«أم البلاد وغوث العباد».. الرئيس المؤمن يحكم شعب الأرض الطيبة «ملف»
«قَالَ مَا مَكَّنِّى فِيهِ رَبِّى خَيْرٌ فَأَعِينُونِى بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ءَاتُونِى زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ ءَاتُونِى أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا» صدق الله العظيم، آية قرآنية بسورة الكهف لخصت حجم المسئولية التى ألقاها أهل القرية على ذى القرنين بعدما تعرضوا لظلم من قوم «يأجوج ومأجوج» وهى الآية التى تنطبق على القائد الذى يأخذ بالأسباب ليعمل ما يخدم للشعب، القائد الذى يدرك أن المهمة ليست سهلة ونتائجها محفوفة بالمخاطر ورغم ذلك يتحرك فى الوقت المناسب.
هكذا كان حال الفريق عبدالفتاح السيسى حينما استجاب لنداء الملايين من أبناء الشعب المصرى لحماية ثورتهم ضد الجماعة الإرهابية فى 30 يونيو، وتكرر النداء مرة أخرى مع فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، لنكتشف ملامح جديدة فى شخصية «الرئيس المؤمن»، والذى اعتبرته مجلة سبوتنيك الأمريكية ضمن أربعة زعماء أثروا فى العالم وغيروا خارطة المنطقة بشكل إيجابى، وهو ما دفع «الزمان» إلى إلقاء الضوء على تلك الشخصية التى أثرت فى الجميع ويعلمها القاصى والدانى.
محطات فى حياة السيسى
حياة الرئيس مرت بمراحل ومحطات.. لحظات فرح وأخرى حزن بعد فراق والدته والتى عرف المقربون منه مدى ارتباطه بها، ينظر إليه باعتباره الرئيس السابع لجمهورية مصر العربية فى أعقاب ثورة أطاحت بحكم الإخوان، تخرج فى الكلية الحربية عام 1977 والتحق بسلاح المشاة، وحصل فيما بعد على زمالة كلية الحرب خلال العام 2005 – 2006 وقال عنه البروفيسور ستيفين جيراس، الذى عمل كمستشار أكاديمى للفريق عبدالفتاح السيسى فى كلية الحرب العليا الأمريكية خلال دراسته للزمالة، إن الفريق السيسى كان طالبًا ذكيًا ويتقن اللغة الإنجليزية، وجادًا ويعتبر من أكثر الطلاب العسكريين الذين كانوا يدرسون الزمالة جدية، كما عين السيسى قائدًا للمنطقة الشمالية العسكرية ثم مديرًا للمخابرات الحربية وقد كان أصغر أعضاء المجلس العسكرى سنًا.
ترجع أصول الرئيس لمحافظة المنوفية فهو ابن الحاج سعيد حسين خليل السيسى، ولم يكتف «السيسى» بالدرجة العلمية التى حصل عليها عقب تخرجه، فقد حصل على الماجيستير من كلية القادة والأركان عام 1987، وماجيستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992.
توحيد كلمة الأمة
من جانبه قال السفير على الحفنى، مساعد وزير الخارجية السابق، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح بإنسانيته فى توحيد جهود الأمة العربية فى مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرًا إلى أنه قبل أن يكون رئيسًا وجه بأن محاربة الإرهاب السليمة لابد أن تكون اجتماعية واقتصادية وسياسية.
وأضاف الحنفى فى تصريحات خاصة أن بُعد النظر والبصيرة لدى الرئيس هى ما اهتمت بالجانب الاقتصادى لخلق فرص عمل جديدة للشباب للتقليل من البطالة، والتى تعد من الأسباب الرئيسية للدفع الشباب للجماعات المتطرفة، مشيرًا إلى أنه نجح أيضًا فى توحيد الأمة العربية على ضرورة تجديد الخطاب الدينى وتأهيل الدعاة بما يواكب الواقع والتقدم.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن العرب والمسلمين فهموا تجديد الخطاب الدينى خطأ فى البداية ولكن الرئيس وضح ذلك، مضيفًا أنه طلب توضيحًا لغموض الخطابات وتنقيتها، وتطوير الدعاة للوصول إلى عقلية الشباب وجذبه إلى الدين، مما دعا الدول العربية إلى اتباع حذوه.
وأوضح الحفنى أن الرئيس أخذ نهج الواقع أولًا إذ أعطى لجميع الدول العربية التى كانت تعانى من الربيع العربى مثالًا واقعيًا فى التصدى للمخططات والإرهاب والتنمية قبل مطالبتهم بذلك، مشيرًا إلى أنه وجه رسالة عبر «أفعال وليست أقوال فقط»، وأطلق للدول العربية راية عام الشباب ثم المرأة.
وحول رؤية الدول الغربية قال الحفنى إنهم يرون نجاح الرئيس السيسى فى شحن نفسية الدول العربية لمكافحة الإرهاب قبل ازدياده أكثر وارتفاع تهديداته الإقليمية والعالمية، مشيرًا إلى أنه وجه رسالة لهم أيضًا مضمونها أن مصر قادرة على مواجهة التطرف والإرهاب فى أى مكان بتعاون عربى مصرى بجانب المحافظة على حقوق الإنسان.
ومن جانبه قال السفير عادل الصفتى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ومقرر لجنة العلاقات الدولية بالمجلس المصرى للشئون الخارجية، إن الرئيس السيسى اهتم بمحاربة التطرف والإرهاب داخليًا اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا قبل توليد الانعكاس الإقليمى والعربى.
وأشار الصفتى فى تصريح خاص إلى أن مواجهة الرئيس عبدالفتاح السيسى واتخاذه قرار مواجهة الإخوان والقضاء على تطرفهم، كانت نابعة من إنسانيته وخوفه على البلاد من مصير مجهول، مشيرًا إلى أنه حاول كثيرًا كشفهم أمام الدول العربية.
وأوضح الصفتى أن الدول العربية والإقليمية كانت غير واثقة به تمام الثقة فى البداية وكانت دعمها محدود، مؤكدًا أنه بعد وصول الإرهاب إلى حدودها بدأت بالفعل المساعدة للقضاء على التطرف ومكافحته نهائيًا.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، ومقرر لجنة العلاقات الدولية بالمجلس المصرى للشئون الخارجية، أن هناك دولًا عربية شاذة مثل قطر لم تحاول أن تفهم قيادة الرئيس وخطورة الوضع الحالى وبحثها عند دور إقليمى لها، مشيرًا إلى أنها اختارت دعم الإرهاب، وإتقانها فن «تنويم» الدول العربية حتى لا يتخذوا إجراءً رسميًا ضدها.
وأكد الصفتى أن الرئيس نجح بعقليته وإنسانيته فى كشف قطر ودعمها للإرهاب بتمويل الإرهابيين، ومحطة التليفزيون التى تخدم وتروج لأنشطتهم، مشيرًا إلى أنه نجح فى توحيد الدول العربية بقطع العلاقات مع قطر، وقبلها خاض جولات مكوكية لكشف تلك الألاعيب بزيارته المملكة العربية السعودية فى 23 أبريل.
وتابع الصفتى: على نفس النهج زار السيسى عدة دول فزار الإمارات فى 3 مايو والكويت فى 7 مايو والبحرين فى 8 مايو، وفى جميع الزيارات كان يركز الرئيس عبدالفتاح السيسى على أهمية مكافحة الإرهاب فى المنطقة، وهو ما أشار إليه فى مؤتمر الرياض الأخير، إذ قال: «هناك بكل أسف دول تورطت فى دعم وتمويل المنظمات الإرهابية وتوفير الملاذات الآمنة لهم، كما أن هناك دولًا تأبى أن تقدم ما لديها من معلومات وقواعد بيانات عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب، حتى مع الإنتربول»، وكانت الرسالة قادرة على أن تكون شرارة البدء فى قطع العلاقات.
وأشار إلى تصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأنه وبتكليف من سامح شكرى وزير الخارجية طلبت بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة من كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة توزيع خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض كوثيقة رسمية من وثائق كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبناءً على ذلك فقد قام مجلس الأمن يوم 25 مايو الماضى بتوزيع الخطاب على أعضاء مجلس الأمن باعتباره وثيقة رسمية من وثائق المجلس، وهو الأمر الذى يعكس أهمية خطاب الرئيس ويوثق ما تضمنه من رؤية مصرية شاملة فى مجال مكافحة الإرهاب.
السيسى والفنانون
عادة ما يهتم الرئيس السيسى بأحوال الفنانين وهو ما ترجمته لقاءات جمعت بينه وبين الفنانين عقب وصوله إلى منصب الرئاسة، كما يهتم الرئيس أيضًا بأحوال الفنانين ومتابعة حال المرضى والسؤال دائمًا عنهم، ومتابعة أحوالهم الصحية، ففى الفترة الأخيرة قام الرئيس السيسى بالاتصال بعدد من الفنانين التى قد ساءت أحوالهم الصحية، فقد سبق له الاطمئنان على الفنان حمدى أحمد قبل وفاته وهو ما أكده حمدى فى تصريحات صحفية.
كما تحدثت الفنانة نادية لطفى، خلال أزمتها ومرضها عن أن الرئيس قد تواصل معها وكان دائم السؤال عنها هو وحرمه السيدة انتصار السيسى، وقال لها: «نحن تحت أمرك فى علاجك وفى أى شيء تطلبينه» وذلك فى ظل الانشغالات التى يتعرض لها الرئيس والمسؤوليات، وقالت: «تمنيت بعد مكالمة الرئيس أن أدخل العناية المركزة من زمان».
فيما وصفت الفنانة إلهام شاهين إن الرئيس السيسى أعاد لها الحياة والأمل وجعلها تقبل على العمل كما أن تنصيب السيسى رئيسًا للجمهورية كان أقوى من الانتصار فى حرب 6 أكتوبر 73، مضيفة: «المشير حرر مصر وأعادها إلينا».
كما أنها لم تفوتها مناسبة إلا وتعبر فيها عن حبها للرئيس ففى نوفمبر هنأت الرئيس السيسى بعيد ميلاده، قائلة: «كل سنة وأنت حبيبنا، كل سنة وأنت طيب يا ريس، وفى صحة وعافية»، مؤكدة أن الرئيس يتحمل أعباء كبيرة فى ظل التحديات المحيطة بالمنطقة العربية، وأن كل المصريين يقدرون دور الرئيس والحكومة، إلى جانب الحصن الحصين للعرب أجمعين، وهى القوات المسلحة، مضيفة أن شهداء الوطن من رجال الشرطة والجيش، دفعوا حياتهم ثمنًا للاستقرار والأمن الذى تعيشه مصر حاليًا.
كما أكد الفنان لطفى لبيب أنه سعيد جدًا عندما يجد رئيس الجمهورية مهتم بالثقافة والفنون فهذا سيجعل الشعب مهتم أيضًا وهذا سيؤدى إلى نهضة مصر وقيام المسرح من جديد وقد توجهت بدعوة للرئيس لحضور عرض مسرحية ألف ليلة وليلة.
وأضاف أن الذى فعله الرئيس السيسى بالمناسبة ليس نفاقًا أو رياءً وهذه حقائق ملموسة على الأرض فنرى الذى فعله فى المنطقه العشوائية بالمقطم وغيط العنب بالإسكندرية وحجم الطرق التى تمثل شرايين الدولة والعاصمة الإدارية والمليون ونصف فدان وقناة السويس.
وهو الرأى الذى اتفق عليه الفنان شريف منير، والذى أشاد بالمؤتمر الوطنى الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ، والذى يحضره الرئيس عبدالفتاح السيسى.
«الإعلام» حاضر بين أعين الرئيس بـ«اللوم.. والتوجيه.. والنصح»
أولى الرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار الثلاث سنوات الماضية اهتمامًا بالغًا ظهر جليًا فى اجتماعاته الدورية برؤساء الصحُف القومية والخاصة، وفضلًا عن أن خطاباته دائمًا ما كان للإعلام نصيب وفير منها.
وكان فى خطاب الرئيس الأول والتاريخى أمام البرلمان، خلال افتتاحه الدورة البرلمانية الأولى عقب ثورة 30 يونيو، والانتهاء من الاستحقاق الأخير من خارطة الطريق، وصية خاصة وهى أن تكون قضايا الإعلام على رأس الأولويات التى يناقشها البرلمان.
ورأى خبراء الإعلام حينها، أن الرئيس السيسى راعى فى أجندته ترتيب الأولويات إذ أن الاهتمام بمنظومة الصحة وقضايا الإعلام هو أهم ما تحتاجه مصر فى الفترة الراهنة، خاصة أن الإعلاميين أنفسهم يشتكون من حالة الفوضى التى يشهدها مجالهم، وهم بحاجة إلى قانون سريع ينظم حريته المسؤولة ومسؤوليته الوطنية.
لذا كانت هناك ضرورة ملحة لتنظيم الإعلام من خلال وضع التشريعات فى ضوء الدستور المصرى الجديد، كالقانون الموحد لتنظيم الصحافة والإعلام، فضلًا عن أهمية تنظيم العمل بين المجالس التى تختص بالعمل الإعلامى كالهيئة الوطنية للصحافة، والإعلام المرئى، وكذلك نقابة الإعلاميين وقانونها، وخصوصًا الجزئيات التى تتناول حرية تداول المعلومات، ليس للإعلاميين فقط، ولكن على المستوى العام، تحمى الخصوصية وتوفر المزيد من الشفافية.
ويرى الخبراء أنفسهم أن تنظيم الإعلام الإلكترونى ضرورى للقضاء على الإرهاب، ومحاربة العنف والتطرف، إذ أن معظم دول العالم بدأت فى تنظيمه للتصدى للمواقع الإخبارية التى قد تحرض على العنف.
وهنا اتفقت رؤية الرئيس مع آراء المهتمين بالمجال الإعلامى، إذ أن الرئيس طالب خلال كلمته التى ألقاها عقب الحادث الإرهابى الذى استهدف كنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، القنوات الفضائية بعدم تكرار إذاعة المشاهد الخاصة بالحوادث الإرهابية، والتى يكون فيها إيذاء لمشاعر المصريين بشكل مكرر على مدى اليوم، لافتًا إلى أن تكرار عرض لقطات من لحظات تفجيرى كنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية تسبب فى إحداث جرح وألم للمصريين.
وكانت لتلك الكلمات الصريحة والمباشرة من الرئيس لوسائل الإعلام المصرية المرئية، ردود أفعال ضخمة شهدها الوسط، وقال الدكتور محمد المرسى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن حديث الرئيس عن الإعلام يعد بمثابة تنبيه للإعلام على أهمية التعامل بحذر مع القضايا التى تمس الوطن، مشيرًا إلى أن الوضع الإعلامى حاليًّا يتسم بالفوضى، ويتم عرض أشلاء الجثث والضحايا بشكل يتنافى مع أخلاقيات العمل الإعلام.
وفى 17 مايو الماضى، كان الاجتماع الأخير بين الرئيس ورؤساء الصحف القومية، والذى عكس مدى اهتمام الرئيس بالإعلام وخاصة الإعلام القومى، إذ أن الاجتماع تناول كافة الموضوعات التى تهم الرأى العام والشارع المصرى.
ودعا الرئيس الإعلام خلال حواره، لأن يعطوا الفرصة الكاملة لكل من يعزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة دون أن يخاف من أى تشويه إعلامى، وأن يكون ذلك بناءً على الموضوعية من أجل مصلحة الوطن.
إلا أن آخر حديث للرئيس مع الشباب، قال إن السبع سنوات الماضية التى أعقبت ثورة يناير شهدت توقفًا فى كافة مؤسسات الدولة، ما ترتب عليه ضعف الأداء الحكومى وفساد فى بعض المنظمات أو تراجع لدورها، ومن ضمنها الإعلام والصحافة، قائلًا: «أنا ماتكلمتش عن الإعلام عشان محدش من الإعلاميين يزعل لكن شباب مصر هم من تحدثوا»، وكان ذلك تعليقًا على كلمة أحد الشباب الذى تحدث خلالها عن دور الإعلام لخدمة أهداف وتوجهات الدولة.
كما أكد حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، مؤخرًا بعد أن التقى الرئيس مع رؤوساء الهيئات الإعلامية، على أهمية دور الإعلام فى تشكيل وعى ووجدان الشعوب، مشيرًا إلى أن الإعلام الوطنى يضطلع بمسئولية تنوير العقول وتقديم الحقيقة دون تزييف والحفاظ على الأمن القومى المصرى فى مواجهة بعض وسائل الإعلام التى تتبنى أجندات خاصة.
وقال رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، فى تصريحات صحفية له، إنه شَرُف بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، إذ أن الرئيس قيادة وطنية حكيمة تعمل على دعم مؤسسات الدولة المصرية للنهوض بها من أجل مستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة.
وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد خلال اللقاء على عدة نقاط سيتم العمل عليها بشكل متواصل وجاد، وبالتنسيق مع الهيئات الإعلامية من أجل مصلحة الوطن والمواطن وعلى رأس هذه الأولويات الارتقاء بالذوق العام وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية وأهمها تعزيز روح الانتماء للوطن والتسامح وقبول الآخر والتعريف بالتطورات والمستجدات على الصعيدين الوطنى والدولى، وحث مختلف وسائل الإعلام على اتباع المعايير المهنية المتعارف عليها دوليًا فى سبيل تحقيق هذه الأهداف.
وأكد زين، أن الدولة جادة فى دعمها لخطط إصلاح اتحاد الإذاعة التلفزيون (ماسبيرو) من أجل تجويد المحتوى الإعلامى وتقديم نموذج إعلام تنموى توعوى يحترم عقل المشاهد ويزيد الوعى وينير العقول ويسهم فى مواجهة التحديات التى تواجهها الدولة المصرية، كما أكد حرصه على التنسيق والعمل مع مختلف المؤسسات الإعلامية والصحفية الوطنية من أجل تطوير العمل الإعلامى فى مصر والارتقاء به إلى آفاق أرحب.
ومن جانبه، قال هشام قاسم، الخبير الإعلامى، إن الرئيس تعامل مع الإعلام على أنه سلطة تنفيذية تابعة له، ومن المفترض أن تروج لفكره، مشيرًا إلى أن تلك الفترة هى من أسوأ الفترات التى شهدها الإعلام المصرى.
وأضاف فى تصريح خاص لـ«الزمان» أن الفترة الماضية شهدت تدخلًا من الحكومة فى الإعلام بشكل كبير، مشيرًا إلى أن جهاز المخابرات أصبح له أيدٍ إعلامية كبيرة يتحرك ويظهر من خلالها.
وأضاف الخبير الإعلامى أنه لابد أن يعى الجميع أهمية المواطنة وحرية تداول المعلومات والاطلاع عليها، مؤكدًا أن حرية تدول المعلومات لا تتنافى مع دور الإعلام فى محاربة الإرهاب.
المرأة منحته الدعم فمنحها المساندة والتمكين
شهد عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تحولًا فى حياة المرأة المصرية، فلأول مرة تشارك نساء مصر فى انتخابات رئاسية بهذه النسبة إذ بلغت ما يزيد عن 54%، وكذلك لأول مرة فى التاريخ تشهد المرأة عامًا يسمى باسمها وفاءً لها وتقديرًا لجهودها.
فتخصيص عام لتكريم المرأة كان إذنًا بأن تنطلق المؤتمرات من كل صوب وحدب على دعم المرأة فى جميع مجلات الحياة، فضلًا عن الدعم الذى حصلت عليه فى قضايا العنف ضدها، والتحرش وغيره.
فعام المرأة شاهد على إعادة النظر فى حزمة من القوانين التى تخص المرأة بشكل مباشر، إذ أخد الأمر مساحات أكبر فى ساحات البرلمان مدعومًا بالعام المخصص لها من الرئيس، إذ تم تغليظ عقوبة الختان، وتغليط عقوبة التحرش، وتقدم عدد من المنظمات والنواب بمشروعات قوانين لتعديل قانون الأحوال الشخصية والميراث والنفقة والعنف ضد المرأة.
ولا يزال عام المرأة حافلًا بالتكريم والدعم، إذ تستعد وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين فى الخارج لتنظيم مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، بمشاركة 25 من سيدات مصر النابهات والخبيرات فى أهم المجالات والتخصصات العلمية والفكرية والأكاديمية والحيوية فى المهجر، فى الفترة من 2-3 يوليو المقبل بالقاهرة، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
أكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، أن العدد مرشح للزيادة بقوة، مشيرة إلى أن فكرة عقد المؤتمر للنابهات من المصريات فى الخارج مستوحاة من إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2017 عامًا للمرأة المصرية، والمبادرة الوطنية لتمكين المرأة المصرية التى أعلنها الرئيس فى احتفالات مصر بالأمهات المثاليات فى مارس الماضى.
وأعربت السفيرة نبيلة مكرم عن ثقتها الكبيرة فى أن يحقق مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» إيجاد صيغة للتواصل بين نابهات مصر فى الخارج والعقول المتفتحة فى الداخل لخلق كوادر نسائية قادرة على المساهمة فى تحقيق التنمية المستدامة «مصر 2030»، والاستفادة من نجاح المرأة المصرية فى الخارج التى أثبتت جدارتها فى أهم وأكبر المؤسسات العلمية والاقتصادية والحيوية والاستراتيجية فى عدد كبير من بلاد المهجر، وتوظيف خبراتهن فى وضع حلول قابلة للتطبيق لمشكلات الوطن وقضاياه الملحة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، إن المؤتمر يسهم بدرجة كبيرة فى تعظيم الدور الذى يمكن أن تقوم به المرأة المصرية بالخارج فى تنمية الداخل، بالإضافة إلى تسليط الضوء على النجاح الذى حققته النابهات المصريات فى دول المهجر فى جميع المجالات، فضلًا عن تعريف الداخل فى مصر بحجم ذلك النجاح وإبراز دورهن وجعلهن نماذج يمكن أن تحتذى بها الأجيال الجديدة من الفتيات والشباب.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى وافق على رعاية مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» انطلاقًا من إيمانه الراسخ بالدور الذى تقوم به المرأة المصرية فى مواجهة التحديات التى يمر بها الوطن وما يمكن أن تقدمه المرأة المصرية فى رسم خريطة مصر المستقبل.
إنجازات الرئيس السيسى من أول يوم فيما يخص المرأة ملحوظة وظاهرة للعيان، والدليل على ذلك وجود 89 نائبة بمجلس النواب، ويعتبر هذا العدد هو الأعلى تمثيلًا للمرأة فى تاريخ الحياة النيابية المصرية، بالإضافة إلى تعيين وزيرة التعاون الدولى السابقة، فايزة أبو النجا، مستشارة الرئيس للأمن القومى، وذلك للمرة الأولى فى تاريخ مصر.
واستكمالًا للدور البارز للسيسى تجاه المرأة تم تعيين أول امرأة فى تاريخ البلاد بمنصب محافظ، وذلك بعد تعيين نادية عبده محافظًا للبحيرة، إلى جانب تعيين منى محرز نائبة لوزير الزراعة، بالتعديل الوزارى الأخير، وكذلك أربع نائبات لمحافظين، إلى جانب وجود أربع وزيرات فى الحكومة المصرية.
فى هذا الإطار، قال الخبير والمحلل السياسى، اللواء محمود زاهر، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أولى المرأة المصرية اهتمامًا كبيرًا والدليل تخصيص عام 2017 لها، كما ذكرها فى معظم خطاباته، مؤكدًا دورها الحيوى للنهوض بالمجتمع ومشاركتها الفعالة فى الانتخابات ومشاركتها للرئيس فى كل فعالياته التى يقوم بها أو التى يدعو إليها.
وأضاف زاهر فى تصريحات خاصة لـ«الزمان» أن الرئيس السيسى سيترك إنجازات متعددة لسيدات مصر، إيمانًا منه بأنها ضلع قوى من ضلوع الدولة المصرية، وأن لديها قدرات وإمكانيات كبيرة على المستوى الوطنى والإقليمى والدولى.
الرئيس يتخلى عن الجمود ويستدعى مواقف النبلاء
الرئيس عبدالفتاح السيسى «الإنسان»، فبرغم الحزم والجدية التى تظهرعلى ملامحه، وبرغم انشغاله بهموم البلاد وحجم المسئولية التى يتولاها، وبرغم القلق الذى يعيش فيه ليل نهار للخروج بمصر من كل المحن التى تمر بها، قد تلعب كل هذه العوامل دورًا كبيرًا فى جمودية مشاعر مثل هؤلاء الشخصيات، وتلغى من داخلهم نعمة الإحساس والإنسانية.
إلا أن «الإنسان» عبدالفتاح السيسى ما لبث أن كسر حاجز الجمودية الذى قد يظهر على معظم القيادات، وشهدت ثلاثة أعوام من حكمه الكثير من الاضطرابات التى نجح الرئيس فى اجتيازها بنجاح، ولكن أهم ما شهده السيسى مع المصريين هو مؤازرته لهم فى العديد من اللقطات الإنسانية التى جعلت منه «زعيمًا» قريبًا من قلوب كل المصريين، ولذلك يعتبر وصف «إنسان» هو أدق وأفضل وصف له.
فلقاؤه بـ«منى السيد إبراهيم بدر» المعروفة بـ«فتاة العربة»، التى انتشرت صورتها على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى تجر عربة بضائع فى الإسكندرية واستقبلها الرئيس السيسى فى قصر الاتحادية مبديًا إعجابه الشديد بكفاحها وإصرارها على العمل لتوفير حياة أفضل لها ولأسرتها.
وفى لافتة إنسانية، باعتبارها نموذجًا مشرفًا لجميع شباب مصر، حرص الرئيس السيسى على التجول مع «فتاة العربة»، من مكتبه وتوصيلها إلى السيارة التى تنقلها إلى منزلها، وفتح لها باب السيارة بنفسه، كما وجه لها الدعوة للمشاركة فى المؤتمر الوطنى المقبل للشباب حتى يتسنى للجميع التعرف على تجربتها، ولم تكن هذه هى اللافتة الإنسانية الأولى للسيسى فقد سبقها وقائع متعددة.
وشهد المؤتمر الوطنى الأول للشباب، عدة لمحات إنسانية، كان أبرزها تقيبل الرئيس رأس بطل مصر فى دورة البارالمبية إبراهيم حمدتو، بطل بارالمبياد ريو دى جانيرو.
كما علق السيسى على انتظار إحدى الفتيات المشاركات فى تنظيم جلسة الحوار الأول للشباب لفترة طويلة أمام «الاستيدج» لانتظار الضيوف، قائلًا: «لو سمحتى حضرتك.. اللى واقفة وشايلة.. مايصحش كده والله.. اتفضلى حضرتك».
ومن المواقف التى عكست تمتع الرئيس بعاطفة طيبة، بكاؤه فى أثناء حديث أب استشهد ثلاثة من أبنائه أحدهم نقيب بالشرطة والآخران بالجيش فى سيناء.
كما أن استجابته لطفل أراد إلقاء كلمة باحتفالية عيد الشرطة واصطحابه للمنصة كانت من اللمحات التى لا تنسى، إذ قال الطفل إنه لن يترك حقه وحق والده وجميع الشهداء.
وتأثر الرئيس السيسى فى أثناء سماع قصيدة «الشهيد» للطفل هيثم محمد فى احتفالات عيد الشرطة، وبكى حينها.
ومن مواقفه أيضًا الإنسانية كانت مع سيدة تحمل طفلًا رضيعًا فى أثناء كلمته بالاحتفال بعيد الشرطة الـ64، وطلب منها الجلوس رأفة بها فى أثناء الكلمة، فضلًا عن بكائه عند حمله طفلًا رضيعًا خلال الاحتفال بعيد الشرطة الـ64.
وفى صورة طيبة للرئيس داعب طفلًا رضيعًا فى عيد الشرطة لعام 2016، فى أثناء تكريم أهالى الشهداء، وكذلك تأثره بكلام محمد هيثم خلال الاحتفال بعيد الشرطة.
أما بكاؤه بسبب تأثرًا بكلمة والدة الشهيد إسلام عبدالمنعم مهدى المسلمى، والتى فقدت ابنها البطل الشهيد فى إحدى العمليات الإرهابية الخسيسة، عندما روت ذكرياتها معه وبعثت رسالة طمأنة، وشدت من أزر كل من فقد بطلًا شهيدًا من أبطالنا.
مواقف الرئيس الإنسان تجلت فى أثناء بكائه خلال حديث أب استشهد ثلاثة من أبنائه، وأيضًا حينما قبل رأس والدة أحد شهداء الشرطة، ومفاجأته سيدة عجوزًا فى حفل تكريم الأم المثالية، إذ بادر باستقبال السيدة خلال حفل تكريمهن بقصر الاتحادية، وفى موقف إنسانى بعيدًا عن البروتوكولات الاحتفالية، قام السيسى بالخروج لاستقبالها على أبواب القاعة المخصصة للاحتفال بها، مقبلًا رأسها وساعدها على الوصول إلى مكان الاحتفال.
وانبهاره وتأثره الشديد الذى أدى إلى بكائه فى لحظة إلقاء طفل قصيدة رائعة عن الشهداء فى عيد الشرطة 2016.
وفى موقف غريب وجريء فاجأ شخص الرئيس بعد إلقاء كلمته فى عيد العمال، وقام باحتضانه وتقبيل رأسه، فبادله السيسى نفس الشعور، وفى أثناء لقاء السيسى بشباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، قال أحد الشباب للرئيس إنه لم ينتخبه، فما كان من الرئيس سوى أخذ الموضوع بدعابة بالغة، قائلًا له: «إزاى تعمل كده»، فما كان من الحضور سوى الضحك الشديد.
وفى لقطة إنسانية للرئيس خلال حفل تكريم أبطال الدورة الأوليمية والباراليمبية، لم ينتظر الرئيس وصول إحدى المتسابقات إليه نظرًا لأنها كانت تسير على عكاز، وبادر بالذهاب إليها لتكريمها فى مكانها.
وخلال افتتاح الرئيس التوسعات الجديدة بشركة النصر للكيماويات الوسيطة بأبو رواش فى الفيوم، تأثر السيسى بعد هتاف «بنحبك يا ريس» ليرد قائلًا: «وأنا بحبكم»، وتوقف الرئيس عن الكلام للحظات حابسا دموعه بعد تأثره الشديد بهذه العبارة.
واعتدنا من الرئيس السيسى أن يخرج علينا بخطاباته الصريحة، وتأكيده على مبدأ الشفافية والمصارحة خلال حديثة، فضلًا عن أنه كان دائمًا ما يستغل المناسبات الرسمية والغير رسمية واللقاءات من القلب ليكون حديثه مع الشعب من القلب، ودائمًا ما كان يرتجل ويخرج عن النص ليوضح رؤيته بشكل أكبر.
وفى ذلك السياق، يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، إنه على مدار ثلاث سنوات من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى ظهرت لنا مواقفه وانفعالاته وبدا منها عدد من الدلالات، ولعل أبرزها تأثير خلفيته العسكرية، إذ أنه اعتاد أنه يتلقى أوامر ويصدر أوامر بلا نقاش، موضحًا أن ارتجاله فى الخطابات الرسمية عكست ذلك من خلال قوله «اسمعونى أنا ومتسمعوش حد غيرى»، لذا ظهرت تأثره بالثقافة العسكرية.
وأضاف صادق، فى تصريح خاص لـ«الزمان»، أن الرئيس لا يزال تنقصه الدراية بالتعاملات البروتكولية الدولية، وذلك ظهر فى أثناء حضوره أحد المحافل الدولية ورغبته فى السلام دون الدراية ببروتكول السلام ما أوضع مصر فى موقف محرج، مشيرًا إلى أن الرئيس أدرك الآن أهمية الخطابات والتجهيز لها والالتزام بها، إذ أن أفضل خطابات الرئيس على الإطلاق كان خطابه الأخير بالرياض خلال مشاركته فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية.
وأوضح صادق، أن الرئيس التزم بنص الكلمة المكتوبة ولم يرتجل، وهذا أفضل بالنسبة للحديث فى المحافل الدولية، أى أن الرئيس أدرك أهمية الكلمة وتنوع الجمهور المشاهد له، مؤكدًا على أن السنة الرابعة لحكم الرئيس فى جميع الأحوال هى الأفضل على الإطلاق لأنه أدرك أخطاءه.
وأكد صادق أن الرئيس مُنذ بداية ترشحه لم يكن لديه خطة لإدارة البلاد، وبعد توليه السلطة لا يزال لا يمتلك خطة قومية واضحة لمحاربة الإرهاب، ودائمًا خطاباته عن مواجهة الإرهاب رد فعل وليست فعلًا، مشيرًا إلى أن هناك استقرارًا وتحسنًا فى عام 2017 أفضل من عام 2013.
وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، أن سياسية الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجية نجحت نجاحًا كبيرًا، وأصبح يحظى بدعم دولى كبير، مشيرًا إلى أنه الآن فى اللقاء السابع له مع المستشارة الألمانية أنجيلا مريكل، على الرغم من أنه فى الزيارة الأولى له رفض رئيس البرلمان لقاءه وكانت هناك مظاهرات وفوضى، إلا أن الآن الوضع أفضل كثيرًا.
ولفت صادق إلى أن نجاح الرئيس فى الشأن الخارجى أكسبه ثقة أكبر بنفسه، ودعمًا أفضل، فأصبح أقل قلقًا، وأقل انفعالًا، وأكثر امتلاكًا وتحكمًا فى نفسه وانفعالاته.