وزير التعليم يفتتح المعرض الفني لرسومات طلاب المدارس حول الهجرة غير الشرعية
افتتح الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، المعرض الفني لرسومات طلاب المدارس حول الهجرة غير الشرعية الذي نظمته اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر.
ويضم المعرض مجموعة من اللوحات التي رسمها تلاميذ المدارس من المرحلتين الإعدادية والثانوية، أثناء مشاركتهم في المسابقات الفنية التي أطلقتها اللجنة الوطنية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمنظمة الدولية للهجرة لتوعية الطلاب بمخاطر الهجرة غير الشرعية والفرص الإيجابية المتاحة على مدى ثلاث سنوات متتالية؛ تعبيرا عن مخاطر الهجرة غير الشرعية، وذلك خلال الفترة من 10 حتى 13 سبتمبر، بقاعة "آدم حنين" بمركز الهناجر للفنون بساحة دار الأوبرا المصرية.
* الهجرة غير الشرعية من أخطر القضايا الاجتماعية
وأشاد الوزير بالجهود المبذولة من الطلاب المشاركين في المعرض، معربا عن سعادته بافتتاح المعرض الفني الذي يضم اللوحات الفنية المتميزة التي شارك بها الطلاب في المسابقة الفنية للرسم عن مخاطر الهجرة غير الشرعية، والتي أقيمت في إطار التعاون المثمر مع اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية.
وأضاف أن قضية الهجرة غير الشرعية تحتل مكانًا بارزًا في العلاقة بين البلدان لارتباطها بالعديد من الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية، كما أنها من أخطر القضايا الاجتماعية التي لا تزال تؤرق المجتمع الدولي، وإحدى التحديات الكبرى التي تواجه فرص التنمية المستدامة، كما لم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على الشباب الذكور فقط، بل ارتفع خطها البياني لتشمل فئتي الإناث والأطفال.
وقال الوزير إننا لا نستطيع تنمية وجدان الطلاب بصورة نظرية ولكن من خلال من عدة مداخل ومنها المدخل الفني الذى يعد مدخلًا له تأثير عميق.
* التسرب من التعليم من أهم عوامل الهجرة غير الشرعية
وأوضح الوزير أن تناول تلك القضية بشكل يتسم بالمنهجية العلمية يجب التعامل معها في ضوء ارتباطها بمشكلات الفقر وارتفاع نسب البطالة والأمية والتسرب من التعليم وظاهرة عمالة الأطفال والأطفال بلا مأوى، ومن أهم التداعيات الخطيرة المترتبة على الهجرة غير الشرعية مسألة إدماج المهاجرين والصعوبات التي تواجههم في التكيف مع مجتمعهم الجديد.
وأشار إلى أن مصر كانت دومًا من الدول السباقة في التفاعل مع المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تعمل للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية على المستويين التشريعي والتنفيذي، حيث قامت مصر بإصدار القانون رقم 82 لسنة 2016 تنفيذًا لالتزامها بالانضمام لبروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين، وأنشأت اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، كواحدة من الآليات العامة للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية وقد كان لهذه اللجنة أثرها الفعال؛ حيث أطلقت عام 2016 استراتيجية تتضمن عددًا من المحاور المؤثرة.
وأكد الوزير ضرورة وضع حل جذري للتسرب من التعليم وتعليم الكبار حيث إنها من أهم عوامل الهجرة غير الشرعية.
وتابع حجازي، أنه اتساقًا مع جهود الدولة المصرية لمواجهة الهجرة غير الشرعية، على جميع المستويات الأمنية والقانونية والاجتماعية والدبلوماسية، تعمل الوزارة على مباشرة دورها التربوي من خلال عدد من المحاور التربوية والتعليمية تشمل منظومة المناهج التعليمية الجديدة التي تعتمد على بناء شخصية الطالب بناء متوازنًا ومتكاملًا عن طريق إكساب الطفل ما يحتاجه من معارف بطريقة تكاملية، والاعتماد على عدد من المداخل التربوية لتمكين الطفل من التعرف على ذاته وبيئته المحلية والإقليمية والدولية، وتساعده على فهم العالم من حوله، وطرق وأساليب التعامل الأمثل مع عالمه وذلك من خلال تمكينه من مهارات القرن الحادي والعشرين المدعومة بمنظومة القيم التي تهذب وتقوم سلوكه الإنساني.
وأوضح أن الوزارة اهتمت بتطوير التعليم الفني بصورة كبيرة من خلال إدخال أنماط التعليم الفني والتكنولوجي المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بسوق العمل المحلي والعالمي، وهو ما يوفر للشباب فرص عمل جيدة تعيد تفكيرهم عن الاتجاه للهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى أن هناك بعض الدول قدمت طلبات رسمية واضحة للاستعانة بطلابنا من التعليم الفني نظرًا للمهارات التي يتميزون بها.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة دمجت هذه القضية في وثيقة منهجية للأنشطة والممارسات التي تهدف إلى مناهضة الهجرة غير الشرعية، وتفتح الآفاق نحو الهجرة الآمنة من خلال تجارب كفاح شخصيات استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة في الخارج، قائلًا: "نحن اليوم نشهد سويًا ترجمة حقيقية لتوظيف التعبير الفني للطلاب لقضية يصعب التعبير عنها من خلال اللوحات الفنية، إلا أن هؤلاء الطلاب قد تشبع وجدانهم بخطورة القضية وتنبهت عقولهم لمدي الأهوال التي تكتنف طريق الهجرة غير الشرعية، فالقضية خطيرة بحق، وتتطلب تضافر جهودنا جميعًا مؤسسات وطنية ودولية لإرساء الأمن والاستقرار والرخاء في سائر المجتمعات".
وأكدت السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، أن الرسالة الأولى للمعرض هي المنتج الفني للتلاميذ في المحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، وقد رأينا أن نستثمر في إمكانيات أولادنا الصغار وطاقتهم الفنية.
وأشارت إلى أن المنتجات تعبر عن الشباب المصري الواعي لأبعاد القضية وخطورتها والوعي بالبدائل المتاحة التي يمكن أن يلجأ إليها بديلا عن الهجرة غير الشرعية.