الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

إنتاج «الزبادى البلدى» من بودرة السيراميك وسماد اليوريا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

توزيع مليون مليون علبة يوميًا.. الزمالك والمهندسين والدقى ومصر الجديدة.. قبلة السوق الرمادية

«القليوبية وكرداسة» معقل المناطق المنتجة.. والمواد الحافظة تسبب الأورام السرطانية

قانونى: إعدام المتورطين الحل الأمثل


 

ربما ينشط أداء مصانع بير السلم المخالفة، والتى تنتج الألبان ومشتقاته، خلال شهر رمضان الكريم خاصة أن السلعة التى ينتجونها يزداد الإقبال عليها بشراسة خلال هذه الأيام، فمنتجات مصانع بير السلم تنشط فى ظل غياب الرقابة التامة على الأسواق، مما لايدع مجالًا للشك أن صحة المواطن هى آخر اهتمام الحكومة.

مصانع إنتاج «الزبادى المسرطن»، والذى تنشط خلال هذه الفترة من أجل تحقيق ربح مالى على حساب المتاجرة بأرواح المصريين مستغلة تهافت المصريين على بعض المنتجات خلال مواسم بعينها.

ففى شهر رمضان لا يوجد منزل فى مصر يغيب عنه «الزبادى» ضمن وجبة السحور، ومن هنا جاءت الفكرة الشيطانية لبعض الأفراد لإنتاج «الزبادى البلدى» داخل مصانع بير السلم مستخدمين الألبان المجنسة والمضاف إليها «بوردة السيراميك» وسماد اليوريا لجعله أكثر دسامة عن المنتجات الأخرى، مما يجعل الإقبال عليه أكثر خاصة أن سعره لا يقبل المنافسة فهو أقل بمقدار النصف عن باقى المنتجات.

زبادى «بودرة السيراميك»

كانت البداية مع أحد التجار ممن روجوا هذا المنتج العام الماضى وفور علمه بحقيقته امتنع عن بيعه للمستهلكين لخطورته على حياة البشر.

عماد المقنن صاحب محل لبيع منتجات الألبان بمنطقة شبرا، يروى لـ«الزمان»، شهادته على هذه المنتجات، قائلًا: العام الماضى تم تداول علامة تجارية جديدة للزبادى البلدى وتسمى «الواحة» وقد حققنا أرباحًا خيالية من وراء هذا المنتج، فسعر علبة الزبادى 75 قرشًا وكنا نبيعها للمستهلك بـ150 قرشًا، ولأن نسبة الدسم عالية إضافة إلى تكوين طبقة من القشطة أعلى الزبادى تهافت عليها المستهلكون وكنت أبيع يوميًا حوالى 300 أو 400 علبة، وذات يوم تأخرت عنى طلبية الزبادى فذهبت إلى المصنع فى اليوم التالى والموجود بمنطقة باسوس بالقليوبية، فوجدت أجولة من بودرة السيراميك موجودة داخل المصنع، وحينما سألت أحد العمال أخبرنى بأنها تستخدم لإنتاج الألبان المجنسة التى تستخدم فيما بعد لإنتاج الزبادى والجبن.

وتابع المقنن: «لم أصدق كلام العامل وأخذت علبة من الزبادى وقمت بتحليلها على حسابى الشخصى، وكانت الصدمة مع نتيجة التحليل الذى أوضح أن العلبة لا تحتوى على أية ألبان من الأساس وأن هذا المنتج عبارة عن بودرة سيراميك مضاف إليها يوريا وماء ولبن بودرة ولا يصلح للاستهلاك الآدمى».

شهادة أخرى، لمهندس جودة بإحدى الشركات الكبرى لإنتاج مواد الألبان، وهو المهندس أحمد سليم، والذى أكد لـ«الزمان» أن هناك بلاغات تقدم بها من قبل ضد مصانع بير السلم التى تقوم بتقليد العلامة التجارية بعد أن توفرت معلومات بشأن استخدام مصانع بير السلم لبودرة السيراميك فى إنتاج الزبادى والجبن والسمن أيضًا، إذ يتم استخدام سماد اليوريا لزيادة نسبة النيتروجين لكى يعطى مؤشرًا‏ وهميًا‏ على وجود نسبة بروتين فى اللبن، والتى تتراوح نسبتها فى الألبان الحقيقية بين 2.8%‏ إلى 3% وبإضافة اليوريا تزيد نسبة البروتين الوهمية إلى 3.5%‏ مما يعطى انطباعًا أنه لبن جيد، وبالتالى يتم استخدامة فى صناعة الزبادى البلدى، وبودرة السيراميك تستخدم لجعل الزبادى ناصع البياض لتصل كثافته إلى 36 درجة فى حين أن النصاع الطبيعى لا يتجاوز 26».

وتابع سليم: «تنشط تلك المصانع فى موسم رمضان لإنتاج الزبادى وفى المدارس لإنتاج الجبنة، وهناك قرى يعمل جميع أفرادها فى مثل هذه المنتجات مثل قرية كوم أشفين بالقليوبية والتى تنتج يوميًا على أقل تقدير 100 طن لبن مجنس يستخدم لإنتاج باقى المشتقات».

وعن المعدات المستخدمة لإنتاج زبادى بودرة السيراميك، أكد سليم أن المعدات لا يتجاوز سعرها 7 آلاف جنيه، فيجب أن يتوافر فنطاس كبير لاستيعاب كمية 10 أطنان لبن على أقل تقدير وبودرة سيراميك وسماد اليوريا وزهرة الغسيل التى تضاف فى بعض الأحيان إلى السمن الذى تنتجه تلك المصانع.

خريطة التوزيع

وعن أماكن تواجد تلك المصانع وأماكن التوزيع على مستوى الجمهورية، أكد سعد عبدالدايم تاجر ألبان من محافظة الجيزة، أن هذه المصانع هى سرطان يسرى فى عروق المصريين ولابد من استيعاب الأمراض التى تصدرها للمصريين خاصة أنها باتت موجودة فى كل قرية وداخل كل كفر من الكفور، ومن أبرز الأماكن المشهورة بتلك المصانع التى تنتج زبادى من بودرة السيراميك بمحافظة القليوبية منطقة باسوس وكوم أشفين، وفى محافظة الجيزة منطقة كرداسة وعرب أبوساعد.

وتابع عبدالدايم: «منتجات تلك المصانع بمثابة هيروين يتعاطيه الشعب دون دراية وأغلب التجار والموزعين يتهافتون عليها لأنها تحقق أرباحًا خيالية وفى أقل فترة زمنية ممكنة، ولما لا فأجرة العامل داخل واحد من تلك المصانع يتجاوز الـ3 آلاف جنيه، ويحقق صاحب المصنع مكسبًا صافيًا من بيع طن اللبن 2000 جنيه، وفى حال كان الزبادى يكسب فى العبوة الواحدة 50 قرشًا فلا تكلفة سوى 25 قرشًا».

وعن الأماكن التى توزع بها تلك المنتجات، أكد سليم أن التوزيع يتم فى جميع أنحاء الجمهورية بلا استثناء، فتداول تلك المنتجات فى أكثر الأحياء رقيًا كالمهندسين والدقى والزمالك والتجمع والرحاب فهذه المنتجات غزت السوق بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

سرطان فى علبة زبادى

وحذر مجموعة من الخبراء من تناول تلك المنتجات لما تؤثر بشكل سلبى على حياة المواطنين، إذ أكد الدكتور بسام محمد، استشارى الجهاز الهضمى والكبد، أن استخدام مواد كيماوية خطرة كبودرة السيراميك يؤدى إلى تليف بالكبد على المدى البعيد ناهينا عن النزلات المعوية الشديدة وأيضًا استعمال مواد لحفظ تلك المنتجات كالفورمالين وهى مواد محرمة دوليًا بالأساس وعليه لابد من تشديد الرقابة على الأسواق.

وأكد المستشار يوسف مبارك الفقيه القانونى، أن العقوبات الواردة بقانون الغش التجارى والتى تقضى بعقوبة حبس لعام وغرامة 5 آلاف جنيه غير رادعة ولابد من تشديد العقوبة فى هذه الحالة لتصل إلى حد الإعدام لتكون رادعة لكل من تسول له نفسه الإضرار بالمواطنين.

 

موضوعات متعلقة

click here click here click here nawy nawy nawy