الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

معارك انهارت فيها قطر أمام مصر

أرشيفية
أرشيفية

تلقت إمارة قطر الداعمة للإرهاب خسارات فادحة أمام مصر فى عدد من المعارك، منها دعمها للإرهاب والتطرف ومعركة كأس العالم الذى يشوبها المال السياسى وتسخير العمالة الذى سلطت وسائل الإعلام الضوء عليه، وآخر تلك المعارك هزيمة وصفعة عربية ضد قطر فى اليونسكو، وباتت الدوحة حديث وسائل الإعلام العربية والأجنبية بعدما أظهرت الانتخابات التى جرت على منصب مدير عام منظمة اليونسكو، والإشارة إلى التدخل المالى وغيرها من الوسائل الأخرى فى ترشيحات المناصب الدولية الكبرى، وعلى رأسها انتخابات منظمة اليونسكو بعد أن تقدم مرشح قطر حمد بن عبدالعزيز الكوارى بـ19 صوتًا خلال الجولة الأولى للانتخابات، مستخدمًا المال السياسى والتربيطات المشبوهة للحصول على منصب مدير عام منظمة اليونسكو، ولم يقف الأمر عند هذا الحد من استخدام المال القطرى وشراء الأصوات مقابل ملايين الدولارات.

ملف المال الذى لم تتوقف الدوحة عن اللعب به كأحد الأدوات الهامة التى تعتمد عليها فى شراء الأصوات فى كافة الأحداث الهامة التى تترشح عليها الدوحة، لم يشفع لها فى الفوز بمنصب رفيع كاليونسكو.

الرشاوى وشراء الأصوات بالمال ليس بالأداة الجديدة على قطر، بل الدوحة تعد أحد أبرز الدول التى لعبت على هذه الورقة لتحقيق مصالحها، وإظهار نفسها على أن لديها نفوذ خارجى، وهو ما يؤكد اعتماد مرشح قطر على هذه الورقة خلال انتخاب مدير عام لمنظمة اليونسكو.

 

أسباب قادت «إمارة الإرهاب» للخسارة

أسباب خسارة أمارة الإرهاب في انتخابات اليونسكو، وجاء التدخل فى شئون الدول العربية ومحاولة تقليب الشعوب على الحكام فى المقام الأول، إذ بدأ التدخل القطرى فى الشأن المصرى منذ الانقلاب الذى قام به أمير قطر السابق، حمد بن خليفة، ضد والده عام 1995، وهذا التدخل تزايد عقب وصول جماعة الإخوان للحكم عام 2012، وأن الهدف منه كان إسقاط مصر وتدمير جيشها الوطنى، وقطر فشلت فى تنفيذ هذا المخطط.

وتعتبر قطر فى مقدمة الدول التى كُلفت بمهام تقسيم المنطقة، خاصة مصر التى وصفت بـ«الجائزة الكبرى» باعتبارها أكبر دولة عربية، فيما ساعد وصول الإخوان إلى الحكم، القطريين فى الاطلاع على أدق ملفات الدولة وأسرارها، بغرض استغلالها ضد مصر، إذ تم الكشف لاحقًا أن الدوحة اشترت معلومات أمنية خطيرة، من الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى، ووثائق كانت تهدد الأمن القومى المصرى، غير أن الإطاحة بحكم الجماعة فى 30 يونيو 2013، أوقف هذه الكارثة.

واستخدمت قطر الأموال الضخمة وآلة الدمار الإعلامية، وقامت بتسليح الجماعات الإرهابية من أجل إسقاط الدولة المصرية، وفشلها فى اختراق الجيش المصرى عبر جماعة الإخوان، إلا أنها واصلت محاولاتها لضرب الجيش عبر تمويل التنظيمات الإرهابية فى سيناء لقتل الجنود وترهيب المدنيين.

ولعبت قطر أيضًا بورقة الاقتصاد، وسحبت ودائعها وقروضها ومعوناتها من مصر، عقب ثورة 30 يونيو 2013، بعدما كانت تغدق على الإخوان الأموال فى محاولة مفضوحة للسيطرة على مقدرات الدولة المصرية، وأوقفت الدوحة كل المساعدات، فيما جعلت من العمليات الإرهابية وسيلة أخرى لاستنزاف الاقتصاد المصرى.

 

كأس العالم وسخرة العمال

والحلقة الثانية المثيرة والتى كانت بالتزامن مع انتخابات اليونسكو من مسلسل استخدام الأموال المشبوهة بعد أن استخدمت قطر نفس تلك الأموال فى انتخابات الفيفا لتحصل على استضافة كأس العالم 2020، وهو ما دفعها لتجهيز ملاعب لتكون ملائمة للحدث الدولى، ومن شأن ذلك تمت الاستعانة بمئات العمال من دول شرق آسيا وتسخيرهم.

وقد كشفت تقارير عن ممارسات قاسية مارسها أصحاب العمل فى قطر ضد العمالة، منها منع أصحاب العمل للرواتب أحيانًا كإجراء تأمينى لمنعهم من ترك العمل، وخصومات واقتطاع من الأجور بشكل غير قانونى، أو الحصول على رواتب أقل من الموعود، وبعضهم وقع عقودًا فى ظروف تنطوى على الإكراه، بينما لم ير آخرون مطلقًا عقد العمل، ولم يعد أمامهم خيارات كثيرة، إلا قبول العمل الذى لم يوافقوا على أدائه أصلًا.

ورغم عضوية قطر فى منظمة العمل الدولية منذ عام 1972، وتصديقها على اتفاقيات لحماية العمال من العمل القسرى، ومن التمييز فى العمل، وحظر عمل الأطفال، إلا أنها ضربت بالمواثيق الدولية عرض الحائط، وانتهكت القوانين، واستخدمت العمال الوافدين بنظام السخرة، وخاف العديد منهم رفع شكاوى إدارة الشكاوى بوزارة العمل القطرية أو حتى شكاوى دولية حتى لا يخسر وظيفته ويتم ترحيله ومنعه من استخدام الكثير من الآليات المتوفرة التى يمكن للعمال من خلالها المطالبة بحقوقهم، وتحدثت تقارير عن أن العمال الذين لجأوا إلى إدارة الشكاوى توقفوا عن تلقى رواتبهم ولم يعد بإمكانهم الاستمرار.

 

الحصار العربى

كان القرار الذى اتخذته الدول العربية «الإمارات والسعودية ومصر والبحرين» من قرار قطع العلاقة مع قطر وحصارها بريًا وجويًا له أثره البالغ فى خسارة قطر لانتخابات اليونسكو بعدما انكشفت حقيقة الدولة الراعية للإرهاب والحاضنة له ماديًا وإعلاميًا.

فى هذا السياق، أكد محمد البدوى المحلل السياسى، أن قطر استطاعت أن تنجح بالجولات الأولى وذلك بسبب استخدامها المال السياسى وعمليات الإغراء المادى التى قامت بها ولقاءات سرية بمندوبى الدول الأفريقية، ولكن بنهاية المطاف تمكنت مصر من تفويت الفرصة على قطر من الوصول إلى المنصب رغم الدعم الصهيونى الذى حصلت عليه.

 

وقائع وشواهد

على الجانب الآخر، كشف وزير خارجية مصر الأسبق السفير محمد العرابى مدير الحملة الانتخابية للمرشحة المصرية مشيرة خطاب، أن الوقائع التى شهدتها انتخابات اليونسكو وعدم حكمة السلطات القطرية وحماقتها التى أوقعت نفسها فى الفخ وفضحت ممارسات وسياسات قطر، مشيرًا إلى إن قطر تسعى للعب دور أكبر من دورها، كما حاولت أن تظهر فى شكل الدولة القوية التى لم تتأثر أبدًا بمواقف دول المقاطعة.

وأشار عرابى إلى أنه فى إطار ذلك سعت الدوحة إلى استغلال نفوذها الاقتصادى لاقتناص منصب مدير عام اليونسكو، ولعب المال القطرى دورًا فى العملية الانتخابية.

وتابع العرابى أن موضوع الإرهاب القطرى الذى كان يهدد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، أمر بالغ الخطورة، لأن هذه المنظمة هى ضمير العالم فى التربية والعلم والثقافة، والأكثر خطورة كان ما روج له الإعلام القطرى قبل أيام بأن الدوحة فى طريقها للفوز، وهو ما دل على شراء الأخيرة للأصوات الانتخابية فى محاولة منها للفوز فى الانتخابات، ظنًا منها أن ما حصل فى الرياضة سيحصل فى الثقافة.

 

الإرهاب يهدد الثقافة

بدورها، قالت الكاتبة والباحثة الإماراتية، الدكتورة فاطمة حمد المزروعى: لقد حاول العرب دائمًا ومنذ سنوات الوصول إلى رئاسة منظمة اليونسكو، لكن قطر لعبت لعبتها القذرة بشراء الأصوات، إذ زار بعض مندوبى الدول وخاصة الأفريقية قطر بناءً على دعوة أميرية، كما اجتمعوا بمرشح قطر فى باريس، وقامت بشراء الأصوات، وتكفلت بسد العجز المالى لليونسكو البالغ 329 مليون يورو، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل.

وتساءلت الدكتورة المزروعى كيف يمكن ترك دولة إرهابية أن تشارك فى منظمة ثقافية وعلمية وتربوية؟ كيف يمكن للإرهاب أن يحصل على جميع هذه الأصوات بل حتى أن يحاول الإمساك بزمام الثقافة والتراث على مستوى العالم؟ لقد قامت مظاهرات للتنديد بذلك خاصة فى إيطاليا، وأكدت أن عدم فوز المرشح القطرى، هو انتصار لثقافة السلام وضربة عالمية جديدة لهذه الدولة الداعمة للإرهاب.

ومن جانبها قالت الكاتبة المصرية فريدة الشوباشى إن نتائج انتخابات اليونسكو جاءت كاشفة بما لا يدع مجالًا للشك عن اعتماد قطر على المال السياسى فى محاولة اقتناص المنصب لصالح مرشحها، خاصة أنه لا يعقل أن دولة ليس لديها تراث حضارى أن تحصل على هذه الأصوات وأن تنافس على منصب مدير عام اليونسكو، مشيرًا إلى أن الدوحة نفسها تدرك ذلك فيما خاضت غمار المنافسة على هذا المنصب اعتمادًا على المال السياسى وشراء الأصوات لصالح مرشحها وهو ما أظهرته النتائج.

 

5  أدلة تفضح محاولات الدوحة لشراء اليونسكو

كشف حساب تحت اسم «قطريليكس» على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، فضيحة جديدة كشفتها المعارضة القطرية، ضد مرشح قطر حمد الكوارى، فى انتخابات مدير عام اليونسكو، إذ نشرت فيديو للقاء الكوارى وبعض سفراء دول المنظمة.

 وكتبت الصفحة: مرشح قطر لليونسكو حمد بن عبد العزيز الكوارى مع سفيرها فى باريس فى غداء مع عدة سفراء لمحاولة شراء أصواتهم من خلال عزومة غداء، بعد فضيحة لقاء المرشح القطرى مع منافسته الفرنسية.

ووضعت الصفحة خمسة أدلة حول شراء الأصوات الانتخابية من مرشح الدوحة من خلال أربعة أشياء أهمها إعادة تمويل المنظمة بدلًا من الولايات المتحدة وتسديد مبلغ 329 مليون دولار ديونًا، مضيفًا أنه سيتم إعادة تأهيل مبنى المنظمة بباريس.

وتابعت الصفحة أن الوفد التنفيذى لمنظمة اليونسكو كان برحلة مدفوعة الأجر بقطر منذ أسبوعين فقط، وتلقوا خلالها العديد من الهدايا، مضيفة أن صحيفة «كوريير دى سيرا» الإيطالية كتبت مقالا تحت عنوان يبرز فضحية تأثير الأموال على الجولة الأولى من عملية التصويت على حد تصريحات أعضاء المعارضة القطرية.

وشهد التصويت فى اليونسكو، خروج بعد الدول الأفريقية عن الإجماع الأفريقى بدعم مرشحة مصر السفيرة مشيرة خطاب، فى الانتخابات، وهو الأمر الذى أثار جدلًا واسعًا، ودعا الاتحاد الأفريقى لدعوة كل دول القارة بضرورة الالتزام بقراره.

 

click here click here click here nawy nawy nawy