رئيس أول والرئيس التنفيذي العالمي لـ”هيتاشي إنرجي”: مصر قادرة على لعب دور محوري في منظومة الطاقة العالمية
قال “كلاوديو فاشين”، نائب رئيس أول والرئيس التنفيذي العالمي لشركة “هيتاشي إنرجي”، العاملة في أسواق وتقنيات حلول نقل وتوزيع الكهرباء وأتمتة شبكات الطاقة، مؤكدا أن الدور الذي ستلعبه مصر لتصبح محوراً للطاقة يمثل جزءاً من تحول الطاقة الشامل لديها. حيث يشهد استهلاك الطاقة زيادة عبر مختلف القطاعات والمناطق، مما يعزز الطلب على دمج أنظمة الطاقة. ويمكن لمصر أن تلعب دوراً محورياً كمركز للربط بين قارتين، حيث تتمثل خطة مصر في إضافة مزيد من مصادر الطاقة المتجددة، لتتمكن من تلبية 40 % من متطلباتها من الطاقة.
وأضاف “فاشين” في تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة بالقاهرة ان من وجهة نظر تكنولوجية، يعد الربط البيني بين مصر وأوروبا منطقياً للغاية وعملي ومجدي من الناحية الاقتصادية. لكن بالنسبة لعمليات ربط من هذا النوع، لا تعتبر التكنولوجيا الغاية النهائية. لقد كنّا جزءاً من تحليل جميع الخيارات، حيث ندرك بأن هذا الأمر يتطلب استخدام تكنولوجيا التيار المباشر عالي الجهد HDVC نظراً لطول المسافة والحاجة لتمديد الخطوط تحت البحر. إن العامل الأساسي لتنفيذ هذا المشروع يتمثل في إيجاد الهيكل المناسب عبر جميع الأطراف المعنية. نحن بحاجة إلى شراكات لبناء المشروع بأكمله”.
وتابع: ان هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، خارج نطاق التكنولوجيا، على صعيد الإنشاء والخدمات اللوجستية ودمج الشبكتين. نحن قادرون على المساهمة فيما يتعلق بالتكنولوجيا، لكننا بحاجة لشركاء لتنفيذ الأعمال الأخرى اللازمة لتحقيق النتائج المنشودة. كما أننا بحاجة لاستقدام شركاء لديهم معرفة وافية بإدارة عمليات ربط بيني من هذا النوع. فإذا نظرتم إلى أزمة الطاقة الراهنة في أوروبا، لو كان لدينا شبكات طاقة مترابطة بقدرة 2000 إلى 3000 ميجا واط في مصر، فستكون قادرة على تزويد أوروبا بالطاقة اليوم. فلو كان هذا الأمر متاحاً، لكانت مصر ساعدت بالتأكيد في حل أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا. لكن لتحقيق هذا الأمر، هناك حاجة كبيرة لشراكات عبر العديد البلدان”.
وأكد “فاشين” أن “الحكومات تحتاج لبناء هذه الشراكات لأنها ستضطر لنقل الطاقة بشكل متبادل في كلا الاتجاهين. ولا بد من وجود عامل ثقة بين هذه البلدان لتتمكن من إدارة شبكات الطاقة ومنظومة الطاقة التي ستكون أكثر ترابطاً بوتيرة متزايدة. وهذه هي إحدى الرسائل الهامة التي حرصت هيتاشي إنرجي” على تسليط الضوء عليها خلال مشاركتها في مؤتمر المناح “كوب 27″ التي انتهت فاعلياته موخرا .
واوضح ان اليوم، تتوافر الكثير من التكنولوجيا لكن ما نحتاج إليه فعلاً هو إيجاد نماذج العمل التعاوني المناسبة التي تمكننا من العمل سوياً ليصبح بالإمكان نشر هذه التكنولوجيا والاستفادة منها”.
وحول أهمية الهيدروجين كمصدر للطاقة، قال “فاشين”: “يشكل الهيدروجين النظيف عنصراً أساسياً في إطار تحول الطاقة. وعلى الرغم من أن انتاج الطاقة الكهربائية يعد عاملاً هاماً في عملية إزالة الكربون من منظومات الطاقة، إلا أنها لا تعد كافية. فهناك متطلبات وعمليات محددة كالشحن والطيران، التي نحتاج فيها إلى مصادر طاقة خضراء كالهيدروجين، الذي سيمثل جزءاً أساسياً من عملية تحول الطاقة”.
وأشار في هذا الإطار إلى أن “هيتاشي إنرجي تعمل حالياً على إبرام اتفاقيات شراكة مع شركة متخصصة في تطوير تقنيات ذات صلة بالهيدروجين، لأننا بحاجة لتطوير حلولنا لكي نتمكن من دمج الهيدروجين ضمن منظومة الطاقة الكهربائية”.
قال أن الرقمنة تشكل لبنة هامة وأساسية في دفع جهود التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة، ويمكننا أن نلاحظ تخصيص استثمارات ضخمة من الجانب المصري من أجل تعزيز رقمنة أنظمة الطاقة في البلاد لتصبح قادرة على إدارة التعقيد المتزايد في قطاع الطاقة، وتمكين مصر من تحقيق الانتقال في مجال الطاقة وأن تصبح محوراً رئيسياً للطاقة على مستوى المنطقة.
وتابع: “باعتبارنا من الشركات الرائدة عالمياً في تكنولوجيا شبكات الطاقة، حرصنا خلال مشاركتنا في مؤتمر (كوب 27) في مصر على مشاركة خبراتنا حول كيفية تسريع وتيرة تحول الطاقة بناءً على الظروف الخاصة بكل بلد، والخطة التي تضعها للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية. حيث تتمتع إلكترونيات الطاقة وأشباه الموصلات بوظائف ومرونة إضافية في نظام الطاقة الأكبر والأكثر تعقيداً. وهناك عنصر هام عند طرح إلكترونيات الطاقة يتمثل في البرمجيات وأنظمة التحكم والرصد، التي تعتبر أساسية في إدارة التعقيد المتزايد لأنظمة الطاقة العامة”.
وحول مشروع الربط الكهربائي بين السعودية ومصر، قال “فاشين”: “نحن سعداء وفخورون بالمشاركة في مشروع الربط الكهربائي بين السعودية ومصر. حيث تعمل “هيتاشي إنرجي” على مدى سنوات طويلة مع كلا البلدين، وأيضاً مع شركاء لدى الجانبين، للوصول إلى أفضل تكنولوجيا وطريقة ممكنة لتنفيذ المشروع في الإطار الزمني المحدد وضمن الميزانية المخصصة. نحن لا نزال في المرحلة الأولى. حيث بدأ شركاؤنا مؤخراً أعمال الانشاءات، أوراسكوم من الجانب المصري، والشركة السعودية لخدمات الأعمال الكهربائية والميكانيكية من الجانب السعودي”.
وأضاف: “نتابع حالياً العمليات الهندسية في المشروع من أجل التخطيط لابتكار التكنولوجيا المناسبة التي سنقوم بتسليمها، خاصة محطات التحويل الكهربائي ومنظومة التحكم بأكملها. تتسم التكنولوجيا، التي سننفذها للمشروع، بوظائف خاصة تتوافق مع احتياجات المشروع وبأنها مخصصة لعدة محطات طاقة، مما يسمح بتدفق الطاقة تلقائياً بين المحطات الثلاث بشكل آني، وهو ما يشكّل عنصراً هاماً في إنشاء شبكة طاقة مترابطة عبر مختلف أنحاء المنطقة والقارة في المستقبل”.
وفيما يتعلق بمشاركة الشركة في مؤتمر قمة المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ بمصر، قال “فاشين”: “نسعى من خلال مشاركتنا في فعاليات مؤتمر المناخ (كوب 27) المنعقدة في شرم الشيخ في مصر، إلى تسريع وتيرة العمل من أجل المناخ والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة والمستدامة باعتبارها حاجة ملحة. وعلينا تبني التكنولوجيا التي تساعد في إزالة الكربون من قطاع الطاقة. ولا يمكننا القيام بذلك بشكل فردي، إذ يتعين علينا تطوير شراكات بناءة من شأنها أن تدعم جهودنا في نشر تلك التقنيات بسرعة أكبر وعلى نطاق أوسع. وهنا تبرز أهمية التواصل وتبادل الآراء والأفكار مع المعنيين خلال فعاليات المؤتمر، بحيث يتسنى لكل منهم إدراك الطريقة الأفضل للتعاون من أجل تحقيق تحول الطاقة”.
وأوضح أن “هيتاشي إنرجي” حريصة على إزالة الكربون من منظومة الطاقة وتحقيق مستقبل مستدام لقطاع الطاقة، وضمان وصول الجميع إلى نظام طاقة مستدام. ولدى الشركة فريق متخصص في مصر لمساعدتنا على فهم الاحتياجات المحددة في السوق المصرية، لا سيما في منطقة الأرياف، لتأمين التكنولوجيا الموثوقة والمرنة وبأسعار معقولة من أجل توفير الكهرباء للجميع”.
وفي إطار استشرافها للمستقبل، تواصل “هيتاشي إنرجي” الاستثمار في رحلتها صوب الحياد الكربوني من خلال زيادة كفاءة الطاقة، إلى جانب تلبية احتياجات عملياتها التشغيلية من الكهرباء من مصادر طاقة متجددة. وعلى سبيل المثال، في لودفيكا بالسويد، تستخدم الشركة حالياً الطاقة الكهربائية المتجددة بنسبة 100 % المولّدة من الطاقة الكهرومائية والألواح الشمسية لدعم عملياتها.
ومن خلال خطتها وأهدافها للاستدامة 2030، تعزز الشركة إلتزامها عبر تسريع الإجراءات ودفع الأعمال بطريقة مستدامة. وبناءً على أربع ركائز أساسية هي؛ الكوكب والسكان والسلام والشراكات، تستند استراتيجية الشركة إلى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مع تركيز خاص على الأهداف الثمانية التالية: 3 (الصحة الجيدة والرفاه)، 4 (التعليم الجيد)، 5 (المساواة بين الجنسين)، 6 (المياه النظيفة والنظافة الصحية)، 7 (طاقة نظيفة وبأسعار معقولة)، 12 (الاستهلاك والانتاج المسؤولان)، 16 (السلام والعدل والمؤسسات القوية)، و17 (عقد الشراكات لتحقيق الأهداف). وانسجاماً مع أهداف التنمية المستدامة هذه، فإن لكل ركيزة أهداف مرتبطة بها تعمل على تحفيز الأعمال للمساهمة بقيمة اجتماعية، بيئية واقتصادية.
ج الهيدروجين ضمن منظومة الطاقة الكهربائية”.
جدير بالذكر أن “هيتاشي إنرجي” تطور أيضاً مفاعلات معيارية صغيرة (SMRs)، وهي تكنولوجيا ستساعد على ابتكار مفاعلات صغيرة الحجم سيتم وضعها قيد التطبيق خلال العقد المقبل. حيث تستوعب وحدات المفاعلات النمطية سعات أكبر من الطاقة. وهذه التكنولوجيا هي حالياً قيد التطوير ومن المرجح أن تصبح متوافرة بحلول العام 2030. كما توفر “هيتاشي إنرجي” البنية التحتية لمحطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومحطات توليد الطاقة بالغاز.