الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

مجزرة رفح تشعل غضب العالم

كتبت منى عيسوى

مع تصاعد التوترات فى غزة، وبعد الهجوم الإسرائيلى على مدينة رفح بالحدود الفلسطينية المتواصل منذ ايام، وفى اليوم الـ234 للحرب الإسرائيلية على غزة تطورت الأمور لمحرقة ومجزرة عرفت باسم مجزرة الخيام، حيث استهدف الاحتلال الإسرائيلى خيام النازحين وأحرقها، وزاد الأمر سوء بعدما وقع حادث إطلاق نار أصيب فيه جندى مصرى من حراس الحدود برصاص جيش الاحتلال، وأعلنت القوات المسلحة المصرية أنها تجرى تحقيقاً بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودى برفح مما أدى إلى استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين.

حادث لا يؤثر على اتفاقية السلام

قال اللواء سمير فرج المفكر الاسترتيجى، إن حادث الحدود الذى وقع يوم الأحد يشبه واقعة سيلمان خاطر الذى قتل 7 أفراد، والجندى محمد صلاح الذى اخترق الحدود الإسرائيلية وقتل فيه 3 جنود ثم استشهد، مشيرا إلى أنه وقع تبادل إطلاق النيران بين الجانبين المصرى والإسرائيلى، ونتج عنه استشهاد بطل مصرى عظيم.

وأضاف المفكر الاستراتيجى، أن الحادث هو حادث حدودى، لن يؤثر على سيادة مصر على الإطلاق، لأنه لم يدخل أحد الأرض المصرية نهائيا، وليس له تأثير على العلاقات بين الجانبين المصرى والإسرائيلى، كما ليس له تأثير على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

وأكد اللواء سمير فرج، أننا نعيش فى حروب الجيش الرابع والخامس وليس حروب البندقية، وهى الحرب الأخطر على الإنسان وعقول البشر، محذرا من الشائعات التى تستهدف امن واستقرار البلاد.

نتفادى الأخبار المغلوطة

حول الحادث نصح اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، بأهمية استقاء الحقائق والأخبار من المصادر الرسمية فى الدولة المصرية، والابتعاد عن الشائعات والأخبار المغلوطة التى بتنتشر عبر السوشيال ميديا.

وأوضح رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن منطقة جباليا فى غزة شهدت مفاجئة كاملة من المقاومة الفلسطينية التى قتلت وأسرت عددا من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى، خاصة بعد إطلاق صواريخ بعيدة المدى من رفح الفلسطينية، وضربت أهدافا بعيدة فى تل أبيب بمنتهى الدقة.

وأشار اللواء نصر سالم، إلى أن رد الفعل الإسرائيلى على استهداف تل ابيب، نتج عنه استهداف جباليا هو قصف خيم النازحين المدنيين فى رفح.

وقال إن الجيش الإسرائيلى يعتبر نفسه الجيش الذى لا يقهر، رغم أنه حتى لم يحقق أى هدف من أهدافه العسكرية التى حددها، لأنه يستخدم أسلحة نائية وغير حديثة الصنع.

ولفت سالم، إلى أن الاحتلال أثناء حرق مخيم النازحين فى منطقة رفح الفلسطينية ضد مدنيين عزل من الأطفال والشيوخ وكبار السن والنساء، فوجئ بعناصر تهاجمه.

وأكد أن ما تقوم به إسرائيل داخل قطاع غزة هو إرادة أمريكية 100%، والولايات المتحدة هى المستفيد الأكبر مما تقوم به إسرائيل داخل المنطقة العربية، وإسرائيل ستظل دائما لا ملجأ لها إلا الولايات المتحدة.

وأوضح، أن الهجوم العسكرى الذى شنته إسرائيل على رفح بجنوب قطاع غزة، عقد جهود الوساطة الجارية، كما يعيق الوصول لاتفاق لوقف فورى ودائم لإطلاق النار فى قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.

الأزهر يستنكر الهجوم الوحشى على مخيم اللاجئين

استنكر الأزهر الشريف وأدان بشدة الهجوم الوحشى للاحتلال الإسرائيلى على مخيَّم اللاجئين بمدينة رفح، الذى استهدف النازحين الأبرياء فى خيامهم وفى المناطق التى خدع أهل غزة وزعم لهم أنها مناطق آمنة، وقال الأزهر إن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب جريمته الشنعاء على مرأى ومسمعٍ من العالم أجمع، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من الرجال والنساء والأطفال.

وطالب الأزهر المجتمع الدولى باتخاذ موقف حاسم وعاجل من أجل تنفيذ القرارات والأحكام التى أصدرتها محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال وقياداته، وفى مقدمتها الوقف الفورى للعدوان الإرهابى على رفح، وفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانيَّة والإغاثية لقطاع غزة، ووقف آلة القتل الغاشمة.

ووجه الأزهر تحيته وتقديره لمقاومة الشعب الفلسطينى الشجاع، الذى أثبت للعالم كله بسالته فى الدفاع عن أرضه وتشبثه بها، وتمسك هذا الشعب بالحياة على تراب وطنه ورفض كل محاولات المحتل للتهجير القسرى، رغم ما يواجهونه من إبادة جماعية لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلًا، وتتنافى مع كل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.

كما جدد تحيته للشعوب الحرة وللشباب ممَّن خرجوا بجامعات أوروبا وأمريكا وشوارعها وميادينها، للتعبير عن الرفض العالمى لهذه الفوضى التى إن تركت تسير فى هذا الاتجاه البائس، فإنها ستدفع بالعالم كله لمزيدٍ من الحروب والصراعات والكراهية، وفقدان الثقة فى المجتمع الدولى والمؤسسات الدولية.

وزارة الصحة فى غزة

وقالت وزارة الصحة فى غزة، إن حوالى نصف الشهداء هم من النساء والأطفال وكبار السن، وتجول أطفال حفاة حول الحطام الذى يتصاعد منه الدخان مع استمرار عمليات البحث عن الشهداء واستعداد العائلات الحزينة لدفن أحبائها.

وأضاف صحة غزة، أن المحرقة أسفر عنها استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطينى فى حصيلة غير نهائية، جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شمال غرب رفح، فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى أن طواقمها نقلت عددا كبيرا من الشهداء والإصابات عقب استهداف الاحتلال خيام النازحين برفح.

المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة

أدان المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، المجزرة التى راح ضحيتها عشرات ومئات المصابين، مؤكدا خلال مؤتمر صحفى أن المجازر المستمرة بحق المدنيين والنازحين، "تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام جريمة الإبادة الجماعية مع سبق الإصرار والترصد"، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلى يتعمد إيقاع أكبر قدر ممكن من الشهداء فى صفوف المدنيين والنازحين.

وأوضح أن هذه المجزرة تؤكد رسالة واضحة من الاحتلال الإسرائيلى ومن الإدارة الأمريكية موجهة إلى المحكمة الجنائية الدولية وإلى كل المحاكم الدولية وإلى المجتمع الدولى وإلى كل الإنسانية، مفادها بأن المحرقة ضد المدنيين مستمرة وأن المجازر ضد النازحين والأطفال متواصلة، وأن كسر القانون الدولى لن يتوقف.

وحمل المكتب الإعلامى فى غزة، المحتل الإسرائيلى والإدارة الأمريكية والدول المنخرطة فى جريمة الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطينى.

وأضاف، أن جيش الاحتلال قتل 72 نازحاً خلال 48 ساعة عبر قصف خيام النازحين فى مناطق زعم أنها آمنة غرب محافظة رفح.

مجزرة جديدة فى مواصى رفح

وارتكب الاحتلال مجزرة جديدة الثلاثاء، ووفقا للجنة الطوارئ فى محافظة رفح أن "الاحتلال ارتكب مجزرة حرب وإبادة جماعية جديدة استهدفت خيام النازحين فى المناطق الآمنة، فى مواصى رفح، ما أدى لاستشهاد أكثر من 20، وعشرات الجرحى أكثرهم من النساء والأطفال".

وأعلن الدفاع المدنى الفلسطينى، أن إسرائيل استهدفت المركز بـ4 قذائف مدفعية، وأظهرت مقاطع فيديو جثامين ومصابين ونساء يبكين بين الخيام فى منطقة المواصى التى يوصى الجيش الإسرائيلى جميع النازحين بالتوجه إليها بوصفها منطقة آمنة، ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى منطقة المواصى ومناطق أخرى قريبة فى خان يونس ودير البلح بعد بدأ الهجوم الإسرائيلى على رفح.

وكان مليون ونصف المليون فلسطينى يحتمون فى رفح بعدما فروا من حرب الشمال ووسط وجنوب القطاع، ونزحوا من رفح إلى المواصى ومناطق أخرى بفعل توسيع إسرائيل عمليتها.

المساعدة أصبحت مستحيلة فى غزة

أكد الأونروا أن تقديم المساعدة والحماية أصبح أمراً شبه مستحيل فى قطاع غزة، وأن نحو مليون شخص فروا من رفح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وأن ذلك حدث مع عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه وسط القصف ونقص الغذاء والماء وأكوام النفايات.

مصر تدين القصف المتعمد للخيام

أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، قصف القوات الإسرائيلية المتعمد لخيام النازحين فى مدينة رفح الفلسطينية، والذى يعد انتهاك جديد وسافر لأحكام القانون الدولى الإنسانى، وبنود اتفاقية چنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين فى وقت الحرب.

واعتبرت مصر هذا الحدث المأساوى، إمعاناً فى مواصلة استهداف المدنيين العُزّل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار فى قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة، وطالبت مصر إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفورى للعمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية.

وجددت مصر مطالبتها لمجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التدخل الفورى لضمان الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإنهاء العمليات العسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية، مشددة على حتمية اضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته القانونية والإنسانية تجاه توفر الحماية للمدنيين الفلسطينيين، ومنع تعريضهم لمخاطر تهدد حياتهم.

حماس تحمل أمريكا المسؤولية

حملت حركة حماس، الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن بشكلٍ خاص المسؤولية الكاملة عن مجزرة رفح التى راح ضحيتها عشرات النازحين الفلسطينيين بعد استهداف خيمهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى.

وقالت فى بيان: هذه المجزرة لم يكن للكيان الصهيونى أن يرتكبها لولا الدعم الأمريكى والضوء الأخضر له لاجتياح رفح، رغم اكتظاظها بالمواطنين النازحين.

وطالبت بالتطبيق الفورى والعاجل لقرارات محكمة العدل الدولية، والضغط من أجل وقف هذه المجزرة وسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.

حركة الجهاد الإسلامي

أكدت حركة الجهاد الإسلامى أن مجزرة جيش الاحتلال بحق النازحين فى مدينة رفح الفلسطينية هى جريمة تضاف إلى سلسلة جرائم حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، واستهداف مخيمات النازحين فى رفح يعكس عمق الفشل العسكرى لجيش الاحتلال فى الميدان.

وشددت الجهاد الإسلامى على أن جرائم الاحتلال المتواصلة فى القطاع، تأتى نتيجة الغطاء الأميركى ومواقف بعض الحكومات الأوروبية وعجز الأنظمة العربية، التى تشجعه على ضرب القرارات الدولية بعرض الحائط.

الحريق كان غير مقصود

زعم متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلى افيخاى ادرعى، أن عمليات جيش الاحتلال التى قام بها وتم فيها تصفية عدد من قادة حماس جاءت بعد ضربة دقيقة استهدفت مجمعاً تستخدمه حماس فى رفح، مشيرا إلى أن الغارة الجوية التى نفذها الجيش "مجزرة الخيام" استهدفوا فيها مبنى مغلقًا بعيدًا عن منطقة الخيام.

وأضاف افيخاى عبر بيانا له: ‏لا توجد خيام فى المنطقة المجاورة للمبنى الذى استهدفناه، وخلافًا للتقارير المتداولة، لقد قمنا بتنفيذ الضربة المذكورة خارج المنطقة التى تُعتبر منطقة إنسانية، التى قمنا بدعوة السكان للانتقال اليها على بعد كيلومتر واحد ونصف على الأقل من المنطقة الإنسانية فى المواصى،لقد استندت الضربة إلى معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى أن هؤلاء الإرهابيين الذين كانوا مسؤولين عن قيادة وتنفيذ اعتداءات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين كانوا يجتمعون داخل المبنى المحدد الذى استهدفناه.

وقال افيخاي: على الرغم من الجهود التى بذلناها للحد من الخسائر فى صفوف المدنيين، إلا أن الحريق الذى اندلع كان غير متوقع وغير مقصود، ولقد اتخذنا عدة خطوات قبل الغارة لتجنب وقوع إصابات فى صفوف المدنيين، وكانت هناك مراقبة جوية لمتابعة ما يجرى من الأعلى؛ تم استخدام قذائف محددة تهدف إلى الحد من الأضرار الجانبية؛ تم تأخير موعد الهجوم ليتسنى الاستمرار فى مراجعة احتمالية تواجد مدنيين فى المنطقة وغيرها من الوسائل.

وأضاف: أن حربنا هى ضد حماس، وليس ضد الشعب فى غزة ولهذا السبب، فإننا نعرب عن حزننا العميق لهذه الخسارة المأساوية فى الأرواح.

الحريق سببه شظية

علق مسؤول أميركى حول محرقة الخيام لشبكة "إيه.بى.سي" نيوز اليوم، قائلا إن الولايات المتحدة تلقت معلومات من الإسرائيليين مفادها أنهم يعتقدون أن شظية جراء الضربة التى شنها الطيران الإسرائيلى على مخيم السلام برفح جنوب غزة، الأحد، ربما أشعلت النار فى خزان وقود على بعد 100 متر فحاصرت إحدى الخيام وهو ما أدى إلى اندلاع حريق هائل خلف عشرات القتلى والمصابين.

ولفت إلى أن واشنطن ليست لديها معلومات تؤكد حدوث ذلك أو تنفيه مشيراً إلى أنها تعمل على فهم ملابسات الحريق وفى انتظار أن تجرى إسرائيل تحقيقاً وتبحث الإجراء التالى الذى ستتخذه، وفق ما ذكرته وكالة أنباء العالم العربى.

علق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، على تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى وصف فيه الضربة التى أوقعت عشرات المصابين أيضاً بأنها "حادث مؤسف مأساوي"، فى بيان " إن هذا الوصف رسالة لا تعنى شيئاً لمن قتلوا ومن ينتحبون ومن يحاولون إنقاذ الأرواح، مؤكدا أن ضربة إسرائيلية على مخيم للنازحين برفح جنوب غزة أودت بحياة 45 شخصاً هى أحدث الفظائع وربما الأشد قسوة.

الجندى المصرى شهيد الحدود

الجندى الذى استشهد يدعى عبد الله رمضان حجى من محافظة الفيوم، عمره 22 عاما، تحولت صفحته على فيسبوك إلى مراسم عزاء للجندى البطل، والتى تحوى صورة له بزيه العسكرى، ويقول إن خدمته فى شمال رفح المصرية، وكان من المتابعين بشكل مستمر لأحداث غزة عبر منشوراته، وآخرها " إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لعلى كربك يا غزة لمحزونون، يا رب هدوءاً تاماً فى غزة".

ودعه أهالى الفيوم فى جنازة مهيبة، وشارك فى تشييع جثمانه جميع سكان المحافظة.

قوات حرس الحدود

قوات حرس الحدود المصرية هى أحد الفروع الرئيسية للقوات البرية المصرية، تستخدم قوات حرس الحدود فى أعمالها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى العربات المدرعة، وتستخدم كذلك الزوارق السريعة فى مراقبة الحدود الساحلية، ودراجات نارية خاصة ومجموعات من الهجانة فى مراقبة وحماية الحدود البرية.

وتعد قوات حرس الحدود المسؤولة عن مراقبة الحدود، مكافحة المخدرات، ومنع التهريب، وتنقسم قوات حرس الحدود إلى كتائب وسرايا برية وساحلية وذلك على حسب طبيعة تواجدها.

لتأمين حدود مصر البرية والساحلية ضد أى تهديد

لسلاح حرس الحدود مهام متعددة، وتتميز القوات بالتدريب والكفاءة القتالية العالية للأفراد، والحفاظ على الوسائل التقليدية وامتلاك الأجهزة والمعدات المتقدمة لتأمين حدود مصر البرية والساحلية ضد أى تهديد أو اعتداء وأشاد بالمستوى المتميز الذى وصل إليه مجندو حرس الحدود للمرحلة التجنيدية السابقة والذين لم يمض على تجنيدهم سوى فترة بسيطة وصلوا خلالها لكفاءة بدنية وقتالية عالية.

نشأة وتطور حرس الحدود بدءا من عام 1887م تحت مسمى مصلحة خفر السواحل وصولا لتنظيمها الحالى وما شهدته من تطور فى الأسلحة والمعدات ونظم ووسائل التأمين والأجهزة ذات التقنيات الحديثة، التى زودت بها وحدات حرس الحدود والتى تمكنها من تنفيذ مهامها المكلفة بها على الوجه الأكمل لحماية حدود مصر البرية والساحلية على امتداد أكثر من عشرة آلاف كيلو متر وفقا لمنظومة متكاملة لتنفيذ مهام الاستطلاع والمراقبة والتأمين والسيطرة، وانتاج النيران بما يتناسب مع التطور فى أساليب التهريب والتسلل لتنفيذ المخططات غير الشرعية.

حماية مصر من التهديدات الحدودية

وللدور الذى تقوم به قوات حرس الحدود فى تأمين الحدود المصرية أهمية كبيرة، خاصة فى ظل التهديدات التى تواجهها مصر على الاتجاهات الإستراتيجية المختلفة، حيث تقع مصر فى الركن الشمالى الشرقى من إفريقيا وتبلغ مساحتها حوالى مليون كيلو متر مربع وتمتاز جغرافيتها بالبساطة النسبية كما يغلب عليها الطابع الصحراوى على كافة الاتجاهات الإستراتيجية (الشمالى الشرقي- الغربي- الجنوبي).

والتهديدات على الاتجاه الشمال الشرقى، على امتداد الشريط الحدودى المواجه لقطاع غزة مثل زراعات المخدرة (بانجو- خشخاش) بجنوب سيناء، فضلا عن وجود قناة السويس وهى أهم مجرى ملاحى عالمى وبها "كوبرى السلام- المعديات- نفق الشهيد أحمد حمدي" مع احتمال تعرضها لبعض العدائيات لتعطيل الملاحة. وتتلخص أهم أعمال التهريب فى تهريب (الأسلحة- الذخائر- المواد المخدرة- المواد العضوية المستخدمة فى تصنيع العبوات الناسفة) مع اقتران تنفيذ تلك الأعمال بالعنف.

أما التهديدات على "الاتجاه الغربي" فتمتد حدود الاتجاه الاستراتيجى الغربى لأكثر من (2500) كم ويعتبر هذا الاتجاه أكثر الاتجاهات الاستراتيجية عموما فى معدلات التهريب نظراً للآتى: مواجهة الاتجاه إلى أوروبا مما يسهل الوصول إليها بعبور البحر المتوسط بطرق غير شرعية، وجود هضبة السلوم وبحر الرمال الأعظم (الذى تنتشر به الكثبان الرملية) على الحدود الغربية مما يساعد على زيادة معدلات التسلل والتهريب، وامتداد منخفض القطارة (أهم وأكبر منخفض بجمهورية مصر العربية) داخل عمق الاتجاه والذى يساعد على الإخفاء "الاستتار" استعادة الكفاءة، للعناصر القائمة بالتسلل والتهريب. وتتلخص أهم أعمال التهريب والتسلل فى تهريب (الأسلحة- الذخائر البضائع غير خالصة الرسوم الجمركية الهجرة غير الشرعية).

أما التهديدات على الاتجاه الجنوبى، فتتمثل فى استنزاف الثروات القومية للدولة بانتشار أعمال التنقيب عن المعادن "الذهب" باستخدام الأجهزة والوسائل التقليدية مع العمل على تطوير تلك الوسائل باستمرار نظراً للعائد المادى الكبير، وتتلخص أهم أعمال التهريب فى تهريب "الأسلحة- الذخائر- السلع التموينية (الأرز )- الماشية والأغنام، وغيرها".

وتعتبر الجرائم الحدودية، هى الجرائم التى تقع على حدود الدولة وتختص قوات حرس الحدود بضبطها واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها تنفيذاً للمادة (25) من قانون الإجراءات الجنائية والمادة (21) من قانون الأحكام العسكرية والتى من خلالهما خولت سلطة الضبطية القضائية لضباط وضباط صف قوات حرس الحدود ويمكن تقسيم الجرائم.

وتقوم قوات حرس الحدود بالعديد من المهام، حيث تباشر القوات (بحكم تمركزها على حدود الدولة) مجموعة من المهام يمكن تقسيمها من حيث طبيعتها إلى الآتى "مهام ذات طابع عملياتى"، وتحدد واجباتها ونطاق مسئوليتها وأسلوب تنفيذها أوامر العمليات التى تصدر من القيادة العامة للقوات المسلحة.

وهناك "مهام ذات طابع قانونى"، وتحدد واجباتها ونطاق مسئوليتها وأسلوب تنفيذها القوانين والقرارات والتعليمات التى تصدر من السلطات المختصة عسكرية أو مدنية لتأمين المناطق الحدودية.

كما تتولى مهمة تنظيم المراقبة والاستطلاع والإنذار على حدود وسواحل الدولة، فضلا عن فرض سيادة وسيطرة الدولة ومقاومة ومنع التسلل البرى والبحرى لعناصر التخريب والتهريب عبر حدود وسواحل الدولة.

أبرز معارك حرس الحدود

قوات حرس الحدود اشتركت فى العديد من المعارك ونفذت الكثير من التعليمات التى حققت فيها نجاحات هائلة، تعتبر أبرزها الحرب العالمية الثانية، ففى 13 فبراير عام 1941، تمكنت فصيلة من الألاى الأول سيارات من إحباط محاولة تخريب لخط سكة حديد (مطروح / الإسكندرية) بمنطقة فوكه، وتم أسر جنود ألمان من قوات المحور، وفى 15إبريل عام 1941 قامت فصيلة حرس حدود من الآلاى الأول سيارات بتوجيه نيرانها على إحدى طائرات قوات المحور فأسقطتها وقامت بأسر طياريها بموقع الجراولة شرق مطروح.

كما تأتى معارك 1967 ضمن أبرز المعارك التى شاركت فيها قوات حرس الحدود، حيث شهدت العديد من الأعمال البطولية ومنها اكتشاف قوة الضفادع البشرية التى حاولت التسلل إلى ميناء الاسكندرية الشرقى والقبض عليهم، الإسهام فى عودة القوات المرتدة من سيناء باستخدام مراكب الصيد الآلية، اشتراك أفراد من قوات السواحل فى معركة "رأس العش"، اكتشاف المدمرة "ايلات" بمعرفة بحرية السواحل مما أدى إلى ضربها بالصواريخ وإغراقها، تأمين الممر الملاحى من المطرية إلى بورسعيد بعد قطع الطريق البرى (بورسعيد / دمياط)، المساهمة فى إنقاذ الطيارين المصريين والقبض على طيارى العدو الذين سقطوا فى مناطق اختصاص حرس الحدود.

كما كان لقوات حرس الحدود دور كبير فى حرب أكتوبر 1973، حيث قامت بالإبلاغ عن (2153) طائرة معادية بواسطة نقاط المراقبة الجوية بالنظر التابعة لسلاح حرس الحدود وتحقيق السيطرة على سماء المعركة، تمكنت نقاط التأمين والمراقبة بقوات حرس الحدود من اكتشاف تسلل قوات معادية فى الثغرة ما بين (ج2 , ج3) وقامت بالإبلاغ عنها، تمكن الفوج الأول حرس حدود من ايقاف العدو جنوب السويس ومنعه من اختراق وتدمير جزء كبير من معداته الفوج، حيث تصدى للعدو وقاتل عناصر دباباته ومنعه من التقدم غربا.

شخصيات خدمت فى حرس الحدود

من أبرز الشخصيات التى خدمت فى قوات حرس الحدود، هم الرئيس الراحل محمد نجيب "رئيس الجمهورية الأسبق"، حيث تولى قيادة اللواء حدود فى الفترة من 1942 إلى 1943، ثم مديرا لسلاح الحدود الملكى فى الفترة من 1950 إلى 1952.

والرئيس الراحل محمد أنور السادات "رئيس الجمهورية الاسبق" من أبرز الشخصيات أيضا التى خدمت بقوات حرس الحدود، حيث عمل ضابطا بكتيبة اللاسلكى للحدود فى الفترة من 1941 إلى 1942.

وتضم الشخصيات التى خدمت فى قوات حرس الحدود أيضا، محمد عبد القادر حاتم (وزير الإعلام الأسبق) حيث خدم بإدارة الحدود فى الفترة من 1940 إلى 1945، والمشير محمد عبد الغنى الجمسى (وزير الدفاع الأسبق)، والذى عمل ضابطا بمخابرات إدارة الحدود فى الفترة من 1941 إلى 1945، وتولى منصب مساعد المدير للمخابرات بإدارة الحدود فى الفترة من 1952 إلى 1954.

click here click here click here nawy nawy nawy