رئيس هيئة المحطات النووية يكشف خطة زيادة وحدات الضبعة لـ12 مفاعل نووى
إيمان محمد
تستكمل هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، جدولها الزمنى فى بناء محطة الضبعة النووية، حيث تستهدف خلال المرحلة المقبلة وضع خطة محكمة لإنشاء مفاعلين صغيرين لتصبح إجمالى القدرات المنتجة من محطة الضبعة 14 ألف ميجا وات، ولكن هذه اﻻقتراحات ما زالت قيد الدراسة حتى الآن.
من ناحيته، أكد الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، أن الهيئة تدرس فى الوقت الحالى خطة جديدة لزيادة المفاعلات بمنطقة الضبعة إلى 10 مفاعلات بدلًا من 8 مفاعلات كما كان مخطط بالإضافة إلى دراسة إنشاء اثنين من المفاعلات النووية الصغيرة التى تتراوح قدرتها ما بين 150 إلى 300 ميجا وات وتتميز بقصر مدة إنشائها نسبياً مقارنة بالمفاعل الكبير، لتصبح إجمالى القدرات المنتجة من محطة الضبعة 14 ألف ميجاوات، ولكن هذه اﻻقتراحات ما زالت قيد الدراسة حتى الآن.
وأشار إلى أن مشروع المحطة النووية بالضبعة مر حتى الآن بمرحلة الإنشاءات الكبرى، لافتًا إلى أن المشروع النووى حسب الجدول الزمنى الموضوع من المفترض أن يمر بـ3 مراحل، تختص المرحلة الأولى بما قبل الإنشاء ويتم من خلالها رفع بصمة كاملة للموقع وتبادل المعلومات الخاصة بعمل تصميم مبدأى، وتنتهى بالحصول على إذن الإنشاء، ومع إذن الإنشاء يبدأ مرحلة جديدة تسمى بمرحلة الإنشاءات الكبرى وهى المرحلة الثانية التى نعمل بها الآن.
وأوضح الوكيل أنه بانتهاء الهيئة من تركيب الوحدة الأخيرة بالمشروع، فقد دخلت جميع الوحدات بالضبعة الآن إلى مرحلة الإنشاءات الكبرى، ومن المقرر استكمالها وفقًا للجدول الزمنى الموضوع بجانب الانتهاء من التفاصيل النهائية لمشروع ميناء الضبعة الذى يضم رصيف بحرى خاص منشأ لاستقبال المعدات طويلة الأجل الخاصة بالمشروع النووى.
وأضاف أنه تم إنشاء هذا الرصيف ليكون أسهل الحلول لنقل معدات المحطة بأمان خاصة أنه كان لدينا أكثر من بديل من أجل استخدام المعدات إما أن يتم استقبال المعدات من الطرق البرية، وهذا كان سيكون أمر بالغ الصعوبة، بالتالى تم اختيار البديل الأمثل وهو إنشاء رصيف بحرى لاستقبال المعدات خلال مرحلة الإنشاء والصيانة.
وأفاد رئيس هيئة المحطات النووية بأنه كان هناك تحد كبير فى الانتهاء من إنشاء الرصيف بتوقيت محدد وزمنى لاستقبال المعدات، وتم بالفعل استقبال أول معدة فى 20 مارس من عام 2022، إذ تم استقبال أول معدة طويلة الأجل، وكانت احتفالية كبيرة جدا.
وأشار إلى أن محطة الضبعة النووية تتميز بالعديد من الفوائد الهامة لعل أبرزها؛ أنها تنتج كهرباء يمكن نقلها إلى أى مكان لأى أماكن تعانى من شح المياه، حيث يمكن نقل الكهرباء بسهولة، وبالتالى يمكن استخدام الكهرباء فى عملية معالجة مياه البحر والحصول على مياه صالحة للشرب، كما أن تلك المحطة النووية تخلق شراكة استراتيجية تستمر لـ60 قرنا من الزمان، وهذا يقوى العلاقات بين الدول، خاصة أن روسيا تكون حريصة على عمل علاقات إستراتيجية ووطيدة مع مصر.
كما أكد أن المحطة مزودة بكل وسائل الأمان، ووسائل الأمان التى لا تعتمد على وجود طاقة كهربائية، وتعتمد على الظواهر الطبيعية، لافتا إلى المحطة النووية بالضبعة ومفاعلاتها تتحمل اصطدام طائرة صغيرة يصل وزنها إلى 400 طن تسير بسرعة 150 متر على الثانية، وتتحمل تسونامى حتى 14 مترا، وعجلة زلزالية حتى 0.3، والأعاصير.
كما أنه يتم تنفيذها بأعلى تكنولوجيا من الجيل الثالث المتطور أو المتقدم، وهذا الجيل الأعلى فى التصدير بالعالم، وغم ذلك فإن تكلفتها تعتبر أقل تكلفة مقارنة بالمصادر الأخرى سواء التقليدية أو المتجددة وتعمل على مدار 24 ساعة دون توقف وبكفاءة إنتاج تتجاوز الـ100%، ومن المتوقع أن يتم مضاعفة اﻻعتماد على الطاقة النووية 3 أضعاف الحالية قبل عام 2050.
وذكر الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، أيضًا أن الاعتماد على الطاقة النووية أصبح أمرا لا غنى عنه فى جميع دول العالم خاصة، وأن العالم يواجه التغيرات المناخية وأزمة كبير فى توفير الوقود، وخاصة أنها تعتبر طاقة نظيفة صفر انبعاثات من ثانى أكسيد الكربون.
وتجدر الإشارة إلى أن تكلفة مشروع الضبعة يفوق الـ28 مليار دولار، حيث تتولى روسيا تمويل حوالى 85% منها فى صورة قرض حكومى بقيمة 25 مليار دولار، وذلك وفقا لاتفاق التمويل الذى تم التوقيع عليه بين وزارتى المالية المصرية والروسية، وبذلك يتم تسديده على 22 عامًا اعتبارًا من عام 2029.