وزير خارجية التشيك: أوكرانيا ستفوز في الحرب
ذكر وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي، التي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي، أن أوروبا موحدة وروسيا في عهد فلاديمير بوتين تخسر وستفوز أوكرانيا. وقال ذلك في حديث له مع موقع "ديكود 39" الإيطالي.
أكد ليبافسكي أن استجابة الاتحاد الأوروبي معقدة وهي بالتأكيد ليست عملية منتهية: نحن في خضم حرب ونجحت أوروبا في تنفيذ سياسة قوية ضد روسيا. هذه علامة جيدة. والرسالة الإيجابية هي أن أوروبا موحدة وروسيا تخسر وأن أوكرانيا ستنتصر وستكون قادرة على حماية وحدة أراضيها وسيادتها، ومن بين الـ 27، هناك غالبًا مقاربات مختلفة وأحيانًا متباينة، وتمكنت أوروبا من الموافقة على إرسال أسلحة بقيمة 2 مليار يورو إلى أوكرانيا، لم نشهد مثل هذه السياسة من قبل، وأضاف هناك ملايين اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من أوكرانيا بسبب تدمير الجيش الروسي للمدن، كما شهدنا عمليات قتل جماعي في بوتشا، وأوروبا الموحدة كانت قادرة على مساعدة هؤلاء اللاجئين، وكانت هذه أيضًا سياسة أوروبية. لدينا تدفق للأنشطة والمساعدات المالية الكلية ويجب أن نواصل تقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، مع اقتراب فصل الشتاء.
وتابع أن بوتين قرر استخدام إمدادات الطاقة كسلاح هجين ضد أوروبا، نرى الآن نسبة معينة من عدم الثقة في مجتمعاتنا مع المظاهرات الجماهيرية، علينا فهم أن ارتفاع تكاليف المعيشة قد يعرض وحدة المجتمع ونسيج المجتمع الديمقراطي للخطر، لذا علينا حل أزمة الطاقة في أقرب وقت ممكن، الرئاسة التشيكية تبذل ما في وسعها لإيجاد حل مناسب لهذا الوضع، ولا يمكننا أن نسمح لبوتين بأن يبتز أوروبا.
وعن سقف السعر الذي اعتمدته الحكومة التشيكية، قال "لست وزيراً للطاقة" ، لكن هذا حل يعود بالاستقرار على الأسر والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لدينا الكثير من موارد الطاقة، نحتاج فقط إلى إدارتها بشكل صحيح، السوق لم ينجح في توفير هذا التنظيم لذا علينا اتخاذ بعض الإجراءات غير العادية ربما لهذا الشتاء أو في الشتاء التالي أيضاً ولا مساحة للتفاوض مع بوتين.
وعلى المستوى الدبلوماسي، قال من مصلحتنا أن تكون أوكرانيا قادرة على حماية جنودها وسلامتها وسيادتها إن طموحات روسيا الإمبريالية لا تتوقف عند أوكرانيا، ونعلم أنهم كانوا يتحدثون عن مولدوفا ودول البلطيق وبولندا و جمهورية التشيك، سيطرت روسيا على أوروبا الوسطى لمدة 40 عامًا ولا نريد أن يحدث ذلك مرة أخرى، لذلك علينا إبعاد روسيا عن أوروبا قدر الإمكان، وأعتقد أن هذا مصدر قلق للإيطاليين.
وأشار ليبافسكي أن شبه جزيرة القرم جزء من أوكرانيا، سُرقت من روسيا في عام 2014، ولدينا مجموعة من القواعد الدولية التي تحظر تغيير الحدود الدولية بموجب القانون، هو ميثاق الأمم المتحدة، وتوجد عملية هلسنكي التي بدأت في الستينيات ووافقت عليها الدول الغربية ودول الكتلة السوفيتي، وتابع لن أصف شبه جزيرة القرم بالخط الأحمر، فهي جزء من أوكرانيا، سيكون الأمر أشبه بالتشكيك في انتماء صقلية إلى إيطاليا لأن الرجال الخضر ظهروا ونظموا استفتاءً يزعمون أنهم جزء من دولة أخرى، ومن مصلحة إيطاليا وكامل هيكل الأمن الأوروبي الحفاظ على هذا المبدأ.
وأورد نحن بحاجة إلى إشراك الولايات المتحدة، إلى جانب كندا واليابان وأستراليا، فمخاطر المستقبل لا تتعلق بسلوك روسيا العدواني فحسب، بل أيضًا بالسياسات طويلة الأجل التي يجب أن نتبناها للنظر بحذر شديد إلى الصين، لذا التعاون عبر الأطلسي أمرًا أساسيًا لعمل حلف الناتو، ولكنه أساسي للاتحاد الأوروبي، لذا فهو يشكل أساس البوصلة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي والمفهوم الاستراتيجي لحلف الناتو اللذين تمت الموافقة عليهما مؤخرًا.
وتابع أن الولايات المتحدة هي شريكنا الرئيسي للأمن في أوروبا، ونراها كل يوم في أوكرانيا عندما يكون الأوكرانيون قادرين على استعادة الأراضي من الجيش الروسي أيضًا بفضل الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة ولكن أيضًا من العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك جمهورية التشيك.
وفي سياق منفصل، قال أعتقد أننا في عصر لم تتحقق فيه فكرة العالم المعولم الذي سيتحول إلى عالم أكثر ديمقراطية وليبرالية من خلال التجارة العالمية، لاسيما في التسعينيات والعقود التالية رأينا أن الأنظمة غير الليبرالية الكبيرة مثل روسيا والصين لا تتغير بعد أن فتح الغرب قنواته التجارية، هناك حاجة للتفكير في هذا وأن نكون مستعدين للدفاع عن قيمنا وديمقراطيتنا إلي جانب الركائز مثل حرية التعبير والانتخابات الديمقراطية.
وذكر أن مجموعة فاجنر جزء من الدولة الروسية وجرى توظيفها في أنواع مختلفة، القضية تتعلق بليبيا، على سبيل المثال مالي والعديد من الدول، منطقة متأثرة بشدة بأزمة الغذاء التي سببتها حرب روسيا ضد أوكرانيا، ضروري لجميع الدول الأوروبية القيام بعمل دبلوماسي تجاه هذه البلدان والتفكير في كيفية تغيير سياساتنا عبر التنمية والمساعدات الإنسانية، لأنها ليست مسألة نفوذ روسي فقط بل هي قضية إرهاب إسلامي في هذه المنطقة.
وأوضح أن مبادرة 16 + 1 غير نشطة تمامًا في الوقت الحالي، وبصفتنا جمهورية التشيك لا نرى الكثير من الفوائد لكوننا جزءًا منها، لذلك تراجع الحكومة العلاقات مع الصين، ولدينا إرثًا من الحكومة السابقة ولا يزال هناك الكثير للقيام به.
وقال لست في وضع يسمح لي بالتعليق على الانتخابات الإيطالية، ولكن يمكنني التأكيد إن لدينا علاقة ممتازة مع إيطاليا، وهذا ينطبق أيضًا على حكومة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي وعلى زميلي لويجي دي مايو.