جو بايدن ويون يوقعان اتفاقية جديدة بشأن الأسلحة النووية لردع كوريا الشمالية
توصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، إلى اتفاق جديد يتضمن خططا لنشر غواصة نووية أمريكية في كوريا الجنوبية.
وجاء الاتفاق الجديد بمثابة محاولة من جانب الولايات المتحدة، لإظهار الدعم لكوريا الجنوبية، وللمساعدة في ردع أي هجمات تقوم بها جارتها، كوريا الشمالية.
في المقابل، وافقت كوريا الجنوبية على عدم متابعة خططها في برنامج للحصول على أسلحة نووية.
وقال بايدن إن الاتفاق، الذي يطلق عليه "إعلان واشنطن"، سيعزز التعاون بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وتحدث بايدن خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، وبجانبه الرئيس الكوري الجنوبي يون، الذي يتواجد في واشنطن هذا الأسبوع لبحث مجموعة من القضايا، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، وتغير المناخ، والتعاون السيبراني، والطاقة النووية.
وقال الرئيس يون إن إعلان واشنطن، وهو محور الزيارة الرسمية التي تمت هذا الأسبوع، يمثل خطوة "غير مسبوقة" لتعزيز الردع الموسع، وهو التزام من الولايات المتحدة بردع الهجمات وحماية حلفاء الولايات المتحدة باستخدام قوتها العسكرية، بما في ذلك الأسلحة النووية.
ويأتي الإعلان وسط مخاوف متزايدة بشأن التهديدات النووية من كوريا الشمالية، حيث تجري بيونغ يانغ عددا قياسيا من تجارب الصواريخ الباليستية.
وقال بايدن: "يتعلق الأمر بتعزيز الردع ردا على السلوك التصاعدي لكوريا الشمالية".
وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية للصحفيين هذا الأسبوع، إن الاتفاق الجديد جاء نتيجة للمفاوضات التي جرت على مدى عدة أشهر.
وبموجب الاتفاق، ستهدف الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات "لجعل ردعها أكثر وضوحا من خلال النشر المنتظم للأصول الاستراتيجية، بما في ذلك زيارة غواصة نووية أمريكية تحمل صواريخا باليستية إلى كوريا الجنوبية، وهو ما لم يحدث منذ أوائل الثمانينيات"، حسبما صرح مسؤولون للصحفيين هذا الاسبوع.
كما سيشكل الجانبان مجموعة استشارية نووية لمناقشة قضايا التخطيط النووي والاستراتيجي.
وكان السياسيون في سيول يضغطون دائما على واشنطن لإشراكهم بشكل أكبر في التخطيط لكيفية ومتى يتم استخدام الأسلحة النووية ضد كوريا الشمالية.
ومع نمو الترسانة النووية لكوريا الشمالية من حيث الحجم والتعقيد، أصبح الكوريون الجنوبيون قلقين من البقاء بعيدا عن الاطلاع على الأسباب التي قد تدفع بايدن إلى الضغط على الزر النووي نيابة عنهم. وأدى الخوف من أن تتخلى واشنطن عن سيول إلى دعوات لكوريا الجنوبية لتطوير أسلحتها النووية.
لكن في يناير/كانون الثاني، أثار الرئيس الكوري الجنوبي قلق صانعي السياسة في واشنطن عندما أصبح أول رئيس كوري جنوبي يطرح فكرة تطوير أسلحة نووية مرة أخرى على الطاولة منذ عقود.
أصبح من الواضح فجأة للولايات المتحدة أن الكلمات والإشارات المطمئنة لن تعمل بعد الآن، وإذا كانت واشنطن تريد أن تثني سيول عن الرغبة في صنع قنابلها الخاصة، فسيتعين عليها تقديم شيء ملموس لها.
علاوة على ذلك، أوضح الرئيس يون أنه يتوقع العودة إلى بلاده وقد أحرز تقدما "ملموسا".
ويمثل إنشاء مجموعة استشارية نووية جديدة إنجازا على أرض الواقع، مما يوفر المشاركة المتزايدة التي طالبت بها حكومة كوريا الجنوبية، لكن السؤال الأكبر هو ما إذا كانت ستهدئ مخاوف الجمهور الكوري الجنوبي.
كما أنها لا تمثل تعهدا كاملا من جانب الولايات المتحدة بأنها ستستخدم الأسلحة النووية للدفاع عن كوريا الجنوبية إذا تعرضت لهجوم من جانب كوريا الشمالية. لكن خطط قيام غواصة مسلحة نوويا بزيارة كوريا الجنوبية لأول مرة منذ أربعة عقود تعني أن الولايات المتحدة تحاول إظهار أنها تأخذ مسؤوليتها على محمل الجد.
في المقابل، طالبت الولايات المتحدة بأن تظل كوريا الجنوبية دولة غير نووية وأن تظل من دعاة عدم انتشار الأسلحة النووية. وترى الولايات المتحدة أن ثني كوريا الجنوبية عن التحول إلى دولة نووية أمر ضروري، وتخشى أن تحذو دول أخرى حذو سيول إذا فشلت في إقناعها.
لكن من غير الواضح كيف سيتم تلقي هذا الالتزام من قبل المجموعة المؤثرة والمتنامية من الأكاديميين والعلماء وأعضاء الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية، الذين كانوا يضغطون من أجل أن تسلح سيول نفسها نوويا.