نهائي مبكر.. فرنسا حامل اللقب تصطدم بإنجلترا للوصول إلى المربع الذهبي
تختتم اليوم منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم «قطر 2022»، حيث تقام مباراتي اليوم الثاني، وتبدأ في الخامسة مساءً بمواجهة المنتخب المغربي أمام منتخب البرتغال على ملعب ستاد الثمامة، فيما تجمع المباراة الثانية بين منتخبي فرنسا وإنجلترا، في التاسعة مساءً على ملعب ستاد البيت.
يشهد دور الثمانية صداما ناريا بين اثنين من عمالقة الساحرة المستديرة في العالم بصفة عامة وأوروبا على وجه الخصوص، وذلك حينما يلتقي منتخب فرنسا مع نظيره الإنجليزي. ولم تكن القرعة رحيمة بالمنتخبين الإنجليزي والفرنسي بعدما أوقعتهما في مواجهة مبكرة بدور الثمانية للمونديال، رغم كونهما ضمن أبرز المرشحين للتتويج باللقب هذا العام، بما لديهما من نجوم هم الأفضل على الساحة العالمية حاليا.
وقدم كلا المنتخبين أوراق اعتمادهما كمنافسين بارزين على لقب المونديال هذا العام، حيث تصدرا مجموعتيهما في مرحلة المجموعات، قبل أن يحجزا مقعديهما في دور الثمانية عن جدارة واستحقاق.
وتأهل منتخب فرنسا، حامل اللقب، للأدوار الإقصائية، بعدما تصدر جدول ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط، وواصل حملة الدفاع عن لقبه في البطولة، بعدما صعد لدور الثمانية، عقب انتصاره المستحق 3- 1 على منتخب بولندا، في مباراة منحت العديد من الأرقام التاريخية لمنتخب الديوك.
وحافظ منتخب فرنسا على تواجده بدور الثمانية للنسخة الثالثة على التوالي في المونديال، بعدما سبق أن صعد للدور ذاته في نسختي 2014 بالبرازيل و2018 في روسيا، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى مع فريق المدرب المحلي ديدييه ديشامب.
كما شهدت المباراة انفراد المهاجم المخضرم أوليفيه جيرو بقمة قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب فرنسا، بعدما وصل لهدفه الدولي رقم 52، وذلك عقب افتتاحه التسجيل في الشباك البولندية، ليفض شراكته مع النجم المعتزل تيري هنري.
وأصبح كيليان مبابي، الذي تقمص دور البطولة في المباراة بتسجيله هدفين وصناعته لهدف جيرو، أول لاعب يسجل 9 أهداف طوال مسيرته بكأس العالم قبل أن يبلغ عامه الـ24، متفوقا على الأسطورة البرازيلي بيليه، الذي أحرز 7 أهداف في ذات السن.
وكان مبابي أحرز 4 أهداف في ظهوره الأول بالمونديال في النسخة الماضية بروسيا، ليلعب دورا بارزا في تتويج منتخب فرنسا بلقبه الثاني في كأس العالم، بعدما سبق له أن أحرز اللقب أيضا عام 1998، عندما استضاف المسابقة على ملاعبه. ويأمل مبابي في مواصلة هوايته في هز الشباك بالبطولة من أجل تعزيز صدارته لقائمة هدافي النسخة الحالية للمونديال قبل انطلاق مباريات دور الثمانية، برصيد 5 أهداف حتى الآن، علما بأنه أصبح ثاني فرنسي يصل لهذا العدد من الأهداف في نسخة واحدة بكأس العالم بعد جوست فونتين، الذي أحرز 13 هدفا في مونديال 1958 بالسويد.
من جانبه، بدأ منتخب إنجلترا، الساعي للفوز بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخه بعدما توج باللقب مرة وحيدة عام 1966 على ملاعبه، حملته في النسخة الحالية للمونديال على أفضل وجه، وتصدر المجموعة الثانية.
وأرسل المنتخب الإنجليزي، وصيف كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، التي أقيمت في صيف العام الماضي، رسالة أخرى شديدة اللهجة لمنافسيه برهن من خلالها عن عزمه الأكيد لاستعادة اللقب الغائب، بعدما سحق منتخب السنغال 3-0 في دور الـ16 يوم الأحد الماضي، في اللقاء الذي شهد غياب جناحه الأساسي رحيم سترلينج بسبب مسألة عائلية وفقا لما أعلنه اتحاد الكرة الإنجليزي.
ويمتلك منتخب إنجلترا، الذي يشارك في المونديال للمرة الـ16 في تاريخه، ترسانة هجومية لا يستهان بها، حيث أحرز لاعبوه 12 هدفا خلال المباريات الأربع التي خاضها الفريق في النسخة الحالية للبطولة حتى الآن، ليتقاسم صدارة أكثر منتخبات دور الثمانية إحرازا للأهداف مع منتخب البرتغال، الذي يمتلك نفس الرصيد التهديفي.
ويتواجد في قائمة هدافي البطولة حاليا اثنين من نجوم المنتخب الإنجليزي، هما ماركوس راشفورد وبوكايو ساكا، اللذين يتقاسمان المركز الثاني في قائمة الهدافين مع 7 لاعبين آخرين، برصيد 3 أهداف لكل منهم. وطالب جاريث ساوثجيت، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، لاعبي فريقه بإثبات معدنهم الحقيقي أمام فرنسا، وكتابة التاريخ في مونديال قطر.
ويأمل منتخب إنجلترا في مواصلة تفوقه على نظيره الفرنسي في لقائهما الثالث الذي يقام بكأس العالم، بعدما سبق لمنتخب الأسود الثلاثة الفوز في مواجهتي المنتخبين السابقتين بالمونديال.
وفاز المنتخب الإنجليزي 2-0 على فرنسا في لقائهما الأول بكأس العالم، الذي جرى بنسخة عام 1966، قبل أن يتغلب مرة أخرى على منافسه الأوروبي اللدود، حينما فاز عليه 3-1 بنسخة عام 1982 في إسبانيا.
وبصفة عامة، التقى المنتخبان العريقان في 31 مباراة على الصعيدين الرسمي والودي، حيث بدأت تلك المواجهات منذ ما يقرب من 100 عام، بعدما لعبا ضد بعضهما البعض للمرة الأولى وديا في العاشر من مايو عام 1923.
وتميل الكفة بشكل كبير لمنتخب إنجلترا في لقاءات المنتخبين السابقة، حيث حقق المنتخب الإنجليزي 17 فوزا مقابل 9 انتصارات لنظيره الفرنسي، فيما خيم التعادل على 5 لقاءات.
وستكون هذه المباراة هي الأولى بين إنجلترا وفرنسا منذ مواجهتهما الودية الأخيرة في 13 يونيو 2017، والتي انتهت بفوز المنتخب الفرنسي 3-2 على ملعبه.
ويلتقي الفائز من هذه المباراة مع الفائز من المباراة الأولى اليوم، بين البرتغال والمغرب، في الدور قبل النهائي للبطولة، يوم الاربعاء القادم على ملعب خليفة الدولي.