ملايين الناخبين يواصلون الإدلاء بأصواتهم في انتخابات البرلمان الأوروبي
يتوجه ملايين الناخبين في إيطاليا ولاتفيا ومالطا وسلوفاكيا غدا السبت، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في اليوم الثالث لانتخابات البرلمان الأوروبي على كمستوى القارة ، حيث يصوت الإيطاليون على مدار يومين.
وفي بقية دول الاتحاد الأوروبي ، ستجرى الانتخابات بعد غد الأحد 9 يونيو.
وبمجرد فرز الأصوات وانتخاب السياسيين لمقاعدهم في البرلمان الأوروبي، ستتشكل الأحزاب السياسية في مجموعات أوروبية مختلفة.
وكان حزب الشعب الأوروبي، الذي يمثل تيار يمين الوسط، هو أكبر مجموعة على مدى السنوات الـ25 الماضية، رغم عدم حصول أي مجموعة على أغلبية برلمانية.
وبمجرد ظهور النتائج، وبدء تشكيل البرلمان الجديد في صورته النهائية، سيجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة غير رسمية لبدء عملية اختيار رئيس المفوضية الجديد، وهو أقوى منصب تنفيذي في التكتل.
وتسعى الرئيسة الحالية أورسولا فون دير لاين للفوز بولاية ثانية.
ولتحقيق النجاح، تحتاج السياسية الألمانية المحافظة أولا إلى دعم أغلبية مؤهلة من قادة الاتحاد الأوروبي.
وبعد ذلك، يجب أن يوافق البرلمان الأوروبي على ترشيحها بأغلبية الأصوات.
وفي عام 2019، تمت الموافقة على فون دير لاين بهامش تسعة أصوات فقط.
ومع النمو المتوقع للأحزاب اليمينية المتطرفة في البرلمان، قد تواجه فون دير لاين تحديا أصعب هذه المرة في البقاء في منصبها.
وكانت مراكز الإقتراع في أيرلندا وجمهورية التشيك قد فتحت أبوابها اليوم الجمعة لليوم الثاني من التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبي في أنحاء القارة، والتي تتيح لنحو 360 مليون شخص الإدلاء باصواتهم على مدار أربعة أيام.
ففي أيرلندا، يريد حزب المعارضة الرئيسي شين فين استغلال الانتخابات لحشد الدعم قبل الانتخابات الوطنية المتوقع عقدها العام المقبل.
ونشرت رئيسة الحزب ماري لو ماكدونالد عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس" خلال الحملة " صوتوا لصالح شين فين يوم الجمعة كخطوة أولى نحو تغيير الحكومة".
وبهدف الاستفادة من عدم الرضا العام عن الخدمات العامة ونقص المساكن ، قالت لو ماكدونالد "حان الوقت لأشخاص جدد بحلول جديدة وأفكار جديدة على المستوى الحكومي المحلي والمستوى الأوروبي. التغيير يبدأ من هنا".
يشار إلى أن إيرلندا لديها 14 مقعدا في انتخابات البرلمان الأوروبي، والتي تجرى في نفس وقت انتخابات المناصب المحلية.
وتسبب القلق العام بشأن زيادة أعداد طالبي اللجوء في إيرلندا إلى ظهور عدد كبير من المرشحين المستقلين، الذين وعدوا بسياسات هجرة أكثر صرامة.
وتجري جمهورية التشيك انتخابات على 21 مقعدا يومي الجمعة والسبت.
وحصل حزب "انو" المعارض على 1ر23 %، متقدما بفارق ضئيل على أحزاب الائتلاف الحكومي، وقد يفوز بما يصل إلى 6 مقاعد، وفقا لوكالة "ستيم" التشيكية لاستطلاعات الرأي.
ومع ذلك، قال مارتن كراتوشفيل، محلل "ستيم" إن "حركة أنو تقترب بشكل من الأشكال لتحقيق المكاسب التي اعتدنا عليها"، وعزا ذلك إلى نسبة المشاركة المنخفضة للمواطنين التشيك في انتخابات البرلمان الأوروبي بشكل معتاد - ولاسيما بين المعارضة الأكثر تشككا في أوروبا.
وكانت هولندا أول دولة تصوت أمس الخميس، مع تسليط الضوء على حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة خيرت فيلدرز، بهدف الاستفادة من زيادة الدعم.
وفي حين حقق حزب فيلدرز مكاسب قوية وكان في طريقه للحصول على سبعة مقاعد من أصل 31 مقعدا هولنديا في البرلمان الأوروبي، ارتفاعا من مقعد واحد فقط في البرلمان الأخير، فقد تغلب عليه تحالف سياسي هولندي من يسار الوسط يبدو أنه سيحصل على ثمانية مقاعد، وفقا لاستطلاع للرأي أجري مساء أمس الخميس.
وبعد الخروج من جائحة "كوفيد 19" مع ضعف النمو الاقتصادي ، والصدمة من الحرب في أوكرانيا ، والكفاح من أجل التعامل مع الهجرة المتزايدة ومحاولة مواجهة المخاطر التي يشكلها تغير المناخ ، فإن هذه الانتخابات مليئة بعدم اليقين بشأن الطريق إلى الأمام، ناهيك عن حقيقة أنها أول انتخابات منذ أن أصبحت المملكة المتحدة الدولة الوحيدة التي تغادر الاتحاد الأوروبي رسميا في عام 2020.
وإذا كانت توقعات المحللين صحيحة، فإن أداء الأحزاب اليمينية المتطرفة هذه المرة أفضل من أي وقت مضى، مما قد يؤثر على كل شيء من سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة والمناخ، إلى اختيار رئيس المفوضية الأوروبية المقبل.