عجان: الأمةَ عاشت أسمى عصُورَها عِندما تَمسكت بمنهجِ «الصوفيةِ الأوائلِ»
قال الدكتور محمد عجان الحسيني، الأمين العام للاكاديمية العالمية لعلماء الصوفية وشيخ الرواق الرفاعي في تركيا، إن الملتقى الدولي للطريقة الشيخية وأعلامها في الجزائر وأفريقيا وأوروبا، الذي يكونُ تحتَ العنايةِ المحمديةِ المصطفويةِ، محفوف بروحانياتِ وراثهِ هُداتِ البشريةِ فتكونُ فيها الدررُ والفيوضاتُ والحِكمُ جلية وللهِ دَرُ سيدي أبي الحسنِ الشاذُليِّ رضي الله عنه حينَ قالَ: حَرامٌ على كُلِ ذيِ عقلٍ مَغلوبٍ بالملاهي أن ينتفعَ بالحِكمةِ.. لذا توجهُوا بِقلوبِكم لكلِ كلمَةٍ تُلقى في هذا الاجتماعِ المباركِ كي يَعُمَ النفعُ ونَبلُغَ المقاصدَ".
وأضاف عجان، خلال كلمته بالملتقى الدولي للطريقة الشيخية بالجزائر:" لا يخفى على شريفِ عِلمِكُم أنَّ الأمةَ عاشت أسمى عصُورَها عِندما تَمسكت بمنهجِ السادةِ الصوفيةِ الأوائلِ ذاك المنهجُ القويمُ الخالي مِن العُنفِ والإرهابِ والجهلِ والبِدعِ والخُزعبلاتِ ذاك المنهجُ الذي خرّج لنا أكابرَ عُلماءِ الأمةِ من الأئمةِ الذين لهم اليدُ البيضاء في توحيدِ الصفِ ولم شمل أبناء الأمة ونشر الأمن والأمان في ربوع بلاد المسلمين رضي الله عنهم وأرضاهم فتاريخُنا بهم ناصِعٌ بِكلِ مَحافلِهِ الواسعة".
وتابع: "ها نحنُ اليومَ قد جئنا إلى ربوعِ هذه البلاد الطاهرة نبارك لأهلنا مِن أبناء الطريقة الشيخية خاصة وأبناء الجزائر عامة على اجتماعهم وحرصهم على الوحدة الوطنية من خلال جمعِ الشملِ والجمع والجماعة وكلنا يشهد لهذه الطريقة وأسلفها الجهاد والجهود التي يبذلوها في تعليم أبنائهم حب الوطن وتوحيد الصف وتوقير العلم والمفكرين".
وواصل قوله:" نشهدُ أن أنوارها قد عمت جميع بلاد المسلمين يقصدها أهلُ العلمِ من كلِ حدبٍ وصوبٍ وهم يحملونَ رايةَ الجمعِ والوحدةِ والمحبة ولا يفرقونَ، وهذا نهج أسلافنا من أهل العلم فلله در الامام البغوي حين قال تفسيره: بَعَثَ اللَّهُ الْأَنْبِيَاءَ كُلَّهُمْ بِإِقَامَةِ الدِّينِ وَالْأُلْفَةِ وَالْجَمَاعَةِ وَتَرْكِ الْفُرْقَةِ وَالْمُخَالَفَةِ. وكذا قال الطحاوي في متن عقيدته: وَنَرَى الْجَمَاعَةَ حَقًّا وَصَوَابًا وَالْفُرْقَةَ زَيْغًا وَعَذَابًا".
واستطرد: "علينا أن نُوحدَ الجهودَ والهِممَ ونعملَ على جمعِ كلمةِ أبناء الأمة، بمختلفِ مشاربهِم ومذاهبِهم فبالوحدة والألفة والعلم والمنهج الدعوي الصحيح يتبلورُ لنا ذلك جلياً وليكن مُنطلقُنا وركيزتُنا قولُه تعالى: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)".
وفي ختام كلمته، وجه الشكر إلى الجزائرِ، قائلا:" نشكر دولة الجزائر الأبيةِ قيادةً وشعباً على دعمِ مثلِ هذهِ اللقاءاتِ المباركةِ التي تُحيي معاني سماحةِ الإسلامِ في الأمةِ وتنشرُ الوسطيةَ والفضيلةَ بين أبنائِها، وإن مِثلَ هذهِ المؤتمراتِ الطيبةِ تكونُ سبباً في ترابطِ الصفِ وتوحيدِ الكلمةِ بين أهلِ العلمِ لأن العلمَ رَحِمٌ بينَ أهلِه وبهذا تَقومُ وتُقوَمُ الأمةُ وفقكُم اللهُ جميعاً لكلِ خير".