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط، إن المنتدى يأتي في اللحظة المناسبة والمكان المناسب. حيث جرى إنشاؤه من أربع سنوات بهدف رئيسي هو استغلال الإمكانات العديدة للمنطقة.
بدوره، تحدث، طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية المصري، عن الإمكانات والمساهمة التي ستتمكن بلاده من تقديمها في مجال الطاقة، وقال إنه بالنسبة للمنتدى في المستقبل نرى فرص كبيرة ليس فقط للاكتشافات الجارية بالفعل في إسرائيل وقبرص ومصر وربما في اليونان، ولكن هناك مستقبل للاكتشافات المهمة الأخرى.