ثقافة القاهرة تحتفي باتفاقية الصون غير المادي
شهد فرع ثقافة القاهرة عددا من الفعاليات الثقافية ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني احتفالا بمرور ٢٠ عاما على اتفاقية صون التراث غير المادي باليونسكو .
حيث عقدت المكتبة الثقافية العامة لحي المعادي محاضرة مركزية بعنوان "التراث العربى" قدمها محمد بكر والذي قال أن التراث أحد الجوانب الرئيسية لأي ثقافة حيث يمكننا من خلاله لفت النظر إلى الماضي والتعرف على ماضي الشعوب والتقاليد والعادات التي تشكلت عبر العصور، فالتراث الثقافي هو أمانة نحملها جميعا وهو يهمنا جميعا، فهو يعكس هوية الشعوب ويعبر عن عمق ثقافتها وروحها التاريخية، فالتراث ليس مجرد نقوش على الجدران بل هو الهوية الوطنية للشعوب ولا يسعنا سوى الفخر بهذا التراث ومحاولة نشر الوعي بأهميته .
كما أشار إلى أنواع التراث منها التراث الثقافي والذي يضم العديد من الشعوب باختلافها وتنوعها، ويضم الآداب والفنون والعادات والتقاليد والمعتقدات الفكرية والدينية، كما تقوم الدول التي لديها تراث ثقافي بالحفاظ على تراثها من خلال إقامة حفلات وفعاليات وطنية حتى تحفظ تراثها من الاندثار، ويعد التراث الثقافي ضمن قائمة التراث العالمي وهذا يرجع إلى أهميته بين شعوب العالم، ويضم المعالم الأثرية التي تعد سببًا في جذب السياح في الوقت الحالي والتي تتمثل في النحت والرسم والكهوف التي بها رسومات ونقوش، بالإضافة إلى الهياكل الأثرية، كما يحتوى على مواقع أثرية بناها الإنسان ومباني تحمل طابع ثقافي فريد وخاص بكل شعب.
أما التراث الديني فهذا النوع من التراث فريد من نوعه، وتعد الحضارة الإسلامية من أبرز أشكال هذا النوع من التراث، حيث كانت غزيرة المعالم الخلابة التي بقيت إلى يومنا هذا، ويمزج التراث الإسلامي بين العقل والروح، وقد اتضح أثر ذلك في المعالم التراثية الدينية، ومن أكثر الأمثلة شيوعًا هو تراث الدولة العثمانية التي استمرت إلى أعوام طويلة، مخلفةً معالم تراثية غاية في الإبداع والروعة، فقد تفنن المعماريون في ذلك الوقت في بناء المساجد والقصور بشكل فريد من نوعه، وتركز التراث الإسلامي بصورة كبيرة في الأندلس، والجدير بالذكر أن الخلافة الإسلامية استمرت حوالى ثمانية قرون وتركت ورائها مساجد وقصور جميلة في غرناطة وإشبيلية وقرطبة، ومن أمثلة هذا التراث: قصر الحمراء ونافورة الأسود.
وعن التراث الأدبي قال بكر أنه
من أهم أنواع التراث فما زال الأدباء يتأثرون به إلى يومنا هذا، فالتراث العربي وكذلك الغربي نال اهتمام النقاد والمفكرين، لما له من تأثير كبير في الأدب، ومن أهم العصور في التراث الأدبي هو عصر النهضة الذي اهتم به العرب والمسلمون وكذلك المؤرخون، وهو متنوع وزاخر بخزائن قيمة من الأدب سواء كان شعرًا أو نثرًا.
وفي نفس السياق عقد قصر ثقافة حلوان ندوة عن" التراث والتغير الاجتماعي" ألقتها هدى مرسي تناولت معنى التراث بأنه الميراث وهو التقاليد والثقافة الموروثة من الأجداد، وتأتي أهميته فى أنه ينمي الإحساس لدى الأفراد بالهوية وبناء مجتمعات مرنة وسليمة، كما أشارت إلى أنواع التراث ومنه المادي ويتمثل في الآثار والمباني التراثية واللامادى ويتمثل في الفنون والحرف التقليدية، وأوضحت معنى التغير الاجتماعي وهو التبدل العميق والمستمر في البناء الاجتماعي وهناك عدة عوامل للتغير منها العامل البيئي والثورات والحروب والعامل التكنولوجي .
جاءت الفاعليات بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي بثقافة القاهرة برئاسة إلهام واصف.
ويُذكر أن اتفاقية صون التراث الثقافى غير المادى مبرمة فى منظمة اليونيسكو منذ ٢٠عاما وتحديدا فى عام ٢٠٠٣، وتعتبر مصر من أوائل الدول التى وقعت على الاتفاقية وسجلت سبع عناصر منها السيرة الهلالية، التحطيب، الاراجوز، النسيج اليدوى فى الصعيد، وفنون الخط العربى، والممارسات المرتبطة بالنخيل.