203 هجمات على المستشفيات.. الصحة العالمية تطالب إسرائيل بحماية المدنيين في غزة
قال الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد مكان آمن في غزة، ويساور منظمة الصحة العالمية قلق بالغ إزاء استئناف الأعمال العدائية، بما في ذلك القصف العنيف في غزة.
وأضاف المنظري، خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم، أن المنظمة تكرر مناشدتها لإسرائيل أن تتخذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، وفقا لقوانين الحرب، وقد رأينا ما حدث في شمال غزة، ولا يمكن أن يكون هذا مخططا للجنوب، ولا يمكن لغزة تحمل فقدان مستشفى آخر لأن الاحتياجات الصحية في ارتفاع مستمر.
وأشار المنظري إلى أنه ومع تلقي المزيد من المدنيين في جنوب غزة أوامر بالإجلاء الفوري وإجبارهم على الانتقال، يتركز المزيد من الناس في مناطق أصغر حجما، في حين أن المستشفيات المتبقية في تلك المناطق تعمل بدون ما يكفي من الوقود أو الأدوية أو الأغذية أو المياه أو حماية العاملين الصحيين.
ولفت المنظري إلى أن المنظمة والشركاء الآخرين أصبحت أقل قدرة على تقديم الدعم نظرا لتضاؤل فرص الحصول على إمداداتنا أو أي ضمان بتوفر الأمن عند نقل الإمدادات أو الموظفين.
وقال المنظري إنه جرى الاتصال بالمنظمة صباح اليوم وإخطارها بإخراج أكبر قدر ممكن من الإمدادات الطبية من مستودعنا لأنه يقع في منطقة صدر أمر بإخلائها، ويمكن أن يصبح الوصول إلى المستودع مشكلة خلال الأيام القادمة بسبب العمليات البرية.
وأضاف المنظري أنه ومن المرجح أن يؤدي تكثيف العمليات العسكرية البرية في جنوب غزة، لا سيما في خان يونس، إلى تعذر حصول آلاف الأشخاص على الرعاية الصحية - وخصوصا تعذر الوصول إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي، وهما المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة - مع تزايد عدد الجرحى والمرضى، وأن نقص فرص الوصول سيحد من قدرة المنظمة على تقديم المساعدات إلى هذه المستشفيات.
وقال المنظري إن التقديرات تشير إلى أن نحو 1.9 مليون شخص، أي ما يقرب من 80% من سكان غزة، قد نزحوا داخليا، وتغطي أوامر الإجلاء الأخيرة 20 في المائة من خان يونس الذي كان يأوي ما يقرب من 117 الف شخص ، وكذلك المناطق الواقعة شرق خان يونس التي كانت تأوي 352 الف شخصا قبل الأعمال العدائية. وفي أقل من 60 يوما، انخفض عدد المستشفيات العاملة من 36 إلى 18 مستشفى. ومن بين هذه المستشفيات، يقتصر عمل ثلاثة منها على تقديم الإسعافات الأولية الأساسية، في حين لا تقدم المستشفيات المتبقية سوى خدمات جزئية.
ولفت المنظري إلى أن المستشفيات لم تعد قادرة على خدمات المرضي التي تفوق قدراتها الاستيعابية المقررة بكثير، إذ تتولى بعض المستشفيات معالجة عدد يتراوح بين ضعف إلى ثلاثة أمثال عدد المرضى الذي صممت تلك المستشفيات لاستيعابه، والمستشفيات الاثنا عشر التي لا تزال تعمل في الجنوب هي العمود الفقري للنظام الصحي الآن.
وأشار المنظري إلى أنه وفي زيارة أخيرة لمجمع ناصر الطبي في خان يونس، وصف فريق منظمة الصحة العالمية الوضع داخل المجمع بأنه كارثي، حيث اكتظت المباني والمستشفيات اكتظاظًا شديدا بالمرضى والنازحين الباحثين عن مأوى، فجناح الطوارئ مزدحم بالمرضى. وهناك نقص في العاملين الصحيين مقارنة بالاحتياجات الهائلة.
وتابع أن العاملين الصحيين الموجودين لا زالوا يعملون بلا توقف وأصبحوا منهكين، ويتلقى العديد من المرضى العلاج على أرضيات المجمع الطبي، ولم يعد عدد الأسرّة كافيا، كما أن المرضى والأسر التي تتخذ من المستشفى ملجأ يحتمون به خائفون على أمنهم.
وذكر المنظري إلى أن أنظمة ترصد الأمراض قد تعطلت، لكن ترصد المتلازمات يشير إلى زيادة في الأمراض المعدية، ومنها التهابات الجهاز التنفسي الحادة، والجرب، واليرقان، والإسهال، والإسهال الدموي.
وتابع أن الملاجئ في الجنوب تبلغ عن حالات الإصابة بمتلازمة اليرقان الحاد، وهي إشارة مثيرة للقلق تدل على الإصابة بالتهاب الكبد.
وقال المنظري إنه وفي الفترة من 7 أكتوبر إلى 28 نوفمبر، سجلت منظمة الصحة العالمية عددا غير مسبوق من الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، وقد تمثل ذلك في 203 هجمات على المستشفيات وسيارات الإسعاف والإمدادات الطبية، واحتجاز العاملين في مجال الرعاية الصحية. وهذا أمر غير مقبول، وهناك وسائل لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وينبغي استخدامها، وأن الحل العملي الوحيد هو وقف إطلاق النار بشكلٍ دائم.