الزمان
خبير طاقة: الحكومة الجديدة قادرة على حل أزمة الكهرباء في وقت قياسي المسجد النبوي يستقبل أكثر من مليون و300 ألف حاج منذ بدء الموسم القوات المسلحة تهنئ الرئيس السيسي بمناسبة العام الهجري الجديد مصر تبحث مع البنك الدولي دعم المرحلة الثانية لمشروع التأمين الصحي الشامل رئيس الوزراء: تكليفات من الرئيس السيسي بالتواصل مع المواطنين لحل مشاكلهم الرئيس السيسي يهنئ الجاليات المصرية المسلمة بالخارج بحلول العام الهجري الجديد «الإسكان» تعلن حصر الأراضي «الخالية» في المدن الجديدة وطرحها للمواطنين خريطة افتتاحات المساجد في الجمعة الأولى من العام المالي الجديد فى أول لقاء لمحافظ الجيزة مع رؤساء الأحياء والمدن: مصلحة المواطن أولى اهتماماتي انتخابات بريطانيا.. رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس تخسر أمام مرشح العمال تعرف على موضوع خطبة الجمعة اليوم وزير المالية: نستهدف خلق مساحات مالية أكبر للتخفيف عن المواطنين خلال المرحلة المقبلة
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

تصاعد وتيرة الاعتراف الدولى بدولة فلسطين على حدود 67

كتب: محمد عبدالمنصف

أحيا اعتراف ثلاثة دول أوروبية بالدول الفلسطينية المستقلة هذا الأسبوع على حدود عام 67، هى النرويج وأيرلندا وإسبانيا ومن المتوقع أن يلحق بهم دولا أخرى، الأمل لدى الشعب الفلسطينى ومقاومته الباسلة فى استعادة حقهم المسلوب، فى سابقة جديدة على دول الاتحاد الأوروبى باعتبارها المرة الأولى التى تعترف فيها 3 دول أوروبية، بحق الشعب الفسطينى فى إقامة دولته المستقلة منذ اعتراف السويد بها عام 2014.

المعروف أن هناك 145 دولة من أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين منذ إعلان الرئيس الفلسطينى الراحل ياسرعرفات عن قيامها فى الجزائر يوم 15 نوفمبرعام 1988، وإن ظلت كلا من الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبى، واليابان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا رافضون الاعتراف بها بل واستخدمت أمريكا حق الفيتو ضد الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الماضى لمنع استقلالها.

جاء الاعتراف ليؤكد أن دماء الفلسطينيين التى أريقت بالآف منذ انطلاق انتفاضة الأقضى يوم 7 أكتوبر 2023، لم تذهب هدر، بل كانت ثمنا لاستعادة الشعب الفلسطينى الذى عانى من الاضطهاد، طوال أكثر من 75 عاما منذ نكبة إعلان قيام إسرائيل يوم 15 مايو 1948، وتحظى فلسطين حاليا بصفة مراقب فى الأمم المتحدة يحق لها الانضمام لكافة المنظمات التابعة لها، ولهذا تمكنت من الانضمام لعضوية محكمة العدل الدولية.

وقال الدكتور أحمد يوسف أحمد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هناك تحولا ملموسا فى موقف غالبية دول العالم من الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، لافتا إلى صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية، لأول مرة فى التاريخ باعتقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتياهو ووزير دفاعه ياؤل جالانت لإتهامهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

أوضح لـ"الزمان" أن مصر لعبت دورا رئيسيا فى تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، منذ انسحاب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005، لامتلاكها علاقات جيدة بالطرفين تمكنها من القيام بدور الوسيط، وسبق أن وجه لها الرئيس الأمريكى الحالى جون بايدن الشكر على جهودها فى وقف إطلاق النار بين الجانبين.

أضاف الخبير السياسى أن إسرائيل وجهت ضربة لمصر بادعائها أنها غيرت فى صيغة الاتفاقية، بالرغم من تواجد وليم بيرى مدير المخابرات المركزية فى المحادثات حتى نهايتها ولا يعقل أن يغيب عنه مثل هذا التعديل، غير أنه من الواضح أن حركة المقامة حماس قد فاجات الجانب الإسرائيلى بالموافقة على بنود الاتفاقية فحاولت كعادتها التملص منها بهذا التبرير الذى لا يقبله عقل طفل.

وتساءل المحلل الاستراتيجى كيف يتراجع الرئيس الأمريكى جون بايدن ووزير خارجيته أنتونى بلينكن عن تصريحاتهم التى سبق وأن أطلقوها بأن حماس أمامها فرصة تاريخية عليها أن تستثمرها، فلما قبلت بالاتفاقية رفضتها إسرائيل وادعت بأن المفاوض المصرى غير جاد، وهو سلوك اعتاد اليهود اتباعه كمبرر للتنصل من أى التزام قانونى دولى، لافتا إلى استفزازها لمصر المستمر على حدودها فى رفح، وآخرها استشهاد أحد أبطال قواتنا المسلحة.

لفت الدكتور أحمد يوسف إلى استمرار قطر فى الوساطة بين الطرفين بالتنسيق مع مصر، وإن كانت كل السيناريوهات مفتوحة لمستقبل القضية الفلسطينية بداية من قبول الحكومة الإسرائيلية لاتفاق تبادل الأسرى، تحت الضغط الشعبى المستمر خاصة أن حكومة نتنياهو فشلت فى تحقيق كل وعودها، بداية من القضاء على حماس فإذا بالمقاومة صلبه على مدى 8 شهور، واستعادة الأسرى فإذا بالأهالى يستقبلون جثث أولادهم.

وقال أستاذ العلوم السياسية إن هناك احتمال إذا تمكنت المقاومة الفلسطينية من الصمود بسقوط حكومة نتنياهو، فلا يمكن لأى قوة عسكرية مهما كانت درجة وحشيتها أن تقف فى مواجهة شعب يطالب بحقه فى الحياة، ولكن يبقى الأمل على شعوب العالم الحر، فى تذكير اليهود بالخدعة التى أقاموا عليها دولتهم من أنهم تعرضوا دون غيرهم من الأقليات للاضطهاد فإذا بهم يمارسون أبشع أنواع الاضطهاد دون الالتفات لأبسط الحقوق الإنسانية التى طالما تغنوا بها.

من جانبه أوضح الدكتور إسماعيل صبرى مقلد أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، بأن المملكة العربية السعودية أوشكت على توقيع اتفاق الأمن المتبادل والاستراتيجى الشامل بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الطرفين قد توافقا على كافة أسس وركائز هذا الاتفاق الذى يصفانه بأنه سيحقق طفرة هائلة وغير مسبوقة فى تاريخ العلاقات بينهما، ولم يبقى أمامهما سوى الإعلان عنه رسميا بمراسم احتفالية فى البيت الأبيض بحضور ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان وقد تتجاوز فى إخراجها حدود ما نتصوره حاليا لها، وهو ما نتوقعه ولا نستغربه من إدارة أمريكية راحلة.

أضاف المحلل السياسى أن حكومة بايدن ستحاول استثمار الاتفاق الأمنى المصحوب بالاعتراف السعودية بإسرائيل وبدء التطبيع معها، وأعنى هنا استثماره إعلاميا لصالحها فى معركة الانتخابات الرئاسية الوشيكة المقبلة، خصوصا أن المرشح الجمهورى المحتمل لخوضها، هو الرئيس السابق دونالد ترامب، الذى لا يقل تطرفا فى تعبيره عن ميوله الصهيونية وانحيازه الأعمى لإسرائيل عن الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن.

وصف أستاذ العلوم السياسية المشهد السياسى الذى تقع إسرائيل فى بؤرته، ويحدث للمرة الأولى فى تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتى كان السباق بين مرشحيها يدور حول قضايا سياسية واستراتيجية وأمنية عالمية أخطر فى طبيعتها وأشد تأثيرا على الأمن القومى الأمريكى من هذا الذى سوف يكون مطروحا هذه المرة على قائمة اهتمامات وأولويات كل من الرئيسين الحالى والسابق.

تعجب المحلل الاستراتيجى من أن أمن إسرائيل يأتى أولا ثم يأتى أمن الولايات المتحدة الأمريكية، خلافا لما يقتضيه الترتيب المنطقى والطبيعى للأهداف والأولويات التى تتحرك بها استراتيجية القوة العظمى الأولى فى العالم، وفى المقابل فإن الثمن الذى ستدفعه السعودية مقابل حصولها على هذه الحماية الأمنية الأمريكية الشاملة لها.

هو دخولها فى نفس اللحظة فى علاقات تطبيع واعتراف دبلوماسى متبادل مع إسرائيل وإقامة سلام كامل معها، وهو ما نتوقع له أن يكون سلاما دافئا تجرى الدماء فى شرايينه، وليس سلاما باردا أو حتى ميتا كسلام "كامب دافيد"، الذى قامت قيامة العرب وقتها ضده ولم تقعد، وهو ما لن يجروؤن عليه مع السعودية بل سوف يقبلون منها ما سبق لهم أن قبلوه من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان ومن عواصم عربية أخرى تصول إسرائيل وتجول فيها حتى وإن لم تتبادل معها العلاقات الدبلوماسية رسميا.

وقال الدكتور إسماعيل إن مصر ظلت حالة خاصة لم ولن تتكرر.. فعندما تعرضت للمقاطعة ونقل مقر الجامعة العربية من أرضها إلى تونس وتم تعليق عضويتها فيها، أما الآن فإن السلام الإسرائيلى السعودى، يعنى ما هو أكبر من كامب دافيد بمراحل.. وهو ما عبر عنه الرئيس الإسرائيلى إسحق هيرتزَج منذ يومين عندما وصفه بأنه سيكون سلاما تاريخيا يغير وجه الحياة فى الشرق الأوسط.

أشار الخبير السياسى إلى أن كل ما يثار إعلاميا حول ربط موافقة السعودية على الاتفاق الأمنى الجديد بوقف الحرب فى غزة وإيجاد مسار محدد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، هو أمر بعيد عن الحقيقة لأن هذا الشرط يقع خارج ما يمكن لإسرائيل أن تقبل به أو أن توافق عليه، لأن هذا الشرط قد لا يتحقق أبدا فى المستقبل المنظور.

توقع المحلل الاستراتيجى أن يتم التعامل مع الأمرين بصورة منفصلة عن بعض، مثلما فعلت من قبل الإمارات وغيرها ممن لم يربطوا تطبيعهم وسلامهم الجديد مع إسرائيل بحل القضية الفلسطينية.. بل اعتبروها مسألة سيادية بحتة تحكمها اعتبارات المصالح الوطنية والأمن القومى للدولة.. وأن الدولة التى تذهب إلى هذا المسار أو غيره من المسارات هى وحدها صاحبة القرار الأول والأخير فيه وغيرها غير معنى بإملاء ما يجب أن تفعله أو لا تفعله.

أكد الدكتور إسماعيل أن شيئا من هذا لم يتحدث به العرب فى الحالة المصرية بل قالوا فى وصفها ما قالوه.. لذلك لن نفاجأ بالإعلان عن الاتفاق الأمنى السعودى الإسرائيلى قريبا، غير معلق بأى شروط.. والمبررات جاهزة، للتبرير والآلة الاعلامية الأمريكية الإسرائيلية سوف تبرزه فى أكثر صوره جذابة جميلة.. وسوف يفرض الأمر الواقع الجديد نفسه.. وليكن بعده ما يكون.. ليظل الفلسطينيون يقاتلون وحدهم دفاعا عن حقهم فى الحياة حتى تحقيق النصر أو الشهادة.

click here click here click here nawy nawy nawy