تطوير قطاع النقل وتحوله الأخضر يشغل حيزًا كبيرًا من اهتمام الرئيس السيسي في 2022
شهد قطاع النقل، أولوية كبرى لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، عكسها عدد الاجتماعات التي بحث فيها عدة موضوعات تتعلق بتطوير منظومة النقل والطرق، في سبيل الاعتماد على الطاقة الخضراء النظيفة، وتوطين صناعات مكونات النقل محليًا، فضلًا عن التوسع في التعاون مع القطاع الخاص والخبرات الدولية في مجالات النقل.
واتسم اهتمام الرئيس السيسي بمشروعات النقل، بالحرص على توفير أفضل وسائل الراحة والأمان في وسائل النقل؛ خاصة النقل الجماعي، والتركيز على جودة الخدمة المقدمة للجمهور، وملائمتها للشكل الحضاري للجمهورية الجديدة.
اجتماعات رئيس الجمهورية لتطوير منظومة النقل:
واستهل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، العام الجديد، بعقد لقاء مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وكامل الوزير وزير النقل، في يناير 2022، لمتابعة مشروعات وسائل النقل الجماعي الجديدة على مستوى الجمهورية التي تعمل بالطاقة النظيفة، وذلك قبل انطلاق قمة المناخ COP27.
ويتابع الرئيس السيسي باستمرار الموقف التنفيذي وسير العمل بمشروعات النقل الجديدة التي تعمل بالطاقة الخضراء النظيفة للحفاظ على البيئة وتتسم بالاستدامة، ما يساعد على الحد من التلوث وترشيد الطاقة وتقليل الحوادث وتحسين الصحة العامة.
وتستهدف المشروعات التي يهتم بها الرئيس السيسي ربط التجمعات العمرانية والأحياء السكنية في القاهرة الكبرى، وكذلك على مستوى محافظات الجمهورية، وهي وسائل النقل الحديثة المتمثلة في القطار الكهربائي السريع، وقطار المونوريل، والقطار الكهربائي الخفيف LRT، والأتوبيس الترددي السريع BRT الذي سيعمل بالطريق الدائري، بالإضافة إلى التوسعات والخطوط الجديدة الخاصة بمترو الأنفاق.
ووجه الرئيس السيسي بسرعة الانتهاء من مكونات منظومة النقل الجماعي الجديدة على مستوى الجمهورية، وكذلك الاهتمام بنظم التشغيل وبالكوادر الفنية التي ستعمل على إدارة هذه المنظومة، بحيث يتم تأهيلها علميًا لمواكبة الحداثة والتطور الذي تتسم بها التكنولوجيا المستخدمة في إطارها.
وفي الشهر التالي في فبراير عقد الرئيس السيسي اجتماعًا مماثلًا، لمتابعة الموقف التنفيذي لاستراتيجية الدولة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية، ووجه الرئيس السيسي بتعزيز التعاون مع الشركات من القطاع الخاص لذلك الغرض بداية بمراحل التجميع وصولًا إلى التصنيع المتكامل.
ويتماشى هذا والتوجه العالمي في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتحول الأخضر، لمردودها الإيجابي الهام على الدولة والمواطنين اقتصاديًا وبيئيًا وصحيًا، مع ضمان أن تكون أسعار السيارات اقتصادية، وعلى أن يتم العمل في هذا الإطار بشكل متكامل بالشراكة مع القطاع الخاص إلى جانب نشر البنية الأساسية لمحطات الشحن الكهربائي للسيارات على أوسع نطاق على مستوى الجمهورية، بما فيها محطات الشحن متناهية السرعة.
وفي مايو، شهد الرئيس السيسي مراسم توقيع التعاقد مع شركة "سيمنز" العالمية، لإنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائي السريع في مصر بإجمالي 3 خطوط يبلغ طولها حوالي 2000 كم على مستوى الجمهورية.
وأعرب رئيس مجلس إدارة شركة "سيمنز" العالمية عن اعتزازه بالتعاون المثمر مع مصر في المشروعات التنموية التي صنعت تاريخًا مشرفًا للشركة في المنطقة والعالم، مشيرًا إلى أن مشروع القطار الكهربائي السريع في مصر هو الأضخم في تاريخ الشركة منذ تأسيسها قبل 175 عامًا.
وشهد شهر أغسطس اهتمامًا مكثفًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي بملف النقل، حيث عقد خلاله عدة اجتماعات، منها اجتماع مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وكامل الوزير وزير النقل، بحضور نيكوربنوف رئيس مجلس إدارة شركة سكك حديد ألمانيا "دويتش بان"، وذلك لاستعراض التعاون بين وزارة النقل وشركة سكك حديد ألمانيا "دويتش بان"، لتشغيل وإدارة منظومة القطار الكهربائي السريع.
وتتعاون وزارة النقل، من خلال الهيئة القومية للأنفاق مع الشركة الألمانية، لإدارة وتشغيل شبكة القطار الكهربائي السريع في مصر بخطوطه الثلاث والبالغ طولها 2000 كم، بالإضافة إلى شريك وطني من القطاع الخاص.
وتتولى الشركة الألمانية تأهيل وتدريب المهندسين والفنيين ، لامتلاكها الخبرة في مجال نظم الإدارة والتشغيل والتي تتسم بالحوكمة الدقيقة، وذلك بوصفها الأكبر في مجال شركات إدارة وتشغيل خطوط القطارات في أوروبا ومن ضمن الشركات الكبرى المماثلة على مستوى العالم، وتضم نحو 500 شركة فرعية في مجالات السكك الحديدية ونقل البضائع وإدارة البنية التحتية ذات الصلة بالقطارات الكهربائية.
وعقب ذلك وفي ذات الشهر، عقد الرئيس السيسي اجتماعًا آخر لمتابعة مشروعات وأنشطة وزارة النقل على مستوى الجمهورية، خاصة منظومة الموانئ والموقف التنفيذي لمشروعات ميناء الإسكندرية الكبير (يضم ميناء الدخيلة، وميناء المكس الأوسط، وميناء الإسكندرية الرئيسي)، وما يتعلق بساحات البضائع العامة، والبوابات، وساحات الحاويات، والمنظومة اللوجيستية الخاصة بالميناء والأرصفة البحرية.
ووجه الرئيس بالاستغلال الأمثل لكافة المساحات بميناء الإسكندرية، لصالح منشآت الميناء، ودراسة الاستعانة بالخبرات العالمية في الإدارة والتشغيل، لتطوير الأداء وتعظيم الناتج لصالح عملية التنمية الشاملة.
كما ناقش - اجتماع أغسطس - عملية استكمال وتطوير ميناء السخنة، وإنشاء المناطق اللوجستية بالميناء والساحات الجديدة، وأعمال تطوير ميناء دمياط؛ خاصة ما يتعلق بحواجز الأمواج والممر الملاحي والتكريك، وكذلك الموقف التنفيذي للمحاور الجديدة الإضافية الجاري إنشائها على النيل، خاصةً ما يتعلق بمحاور بديل خزان أسوان، وديروط، وطما.
وشهد الاجتماع تشديد الرئيس السيسي على الالتزام بالجداول الزمنية للانتهاء على وجه السرعة من إنشاء تلك المحاور، لما لها من مردود حيوي، كونها تمثل شرايين تواصل ما بين ضفتي النيل، وتُعد وسيلة آمنة فيما يتعلق بسلاسة تنقل الأفراد، وكذلك مردودًا اقتصاديًا يتمثل في تسهيل عملية التجارة وعبور الشاحنات.
وحرص رئيس الجمهورية، على متابعة الموقف التنفيذي بوسائل النقل الجديدة ضمن منظومة النقل العام الجماعي، خاصةً القطار الكهربائي الخفيف، والمونوريل، والقطار الكهربائي السريع، وأعمال المحطات والأعمال الإنشائية والكباري العلوية على التقاطعات وخطوط السير، وذلك بعد 7 أشهر من لقاءاته في عام 2022 لذات الغرض .
وشهد اجتماع آخر للرئيس السيسي انضمت له الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، مع الدكتور مصطفى مدبولي والمهندس كامل الوزير، لتناول استعراض مستجدات مشروعات وزارة النقل على مستوى الجمهورية والموقف التنفيذي لمراحلها الإنشائية، والمراحل المستقبلية لمختلف المشروعات، فضلًا عن توفير الموارد التمويلية.
واستعرض الاجتماع أبرز مشروعات قطاع النقل في مدينة شرم الشيخ، منها تطوير ميناء شرم الشيخ البحري لدعم إمكانات المدينة السياحية، والتطوير الجاري بمطار شرم الشيخ من مرافق رئيسية وممرات الطائرات، وذلك في إطار الاستعداد لاستضافة القمة العالمية للمناخ في نوفمبر.
ووجه الرئيس السيسي في أغسطس بزيادة اعتماد مشروعات وزارة النقل على المكونات المصنعة محليًا والمطابقة للمواصفات العالمية، بالتعاون مع القطاع الخاص، بوصف منظومة النقل مكون جوهري للنهوض بالبنية الأساسية للدولة.
وفي سبتمبر، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس مجموعة ميرسك العالمية للنقل البحري، لبحث التعاون المشترك في إنتاج الطاقة الخضراء والوقود النظيف للسفن.
ووجه الرئيس السيسي ببدء التعاون لإنشاء شبكة وطنية متكاملة لإنتاج وتوزيع الطاقة الخضراء والوقود النظيف للسفن، اعتمادًا على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، في ضوء سلسلة الموانئ الحديثة على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة الى الممر الملاحي لقناة السويس.
واستعرض رئيس شركة ميرسك، مخطط إنشاء مشروع لإنتاج الوقود النظيف للسفن في مصر بقيمة استثمارات 15 مليار دولار، سيوفر أكثر من 100 ألف فرصة عمل في مختلف التخصصات.
رئيس الجمهورية في جولات ميدانية لمتابعة تطوير المحاور
لم يكتف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بالاجتماعات الموسعة التي عقدها على مدار أشهر العام 2022 لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروعات تطوير البنية التحتية في مختلف قطاعات ومنظومة النقل، وحرص على المتابعة الميدانية لتفقدها.
وكلل الرئيس السيسي مجهودات قطاع النقل في نهاية العام، بافتتاحه محور التعمير بالإسكندرية "محور أبو ذكري" الذي يمتد بطول 35 كم من تقاطعه مع طريق القاهرة/ الإسكندرية الصحراوي حتى طريق سيدي كرير/ مطار برج العرب بواقع 9 حارات مرورية لكل اتجاه، وذلك بوصفه نقلة نوعية لآفاق تنموية جديدة لمنطقة غرب الإسكندرية بكاملها ويزيد من حيزها العمراني.
ويربط المحور، ميناء الدخيلة بالطريق الصحراوي والطريق الدولي الساحلي ومدينة برج العرب، ليصبح شريانًا تنمويًا حيويًا لربط الإسكندرية بمدينة العلمين الجديدة عبر الطريق الساحلي.
وأبرز افتتاح الرئيس في نهاية العام 2022، استراتيجية الدولة بالمحاور وعدم اقتصارها على تسهيل حركة المرور وانتقال المواطنين، لتصبح شرايين جديدة للحياة تدعم جهود الامتداد العمراني المنظم، والتجمعات السكنية الحديثة، وتعزز من العوائد الاقتصادية والتجارية، وتوفر فرص عمل، كما تربط المشروعات القومية لتتكامل مع بعضها، وذلك انعكاسًا لرؤية تنموية شاملة وفلسفة علمية عميقة نحو البناء و والتعمير والتنمية.
وجاء حرص الرئيس السيسي على تكريم العاملين لمد شرايين الحياة والتنمية، من خلال تكريم الدكتور عبد السلام سالم الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة والاستشاري المشرف على تنفيذ محور أبو ذكري، وكذلك حرصه على التقاط الصور التذكارية مع عدد من العاملين بهذا المحور كدافع معنوي لأهمية هذا العمل في الجمهورية الجديدة.
وتنوعت جولات الرئيس السيسي التفقدية – على مدار العام – ففي مارس تفقد الأعمال الإنشائية بعدد من الطرق والمحاور والأعمال الصناعية التي تربط بين شرق القاهرة وغربها، ضمن المشروع القومي لتطوير شبكة الطرق بالقاهرة الكبرى.
ووجه بمراعاة تحقيق أكبر قدر من التوسعة في الطرق والمحاور الجديدة لتحقيق السيولة المرورية، أخذًا في الاعتبار الكثافة المرورية الحالية والمستقبلية، وتوفير كافة الخدمات اللازمة للمركبات والمواطنين.
كما تفقد الموقف التنفيذي بمحور عمر المختار، في منطقة مسطرد امتدادًا لمحور عدلي منصور، وكذلك المرحلة الثانية من تطوير محور جوزيف تيتو، التي تمتد من أسفل كوبري الحرفيين حتى الطريق الدائري بواقع 5 حارات مرورية لكل اتجاه، وكذلك تفقده استكمال الأعمال الإنشائية في محور "شينزو آبي"، والذي يساهم في نقل الحركة المرورية من محور الشهيد حتى العاصمة الإدارية الجديدة، مرورًا بطريق السويس والطريق الدائري، بطول 15 كم وبواقع 5 حارات مرورية في كل اتجاه، كما يتضمن 10 كباري علوية.
وفي أبريل ، تفقد الرئيس السيسي الأعمال الإنشائية لتطوير عدد من الطرق والمحاور بالقاهرة الكبرى، وحرص على الاطمئنان من العاملين في المواقع المختلفة على سير العمل وكذا الاستماع لآرائهم.
وتضمنت الجولة تفقد سير العمل بمحور جيهان السادات الرابط بين مناطق وسط البلد وميدان رمسيس حتى طريق الأوتوستراد، وأعمال إنشاء محور حسب الله الكفراوي الذي يربط جنوب القاهرة في منطقة المعادي وحتى حي الأسمرات، إلى جانب المراحل النهائية من محور الدكتورة سميرة موسى الرابط بين حي الأسمرات ومناطق شرق القاهرة والقاهرة الجديدة.
وشهد يوليو، تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأعمال الإنشائية لتطوير كورنيش المقطم، والمحاور المؤدية إلى هضبة المقطم، والتي ستساعد على سهولة وسرعة ربطها بمختلف أحياء القاهرة وتتيح انتقال المواطنين على نحو يسير، بما فيها محور ياسر رزق الذي سيربط منطقة وسط البلد وطريق صلاح سالم بهضبة المقطم.
وأكد الرئيس السيسي – خلال جولته – متابعته الشخصية لأعمال تطوير طريق الساحل الشمالي ومتابعته لآراء وملحوظات المواطنين بشأن الطريق.
وفي أكتوبر اطلع الرئيس السيسي على الموقف التنفيذي لمدينة السيارات المتكاملة، والتي تقع على مساحة 57 فدانًا على تقاطع محور محمد نجيب مع طريق المحاجر، وتسع 400 سيارة، وتضم ببنية نظم ومعلومات متكاملة.
ووجه الرئيس السيسي، بتزويد مدينة السيارات بالمرافق العامة بكافة أنواعها، لاستيعاب التدفق المتوقع من الزوار والمترددين وتلبية كل احتياجاتهم، وتعزيز نظام الأمان في المدينة عن طريق كاميرات المراقبة والبوابات الإلكترونية، وذلك للتحكم والسيطرة على دخول وخروج السيارات والأفراد.
والمؤكد أن كل مشروعات وزارة النقل، حازت على اهتمام ومتابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي وكانت هناك عدد من تلك المشروعات يتابعها بشكل دائم خلال عام 2022، للاطلاع على مستجدات الموقف التنفيذي وإعطاء التوجيهات بالتعاون مع القطاع الخاص وكذلك سرعة تنفيذها وفق المخطط الزمني، وكان أبرز تلك المشروعات:
(1) القطار الكهربائي السريع:
ويضم 3 خطوط رئيسية، أولها العين السخنة/ العلمين الجديدة/ مرسى مطروح مرورًا بالقاهرة الكبرى وبطول 660 كم، وخط "حدائق أكتوبر/ الأقصر/ أسوان" بطول 925 كم، وخط "قنا/ الغردقة/ سفاجا" بطول 240 كم.
(2) محطات الأتوبيس الترددي السريع BRT على الطريق الدائري:
يتكامل المشروع مع خطة وزارة النقل لتطوير الطريق الدائري، ويعد بديلًا للنقل العشوائي ما يخفض من استخدام المواطنين للسيارات الخاصة، وتعتبر شبكة BRT على الطريق الدائري الأطول في العالم بطول 106 كم.
(3) القطار الكهربائي الخفيف LRT:
بدأ تشغيله التجريبي – خلال 2022 - بما فيها المحطات والكباري والأنفاق وخطوط السكك الحديدية المرتبطة بالقطار، ويبلغ طول مساره حوالي 103 كم بعدد 19 محطة، ويبدأ من محطة عدلي منصور ثم يمتد موازيًا لطريق القاهرة/ الإسماعيلية الصحراوي إلى مدينة بدر، ثم يتفرع شمالًا بعدها حتى قلب مدينة العاشر من رمضان وجنوبًا إلى العاصمة الإدارية الجديدة ليصل إلى مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية.
سيتبادل القطار الكهربائي الخفيف، الخدمة مع الخط الثالث لمترو الأنفاق في محطة عدلي منصور ومع القطار الكهربائي السريع في المحطة المركزية ومع مونوريل العاصمة الإدارية في محطة مدينة الفنون والثقافة، ما من شأنه أن يحدث نقلة نوعية غير مسبوقة في منظومة النقل الجماعي في القاهرة الكبرى.