الزمان
وزير الزراعة يبحث مع الشامسي تعزيز زيادة الاستثمارات الإماراتية في التمور وزيرة التنمية المحلية تشارك في اجتماع الرئيس السيسي مع رئيس مجلس الوزراء القطري بقصر الاتحادية غدا.. محافظ بني سويف يفتتح سوق اليوم الواحد بميدان المديرية محافظ قنا يستقبل مساعد وزير العدل لتنظيم قافلة طبية وندوة تثقيفية بنادي القضاة رئيس الوزراء يلتقي رئيس الديوان الأميري لإمارة عجمان بدولة الإمارات العربية الإسكان: بدء تلقي طلبات زيادة مساحة البناء بأسطح المدن الجديدة بحد أقصى 75% الجيش الإسرائيلي يطلق النار على صحفيين جنوب لبنان وإصابة اثنين محافظ القليوبية يواصل لقاءاته الأسبوعية بالمواطنين بمدينه الخانكة محافظ المنيا يتفقد التجهيزات النهائية بالسوق الحضاري بـ”ماقوسة” استعدادا للافتتاح قريبا مديرة منظمة المرأة العربية: تمكين المرأة يحفز النمو الاقتصادي المستدام محافظ الغربية: ضبط 21,600 عبوة حلويات و1,000 كيلو مواد غذائية منتهية الصلاحية «زراعة النواب» توصي بسرعة حل مشكلة تأخر مستحقات العاملين بالتشجير
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقال رئيس التحرير

الصليبيون قادمون !!!... وأين صــــلاح الـــدين؟؟!!!...

العالم يتجه بكليته إلى العنف فما نراه ونشاهده من التطورات السياسية الغربية والأحداث الدموية والصراعات الدولية والإقليمية والمحلية يشير إلى هذه الحقيقة ويدلل عليها.. البعض يتصور أن العنف حالة تخص جماعة دون أخرى... أو حتى دين دون سواه... أو مجتمع مهما كان مستواه دون مجتمع آخر... 


لقد أصبح العنف ظاهرة عالمية شائعة.. ومساحتها فى العالم شاسعة ...كما صار الإرهاب لغة يجيد الجميع استخدامها بدرجات متفاوتة وبمستويات متباينة وبدوافع مختلفة... 
ولعل أكبر دليل على أن العنف أصبح ظاهرة حياتيه ما نعيشه الآن من أشكاله وصوره وألوانه على مختلف بقاع العالم وأصقاع الوجود الإنساني... 
بنظرة سريعة أو حتى عابرة على الصعيد الدولى يتبين لنا وبوضوح أن حزام العنف لف العالم الغربى بأكمله... 
وإلا فما معنى هذا التغلغل الجديد؟؟!!... والقوى !!!.. والمؤثر!!!.. والفاعل!!!.. والموجه!!!... والمسيطر!!!.. فى أحيان كثيرة ومتعددة من قبل اليمين المتطرف والمتشدد على مقاليد الرأى والفكر والتوجه فى أوروبا وأمريكا..

 
وإلا فبما تفسر؟؟!!.... خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى هذا الكيان الكبير والمهم... الذى يؤدى دورا محوريا على المستوى السياسى والاقتصادى والذى يعود بالفائدة على جميع دول أوروبا المنتمية إليه والمشتركة فيه.. 
ووصول السيدة «مارى ماي» إلى رئاسة الوزراء فى بريطانيا لهو أكبر دليل على ذلك!!... 


وإلا فبما تفسر ؟؟!!... نجاح ترامب فى أمريكا ودخوله بعد أيام البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية رغم ما أثاره من قضايا وموضوعات تملؤها العنصرية وتزكى التمييز وتدفع إلى مزيد من العنف.. 
فمن الذى وقف بجواره حتى بلغ به المقام البيت الأبيض؟؟؟!!! .. إنه اليمين المتطرف!!!.... 
ومن هذا الرجل الذى يخطط لترامب؟؟!!... إنه «بانون» اليمينى المتطرف!!!... 


وإلا فبما تفسر ؟؟!!... استقالة رئيس وزراء إيطاليا بعد الاستفتاء على الدستور الإيطالى وما تبعه من الرفض الشعبى الكاسح لمخططه فى الاستفتاء على الإصلاح الدستورى؟؟!!!!.... إنه اليمين المتطرف !!!.... «الموجود بالفعل داخل الحكومة الإيطالية نفسها»!!... 


وإلا فبما تفسر ؟؟!!... ما انتهت إليه نتائج الانتخابات الرئاسية النمساوية التى كاد أن يفوز بها اليمين المتطرف !!!!.... 


وإلا فبما تفسر ؟؟!!...تصريحات زعيم حزب الحرية الهولندى «خيرت فيلدرز» التى دعا فيها إلى تقليص عدد المغاربة فى هولندا .. بل ويسعى إلى تشكيل تحالف موسع للمشاركة فى الانتخابات الأوروبية ... من أحزاب اليمين المتطرف !!!!!... 
وهذا التحالف من المفترض أن يضم دولا أوروبية منها فرنسا وإيطاليا وبلجيكا والسويد وهولندا والنمسا!!!...


وإلا فبما تفسر ؟؟!!...وجود اليمين المتطرف فى برلمانات كل من النمسا وبلغاريا والدنمارك والمجر وسلوفاكيا وغيرهم!!!!!.... 
بل لقد أصبح التصويت لليمين المتطرف خيارا محببا لدى قطاع كبير من الناخبين فى المجتمعات الغربية !!!!...

 
وإلا فبما تفسر ؟؟!!... صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة التى تحمل أجندات معادية للمهاجرين مثلا؟؟!!...
وفى سياق متصل ..لقد أصبح العنف السياسى مستحوذا على الساحة الأمريكية الغربية.. موجها للشارع فيها.. ومؤثرا وبقوة على آرائهم وقراراتهم!!!..... 


وإلا فبما تفسر ؟؟!!... ما يبديه المهاجرون والمواطنون من أصول أجنبية فى بعض دول الاتحاد الأوروبى !!!.. من تخوف وقلق وترقب سائر الانتخابات التى تجرى فى أوروبا.. من صعود اليمين المتطرف!!!...

 
وإلا فبما تفسر ؟؟!!... تصدر قضايا وموضوعات الهجرة إلى أوروبا حملات الانتخابات الأوروبية .. والتلويح بها ومحاصرتها والوقوف ضدها والعمل على الحد منها فضلا عن طردهم وعودتهم إلى ديارهم وأوطانهم !!!... إنه اليمين المتطرف!!... 
إن اليمين المتطرف فى الغرب لا يمثل سوى مجرد دعوات خافته أو اتجاهات محصورة أو مقصورة على فئة بعينها بل أصبح يكسو بوجه عام الحياة فى الغرب ويسيطر على عقول أبنائه بدليل هذه الترجمات القوية لما يحدث من صراعات دموية .. هزت أوروبا .. نالت من أبنائها!!...
وليس حادثة «أوسلو» عنا ببعيد ... فقلد أثبتت هذه المجزرة وتلك المذبحة التى جرت فى النرويج عام ٢٠١١ .. وراح ضحيتها الكثير من أبناء شعبها على يد متطرف وإرهابى نرويجى اسمه «أنديس بيهرنيج» .. أى من داخل البلد !!.. وهو «مسيحى متطرف» وأبوه كان يشغل منصبا سياسيا ودبلوماسيا رفيعا.... 


وعليه نقول : 
إن اليمين المتطرف أصبح له تحركات ملموسة وجرائم محسوسة بلغ مداها وحدها الدنيا بأسرها.. 
هذا اليمين الذى ظهرت آثاره ونتائجه فى كثير من القرارات والممارسات التى مست المسلمين والإسلام بسوء لا يمكن لأحد أن يتخيله أو يتصور حجمه ... 
-ظهرت فى موجة الرسوم الكاركاتيرية المسيئة للإسلام ولرسوله «صلى الله عليه وسلم»... وهو أمر متكرر ودائم فى دولة الدنمارك!!!.. 
-ظهرت فى حظر المآذن فى سويسرا !!!.... 
-ظهرت بمقتل السيدة «مروة الشربيني» فى ألمانيا على يد روسى متطرف!!.. 
-ظهرت فى منع النقاب فى فرنسا كما ظهرت فى منع ارتداء الحجاب على الشواطئ الفرنسية.... حتى لو كان زيا مختلفا عما تعودوا عليه فى نزولهم البحر.. فيما يعرف «بالبوركينى»....
-ظهرت فى جرائم الاعتداء على المهاجرين ودور العبادة «المساجد» فى فرنسا وغيرها من دول أوروبا!!! ..
-ظهرت فى زيادة جرائم اليمين المتطرف فى النمسا بعد تدفق المهاجرين!!!.... 
-ظهرت مع دعوة اليمين الألمانى إلى نقل اللاجئين إلى جزر خارج أوروبا .. وليست هذه النتيجة هى من ادعائنا .. بل إن «فالس» رئيس وزراء فرنسا ، صرح بأن خطر اليمين المتطرف لا يزال قائما... بل أصبح فى رأيه شبحا يهدد أوروبا !!!!... 


وإلا فما معنى هذا التحذير الذى صدر من رئيس النمسا لمواطنيه من المشاعر المتطرفة وأيضا ما استخدمته ألمانيا من حظر الجماعة من النازيين الجدد الذين يمثلون جانبا من اليمين المتطرف .. 
وإلا فما معنى أن الأمن البلجيكى يفض احتجاجات لليمين المتطرف؟؟!!!...


إن أوروبا تتجه مع أمريكا إلى هذا اليمين أرادت أم لم ترد فهناك أسباب قوية ودواعى ملحة تدفع الغرب إلى العنف والإرهاب... منها ما يلى : 
١- التعصب القومى بكل أبعاده المتوارثة تاريخيا... حتى أن الإعلام الأوروبى يسمى اليمين المتطرف بــ «الخلايا الصليبية».... وهذا ما أسعدنى أثناء الكتابة حيث إننى كنت انتوى استخدام هذا المصطلح.. وسبحان الله أنه نبع من خلال مجتمعهم وإعلامييهم.. «اتجاه العالم نحو استخدام اليمين المتطرف ككتلة لعودة الحروب الصليبية»!!... 
٢- كرد فعل مضاد على الحملات اليهودية التى تسعى لإحياء ما يسمى بالعقدة النازية بعد سنوات من النسيان لها.... 
٣- كما أن من أسباب انتشار اليمين المتطرف .. تخوف العالم الغربى المسيحى العلمانى من الصحوة الإسلامية التى شملت وبلغت المسلمين فى الغرب .. وأدت إلى إنتشار ملحوظ للإسلام بين أبناء أوروبا مما أثار حفيظة الحاقدين من أبناء الغرب عليه ... ودفعهم إلى إيذاء المسلمين فى مناحى أوروبا المخلتفة مما يكرس لما يعرف بظاهرة العداء للأجانب... وخاصة من العرب والمسلمين... 
لذلك فإن العرب والمسلمين مستهدفون من اليمين المتطرف من خلال عمليات الاعتداء الجسدى فى الشوارع والأماكن العامة بل وحرمة المنازل وتلويث المساجد بالإضافة إلى جرائم قتل كما أشرنا فضلا عن زيادة التمييز العنصرى لهم فى الحياة اليومية على صعيد العمل والمسكن.... 
٤ - كرد فعل عنيف على العولمة التى همشت الكثير من طبقات المجتمع الغربى .. 
٥-الربط بين البطالة التى شهدتها أوروبا وارتفاع نسبها وبين تدفق عدد المهاجرين إلى أوروبا من غير جنسيتها... 
٦- ترويج خطاب معاد للإسلام والمسلمين مما يثير حفيظة اليمين المتطرف الذى يرى فى معاداة الأجانب وخاصة المسلمين نقطة قوة تضاف لصالحه فى مناقشاته للوصول إلى كسب المعارك السياسية.. 
٧- الرغبة الجامحة لدى الرأى العام الغربى فى تغيير الأوضاع الراهنة والتعبير عن احتجاج الغربيين على السياسات التى تتبعها الأحزاب التقليدية... 


لهذه الأسباب وغيرها .. بدأ اليمين المتطرف يتقدم الصفوف.. ويستحوذ على المشهد السياسى بأوروبا وأمريكا ويختار من بين مؤيديه ومريديه النخب السياسية الحاكمة والمؤثرة فيها... 
لقد اجتاحت أوروبا وأمريكا أعاصير من نوع جديد غيرت البيئة الثقافية والاجتماعية لها... ورسمت لها أطرا جديدة فى التعامل والتناول لمختلف القضايا والمشكلات التى تواجهها .. فظهرت جماعات العنف فيها وحليقى الرؤوس والنازيين الجدد -«الذين يقلدهم شبابنا من حيث الشكل من قصات شعر وخلافه.. ثانيا : ثم بعد حين قد يعتنقون معتقداتهم وسط جو البلبة الفكرية والعقائدية التى يمهد لها فحيح الثعابين عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي.. فضلا عن وسائل الميديا المشبوهة الموجهة المأجورة»... والجماعات العنصرية المتطرفة واختفت حركة السلام ومناهضة التسلح والمحافظة على البيئة... 
وهنا أود أن أؤكد على أن مخاوف أوروبا وأمريكا من المهاجرين لا مبرر لها وذلك لأنهم يشكلون نسبة ٤٪ من جملة السكان فى أوروبا كما أن معظمهم من المتجنسين والمقيمين من زمن طويل...
وبالنسبة للمسلمين فهم جزء من المشهد السياسى المجتمعى هناك يشاركون المجتمعات الغربية البناء والنماء وهمّ الحياة وسرعان ما يندمجون فيها مع احترامهم الكامل لأنظمتهم والقوانين المعمولة بها لديهم ... 
ومن هنا نحذر من صعود بعض القوى المناهضة لوجود الأقليات غير الغربية من اليمينيين الجدد... لما لها من أخطار وأضرار ولاسيما على الجاليات المسلمة بها ليتخذوها ككبش فداء لما يحدث من الإرهابيين الذين ينتسبون إلى الإسلام زورا وعدوانا... 


إذن فهل نعى هذه الخطوات الجديدة التى تخطوها أوروبا ومدى تأثيرها السلبى للغاية علينا ؟؟!!.... هل ندافع عن وجودنا وعن طبيعة إسلامنا؟؟!!!..... هل نوجه إلى ضرورة استيعاب ظاهرة «الإسلاموفوبيا» التى تساعد على الانتشار والترويج لها ... هذه الفئة الضالة التى كادت تسيطر على العالم الآن.. فغيوم التطرف اليمينى الملبدة فى سماء الغرب أوشك على السقوط علينا لتغرقنا!!!.... 
وإلا فهى لا تحمل إلا صورة واحدة قاتمة.. الصليبيون قادمون !!!... وأين صــــلاح الـــدين؟؟!!!...

موضوعات متعلقة

click here click here click here nawy nawy nawy