فؤاد السنيورة: لبنان يعيش على منطقة زلزالية ورجل السياسة يجب أن يصمد أمام الأعاصير
قال فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، إن لبنان يعيش على منطقة زلزالية، موضحًا: «أعني بذلك الظروف الإقليمية والدولية التي تعصف بالمنطقة؛ بسبب الوضع الفلسطيني».
وأضاف خلال استضافته ببرنامج «ثم ماذا حدث» الذي يقدمه الإعلامي جمال عنايت على شاشة «القاهرة الإخبارية»: «ما جرى أيضا بسبب الاجتياح الأمريكي للعراق، وما أدى بعد ذلك إلى سيطرة إيران على الوضع في العراق، وعلى سوريا، وكذلك أيضا على لبنان واليمن وهم يقولون إنهم لديهم السلطة في 4 دول عربية، وبالتالي هناك مواجهات تتم على الأرض اللبنانية، ويتأثر فيها لبنان مثلما تتأثر فيها دول أخرى أيضا».
وتابع: «على أي رجل سياسي أن يأخذ هذا بعين الاعتبار وأن ينأى ببلده وأن يصبح في ممرات الأفيال، وأن يصمد بلده أمام تلك الأعاصير القادمة، وينبغي على أي بلد التلاؤم أمام التحولات الكبرى التي تحدث على مستوى العالم، ويقوم بالإصلاحات اللازمة ويعمل على ألا يضع على كاهل الدولة اللبنانية أشياء لا تستطيع أن تتحملها، وألا يخوض بلبنان معارك ضد محيطه».
وذكر أن جزءا كبيرا مما جرى في لبنان من صنع اللبنانيين والساسة اللبنانيين، مستطردًا: «هذا الأمر يجب أن يكون واضحا، وهذا ما أسميه الاستعصاء المزمن على عدم القيام بالإصلاحات، فمنذ عام 1990 إلى الآن تغير اللاعبون وبقيت اللعبة بأن أصبح هناك مايسترو يحرص على أن تستمر هذه الخلافات بين مختلف الفئات السياسية».
واستطرد: «في السابق كان هناك سوريا في المقدمة، ومن ورائها حزب الله وإيران أما بعد ذلك ظهرت إيران أكثر من خلال سيطرتها التدريجية على لبنان والمنطقة، ثم تغير الوضع وأصبح حزب الله ومن ورائه إيران، والنظام السوري لاعب مستمر».
وأكمل: «قبل عام 1977 كان ممنوعا على الدولة اللبنانية أن يدخل أحد الإدارة إذا كان منتميا لأحد الأحزاب، وتغير الوضع بعد هذا العامـ وتم إدخال المنتمين للأحزاب إلى الإدارة، وهذا كان أحد الوسائل لإنهاء الحرب بإدماجهم على أمل أن يتخلق هؤلاء بأخلاق الدولة، وما حدث هو أن الدولة تخلقت بأخلاق المليشيات، وحدث بعد ذلك توزيع للمكاسب، والأمر تطور إلى أن أصبح هناك ما يسمى بالديمقراطية التوافقية، وهي شيء بعيد كل البعد عن الديمقراطية».
وأوضح: «الديمقراطية عبارة عن أكثرية وأقلية. أكثرية تحكم وأقلية تعارض. وتحاول أن تكون مكان الأكثرية ليستقيم العمل الديمقراطي، وكلما كانت المعارضة قوية كلما استقام الحكم، ويحاول من بالحكم تحسين أدائه، وما يحدث ما هو إلا وسيلة للانقلاب على النظام الديمقراطي، والسيطرة والتسلط من الأقلية على الأكثرية، وأنا أستشهد بالدستور ليس لأنه كلام نظري ولكن لتستقيم الأمور».