مشاركة فعالة لدور النشر المصرية في معرض المدينة المنورة للكتاب 2024
معارض الكتاب السعودية وجهة مميزة لدور النشر المصرية
لطالما أثرت مشاركة دور النشر المصرية فعاليات معارض الكتاب في الوطن العربي، إذ تمتك مصر تاريخاً عريقًا في المشاركات بمعارض الكتاب حول العالم كانت أولها في معرض باريس الدولي للكتاب عام 1867م، ومعرض فرانكفورت الدولي للكتاب عام 1949م. وتبرز ريادة مصر في المجال الثقافي بتنظيمها لأول معارض الكتب في العالم العربي، معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1969م، الذي شكل حدثًا ثقافيًّا غير مسبوق، وفاتحة لتنظيم معارض الكتاب في المنطقة، حيث تبعه تأسيس معارض الكتاب في الكويت عام 1975م، ثم الرياض عام 1976م، والدوحة عام 1977م، والعديد من المدن العربية الأخرى مثل الخرطوم، وأبوظبي، وصنعاء، وتونس، وبغداد، والدار البيضاء وغيرها؛ لتصبح حدثاً ثقافياً منتظراً كل عام في مدن الوطن العربي، ووجهة لأهم دور النشر لعرض أحدث إصداراتها أمام جمهور عربي واسع من عُشّاق القراءة والثقافة ومحبي الكتاب.
وبالحديث عن العلاقات الثقافية الراسخة والتاريخية بين المملكة العربية السعودية ومصر، نجد أن التراث الثقافي والإنساني المشترك يُعد واحدًا من أهم أركان التقارب الثقافي بين البلدين الشقيقين. وتبلورت العلاقة وتطورت بشكل متسارع مع قيام المملكة العربية السعودية عام 1932م، ومنذ ذلك التاريخ شهدت العلاقات ازدهارًا كبيرًا في مختلف أوجه الفن والثقافة وصناعة النشر. وكانت المملكة ومازالت حريصةً على الحضور والمشاركة الدائمة في الفعاليات الثقافية المصرية مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب وغيره من الفعاليات الثقافية، حيث كانت ضيفة شرف المعرض عام 2015م، تقديرًا لمساهمتها الفاعلة في المشهد الثقافي العربي.
معارض الكتاب السعودية وجهة لدور النشر المصرية
تعد معارض الكتاب في السعودية، حدثًا ثقافيًّا رائدًا، ومساحات معرفية واسعة تضم مئات الآلاف من الكتب، وتجمع أبرز الناشرين والمكتبات، والمؤلفين، والوكلاء الأدبيين، والصحفيين، والمهتمين بشؤون الكتاب والثقافة. وتقوم هيئة الأدب والنشر والترجمة، بتنظم معرضي الرياض وجدة الدوليين للكتاب، وأيضًا المعارض المحلية للكتاب والمدينة المنورة ضمن مبادرة "معارض الكتاب" الهادفة لنشر وتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع السعودي، وتمكين الجمهور في مختلف أنحاء المملكة للاطلاع على أبرز إصدارات دور النشر المحلية والعربية والدولية.
وأصبحت معارض الكتاب في السعودية جاذبًا مهمًّا لدور النشر العربية والمصرية على وجه الخصوص، وأصبح المثقف السعودي مستهدفًا من قبل دور النشر المختلفة، حيث نجد تفاعل الجمهور السعودي استثنائيًّا ولافتًا مع الكتاب، فهو شعب محب للثقافة والقراءة ويحرص على أن ينهل من كافة الروافد الأدبية والفكرية بشغف توارثته الأجيال. كما أن المثقف السعودي بات مستهدفًا رئيسًا في سوق الكتاب حتى إن السياحة الثقافية المرتبطة بزيارة معارض الكتب الرئيسة في المنطقة أصبحت علامة فارقة من علامات المثقف السعودي.
57 دار نشر مصرية في معرض المدينة المنورة للكتاب
تنطلق النسخة الثالثة من معرض المدينة المنورة للكتاب، الذي تنظمه الهيئة، في المدة من 30 يوليو الجاري حتى 5 أغسطس المقبل، بمشاركة أكثر من 300 دار نشر ووكالة عربية ودولية موزعة على أكثر من 200 جناح. ويأتي تنظيم المعرض هذا العام برؤية متجددة وهوية مميزة تواكب أحدث مستجدات صناعة النشر، لتشكل امتدادًا لنجاح النسختين السابقتين، وتؤكد أهمية المدينة المنورة ومكانتها في المشهد الثقافي السعودي والعربي.
وتشارك في النسخة الجديدة من المعرض 57 دار نشر مصرية ضمن مجالات الآداب، والعلوم والمعارف العامة، وأدب الأطفال اليافعين، والعلوم الإسلامية. وحرصت مجموعة من أبرز الأسماء في قطاع النشر المصري على المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية السنوية، حيث تعرض مجموعة واسعة من الإصدارات الجديدة الموجهة لاهتمامات الجمهور كافة من مختلف الأعمار.
واكتسبت المملكة العربية السعودية خبرةً واسعة جراء تنظيمها الناجح لمعارض الكتاب طوال العقود الأربعة الماضية، كما تحرص الهيئة على التطوير المستمر لصناعة معارض الكتاب في المملكة، حيث تعمل على تطبيق أفضل الممارسات وأرقى المعايير المطبقة في أهم معارض الكتاب العالمية، وهو ما انعكس بشكل واضح وإيجابي على تنوع البرامج الثقافية لمعارض الكتب السعودية، ونجاحها في استقطاب أهم الأدباء والمفكرين العرب والعالميين، وأبرز دور النشر العربية والعالمية، وكذلك تحقيقها معدلات زيارات متنامية، ومبيعات قياسية من الكتب.
ويتضمن معرض المدينة المنورة للكتاب 2024 العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية التي تهدف لإثراء قطاع الثقافة والإنتاج المعرفي وترسيخ ثقافة القراءة، إذ تتوزع فعاليات المعرض وأنشطته على البرنامج الثقافي الثري والمتنوع في شتى مجالات المعرفة، بمشاركة أدباء ومتخصصين في مجالاتهم، تتنوع مشاركاتهم بين الجلسات الحوارية، وورش العمل، والأمسيات الشعرية.
وتشكل معارض الكتاب السعودية جسرًا ثقافيًّا مميزًا بين دور النشر المصرية والجمهور السعودي العاشق للكتاب، حيث نشهد تزايد المشاركات المصرية بشكل مستمر في معارض الكتاب الدولية والمحلية كافة التي تنظمها المملكة، كما تحرص دور النشر السعودية كذلك على الحضور بشكل مستمر ومتزايد في معرض القاهرة للكتاب ومختلف المعارض العربية والعالمية، ما يعكس التطور المهم والكبير في صناعة النشر السعودية على مدار السنوات الماضية، وبروز عدد من الكُتّاب والأدباء السعوديين الذين تمكنوا من ترسيخ مكانة رائدة في المشهد الثقافي العربي.