مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: لا بد من إنهاء العدوان الإجرامي على غزة بشكل حاسم وفورا
طالب المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، بإنهاء العدوان الإسرائيلي الإجرامي على الشعب الفلسطيني بشكل حاسم وفورا.
وشدد منصور في كلمته أمام مجلس الأمن، اليوم الأربعاء، على ضرورة العمل جميعا لايقاف هذا الجنون من أجل ضمان منع استئناف هذا العدوان، لأنه السبيل الوحيد لحماية المدنيين.
وأعرب عن شكر مالطا والأمم المتحدة على جهودهما من أجل وضع القرار الذي اعتمده هذا المجلس منذ ايام واسمح لي أن أشكر كذلك مقدم الاحاطة وان اشكر من خلالهن الامم المتحدة ككل على اعبئتها في مواجهتها هذه الأزمة الخطيرة وأعرب عن امتناني كذلك لكل الابطال في الميدان اللذين خاطروا بكل شيء حتى حياتهم من اجل تقديم المساعدات لمجتمعاتهم بما في ذلك الاطباء والعاملون الإنسانيون والصحيون وفرق الانقاذ والصحفيون اللذين خاطروا بحياتهم للابلاغ عن هذه الماساة الانسانية الكارثية.
واستعرض منصور أمام المجلس، مشاهد لا يمكن نسيانها في غزة، "الأب الذي حمل طفله المصاب ولم يستطع أن يجد مستشفى لإنقاذه حتى مات بين ذراعيه ولم يستطع دفنه فحمله ويحمل هذا الحب الضخم الذي تحول إلى أسى وحزن فحمل ابنه أميالا بلا وجهة، أريد منكم تذكر فتاة تهدء أخاها الصغير بكلمات لا ينبغي لأي طفل أن يتلفظ بها أبدا، وذلك بعد أن ودع كل منهما أخاهم الذي استشهد في المستشفى، كما أريد منكم تذكر طفل صغير يرجف في المستشفى وطفل آخر بجروح كبيرة، كما أريد منكم تذكر الخدج الذين أخرجوا من حضاناتهم يلتقطون أنفاسهم من رئتهم غير المكتملة ويموتون، تذكروا هذه الصور قبل أن نصبح بعد أيام قليلة نبحث في وقف استئناف هذا العدوان المرعب".
وأشار منصور إلى أنه في الأيام المقبلة القليلة سيتمكن أفراد الأسر أن يعانقوا بعضهم، وأن يبداوا تضميد الجروح الممكن تضميدها، لا يمكن أن تكون هذه مجرد هدنة قبل عودة المجازر مرة أخرى.
وتطرق إلى أن المجلس كان قد أصدر قرارا واضحا بشأن المهام الضخمة المطلوبة خلال هذه الهدنة وهي تمكين وصول المساعدات بسرعة وأمان ودون معوقات، وتيسير المساعدات في كل أنحاء قطاع غزة، وانقاذ آلاف العالقين تحت الأنقاض واستعادتهم، وينبغي أن يتم هذا فورا، ورفض التهجير القسري للمدنيين وهو انتهاك خطير للقانون الدولي.
ولفت منصور إلى أن أهداف إسرائيل وخططها الحقيقة التهجير القسري للفلسطينين، هذه نوايا بدأت بتلميحات ثم أصبحت صريحة في مقابلات وفي مذكرات ومقالات صحفية كتبها كبار مسؤوليهم، تتحدث عن إعادة التوطين الطوعي وهذا هو الاسم المشفر للتهجير القسري، أما الطوعي في القصف وفي الحصار والقتل والتشويه والاعتقال والاهانة، كما حرمت إسرائيل 2,3 مليون شخص من سبل العيش والبقاء على قيد الحياة، ثم أخبرتهم أن لديهم خيار "ارحلو عن هذه الأرض أو ارحلوا عن هذا الكوكب هذا هو الاختيار المتاح".
وقال إن شعبنا الفلسطيني سيبقى على أرضه بحرية وكرامة، ولن يقبل أبدا بتاتهجير، ينبغي للنكبة أن تنتهي، مشددا على أن اليأس والدمار لن يعطيا إسرائيل الأمن أبدا، وسلب الأراض والتشريد وحرمان الفلسطينين من الحقوق لن يحقق ذلك لإسرائيل أبدا.
وأضاف أن إسرائيل لم تستطع خلال عدوانها وجرائمها في قطاع غزة، إنكار نيتها تدمير الدولة الفلسطينية وطموحاتها المشروعة، عبر فرض الحصار على شعبنا والدعوة إلى قتلهم، والقصف العشوائي والواسع النطاق، واستخدام القوة الوحشية بأيدي جنود الاحتلال والمستعمرين.
وأوضح أن هذه الفظائع لم تكن ممكنة إلا بسبب الافلات من العقاب المنهجي، لافتا إلى أن إسرائيل لا تواجه خطرا وجوديا وإنما فلسطين تواجه ذلك، إسرائيل لا تدمر وإنما فلسطين تدمر، نحن في هذا اليوم لم تتوقف القنابل يوما واحدا.
وتطرق منصور إلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائلي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي، حيث عرض رؤيته لشرق أوسط جديد لا يحمل دولة فلسطين على الخريطة، هذه هي الخريطة التي حملها نتنياهو هنا في الأمم المتحدة تمحو دولة فلسطين وشعبها، وتبقي إسرائيل من النهر إلى البحر كما جاء في خطاب نتنياهو ووزرائه.
وأضاف: نحن موجودون منذ بداية التاريخ والزمن، وسنبقى موجودون كشعب فلسطيني في وطنه دولة فلسطين، وما ترونه اليوم في الضفة الغربية وغزة مه وهو إلى محاولة من نتنياهو لجعل هذه الخريطة واقعا، لكن ينبغي وقف نتنياهو، وآن الأوان لنرسم طريقا مختلفا حيث الشعب الفلسطيني لا يحرم من حقوقه الوطنية في تقرير المصير وإقامة الدولة، وحق عودة اللاجئين.
وشدد منصور على أن الفظائع التي شهدنها في الأسابيع الاخيرة ينبغي أن تقودنا إلى استنتاج واحد، لا يوجد حل عسكري وما من حل غير الحل السياسي، وما من سلام ممكن في الشرق الأوسط دون تسوية قضية فلسطين بدون التوصل إلى حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
واستعرض قصة ديما الحاج (29 عاما)، كانت جزءا من فريق الصحة النفسية التابع لمنظمة الصحة العالمية، وقالت منذ أشهر أنها تفتخر بعملها لأنها ساهمت في إعطاء الناس الأمل وفرصة جديدة في الحياة، وقتلت مع زوجها وولديها و50 فرد من أسرتها.
وتابع منصور: أمامنا عدة أيام لحشد الهمم لوقف الحرب ضد الشعب الفلسطيني، وأمامنا نافذة ضيقة لتعزيز السلام لا يمكن أن نبعتد عنها.