ننشر كلمة المهندس طارق الملا في افتتاح مؤتمر مصر الدولي للبترول
ننشر كلمة المهندس طارق الملا، وزير البترول، في حفل افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول «إيجبس 2017» وإلى نص الكلمة:
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى – رئيس الجمهورية
يسعدنى أن أرحب بكم في حفل افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول إيجبس 2017 , هذا الملتقى المتميز والذى يشرف برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية .
وهو أول مؤتمر يحظى بهذه الرعاية الكريمة بما يعكس اهتمام الدولة بقطاع البترول والدور المهم الذى يلعبه في الاقتصاد القومى . ويقام المؤتمر لأول مرة بمصر بمشاركة كبار المسئولين ومتخذى القرار بكبرى شركات البترول العالمية .
ومؤسسات التمويل العالمية وذلك للتعرف عن كثب على صناعة البترول المصرية بمقوماتها وقدراتها والفرص الاستثمارية المتاحة .
وتأتى أهمية هذا المؤتمر لما سيناقش من موضوعات بالغة الأهمية ليس فقط على المستوى القومى بل على المستوى الإقليمى والعالمى ، وفى مقدمتها الرؤية والحلول العاجلة لقضايا الطاقة بالإضافة إلى إصلاح التشريعات لتحفيز الاستثمارات في هذا المجال وسبل توفير التمويل اللازم .
يمثل مؤتمر ايجبس 2017 فرصة حقيقية لإثراء الحوار وتبادل الأراء والمعرفة والخبرات في هذا المجال الحيوى ، كما أنه فرصة لشباب المهندسين والجيولوجيين والفنيين لتنمية مهاراتهم والتعرف على أحدث البحوث والتقنيات في هذا المجال .
حيث يخصص المؤتمر برنامجاً تحت اسم ( شباب إيجبس ) لتنمية وصقل المهارات والحصيلة المعرفية لطلاب جامعات وأقسام البترول والكليات والمعاهد ذات الصلة بهذه الصناعة الحيوية ، كما يتم تخصيص برنامج للمرأة تحت اسم ( المرأة والطاقة ).
يتيح لها المناقشة والاطلاع وتنمية دورها في قطاع البترول . ويشهد المؤتمر إقبالاً كبيراً بالرغم من انعقاده لأول مرة ، حيث يشهد مشاركة أكثر من 150 متحدث في مجال صناعة النفط والغاز ، خلال 43 جلسة على مدار أيامه الثلاثة .
كما يضم أكثر من 320 شركة دولية عارضة عبر ثلاث قاعات رئيسية يمثلون ما يزيد عن 20 دولة ، بالإضافة إلى 8 شركات نفط محلية و8 شركات نفط دولية و 4 شركات رئيسية لخدمات النفط و 8 أجنحة تمثل الدول المشاركة في الحدث .
السيد الرئيس السيدات والسادة الحضور يأتي انعقاد المؤتمر في مصر في وقت تشهد فيه البلاد تحولات عديدة وانطلاقة كبرى في العديد من المجالات، إذ أن التطورات التي حدثت خلال الأعوام القليلة الماضية جعلت الجميع يتطلع إلى مستقبل أفضل .
ونهضة شاملة في كافة المجالات بما يؤدى إلى تحسين مستوى المعيشة وتوفير حياة كريمة لجموع المواطنين ويساهم في استعادة مصر للمكانة المرموقة التي تليق بها عربياً واقليمياً وعالمياً ، ويدعم هذه التطلعات إرادة سياسية قوية وحكومة ملتزمة وشعب عريق لدية الوعى والإدراك الكافى .
ولا شك أن الطاقة تمثل أحد أهم السبل لتحقيق هذه التطلعات باعتبارها المحرك الرئيسى لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، إذ أن حياة الشعوب وتحقيق طموحاتها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى توافر الإمدادات الآمنة من مصادر الطاقة .
وقد شهد قطاع البترول المصرى خلال السنوات الثلاث الأخيرة جهوداً كبيرة لتعظيم دوره المحورى فى تأمين إمدادات الطاقة للبلاد وتنمية الاحتياطيات والإنتاج من موارد البترول والغاز للمساهمة فى تحقيق رؤية الدولة المصرية.
للتنمية الاقتصادية ودفع عجلة النمو وإعطاء دفعات للاقتصاد إلى الأمام ،وزيادة الأستثمارات المحلية والأجنبية بإعتبار أن البترول والغاز محرك أساسى للنمو الاقتصادى .
لذا فقد أعطت وزارة البترول والثروة المعدنية الأولوية لتهيئة المناخ الاستثمارى الجاذب وتحويل التحديات إلى فرص استثمارية بما ساهم فى زيادة فرص الاستثمار بصناعة البترول المصرية للشركات العالمية لتكثيف عمليات البحث والاستكشاف للبترول والغاز فى مختلف مناطق مصر البترولية البرية والبحرية وتسريع وتيرة أعمال تنمية الحقول المكتشفة.
حيث تعد هذه الأنشطة الداعم الرئيسى لزيادة إنتاج مصر من البترول والغاز وتأمين احتياجاتنا من الطاقة . ويتزامن ذلك مع خطة الاصلاح الشامل التى تشهدها الدولة من جهود متضافرة بين جميع القطاعات الحكومية بأيدى وسواعد مصرية تتطلع لمستقبل افضل لتشهد مصر عصر جديد من الإصلاح يهدف فى المقام الأول إلى تهيئة مناخ الاستثمار .
السيد الرئيس السيدات والسادة الحضور أن برنامج العمل الذى تنفذه وزارة البترول لتنمية موارد مصر من البترول والغاز يرتكز على عدة محاور مهمة فى مقدمتها العمل على تكثيف طرح المزايدات العالمية سنوياً وزيادة عدد الاتفاقيات البترولية.
والتى تعد حجر الاساس فى تحقيق أكتشافات جديدة ودعم احتياطيات وإنتاج مصر البترولية والغازية ، والانتظام فى سداد مستحقات الشركات العاملة فى مصر ، فضلاً عن العمل بوتيرة سريعة فى انجاز مشروعات تنمية وإنتاج الغاز الطبيعى والزيت الخام.
وخاصة حقول الغاز الكبرى بالبحر المتوسط لوضعها على خريطة الإنتاج في التوقيتات المحددة بما يسهم فى زيادة معدلات الإنتاج المحلى وتخفيف العبء على موادر النقد الأجنبى، فبعد أن شهد العام الماضى زيادة تدريجية فى إنتاج الغاز من المخطط أن تستمر الزيادة فى الإنتاج .
مع دخول المراحل الأولى من مشروعات شمال الاسكندرية وأتول وظهر الذى يعد أكبر اكتشاف تحقق بمنطقة البحر المتوسط ويعد دليلاً واضحاً على أن مناطق مصر البرية والبحرية لازالت تذخر بثروات كبيرة ، وكذلك ليرتفع إنتاج الغاز تدريجياً خلال العامين القادمين وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى .
السيد الرئيس السيدات والسادة الحضور لقد بدأ قطاع البترول فى تنفيذ خطوات جادة لتطوير البنية الأساسية من شبكات وخطوط وموانئ استقبال ونقل الخام والغاز والمنتجات البترولية على مستوى الجمهورية وخاصة فى صعيد مصر حيث تعد شرايين رئيسية لضخ الإمدادات من البترول والغاز إلى جميع أنحاء البلاد .
كما أن برنامج العمل لتأمين إمدادات الطاقة محلياً يشتمل أيضاً على إنجاز مشروعات وتوسعات جديدة بمعامل تكرير البترول وتصنيعه باستثمارات حوالى 8 مليار دولار من بينها.