«كمال الشاهد».. خمسيني حول «الكاوتش» لـ«تحفة فنية»
فى الوقت الذى يتقاعس فيه الكثير من الشباب عن تحقيق أحلامهم ويتنازلون عن الوصول إلى أهدافهم تحت ضغوط الحياة وحجة قلة الإمكانيات، نرى بعض كبار السن صغار الروح والقلب، الذين لم يستسلموا لتقدم العمر ونجدهم يسعون دائمًا خلف طموحاتهم وأحلامهم بإرادة وإصرار الشباب .
كمال الشاهد صاحب مشروع إعادة تدوير الكاوتش فى مصر، أحد هؤلاء الذين تعجب لإصرارهم وتحديهم للوصول إلى هدفهم، فالرجل الذى وصل للعقد الخامس من عمره، لم يستسلم إلى ضعف نظره الذى أصابه منذ عدة سنوات، وجعله يترك مهنة الحدادة بعد أن نصحه الأطباء بذلك حتى لا تسوء حالته، فأخذ قرارًا بأن يغير مجال عمله، واتجه للعمل فى تجارة مخلفات المصانع مثل البلاستيك والكاوتش والمعادن.. إلخ، ومع الاستمرار فى هذه التجارة وجد أن الكاوتش أكثر المخالفات التى يستردها من المصانع ومن هنا جاءت فكرة مشروعه .
أخذ عم كمال يبحث عبر الإنترنت عن كيفية الاستفادة بالكاوتش حتى وجد فكرة إعادة تدويره واكتشف أن هناك دولًا كاملة قائمة على إعادة تدوير المخلفات، ولا توجد أى محافظة فى مصر تتبع هذه الطريقة سوى محافظة الغربية، التى تستخدم الكاوتش لصنع مقاطف الفلاحين فقط، كما أن طريقة التخلص من كاوتش السيارات فى مصر تتم بحرقه وهو ما يسبب أضرارًا جسيمة تجاه البيئة.
وبعد تفكير حاول فيه أن يخرج عن المألوف ووجد أنه باستخدام الكاوتش يستطيع أن يصنع الكثير من المنتجات المنزلية والتحف وبعض الديكورات ذات الأشكال المختلفة .
بدأ كمال، مشروعه بعمل أصيص زرع من الكاوتش على شكل عباد شمس باستخدام أدواته البسيطة آلة للقطع ودهانات للتجميل، وعندما نال إعجاب الكثير من أهل منطقتة الوراق، قام بعمل أنتريه كامل من نفس الخامة، ثم اتسع فى عمله ليشمل منتجات عديدة.ولاقت منتجاته إقبالًا من قبل الناس لرخص أسعارها مقارنة بالمنتجات نفسها التى يتم تصنيعها من خامات أخرى، كما أن الكاوتش مادة خام متينة، ويمكن استخدامها لسنوات طويلة، ولأنه مؤمن بفكرته قام بتدريب مجموعة من الشباب على إعادة تدوير الكاوتش دون أن يتقاضى أى أموال منهم .
وبالرغم من أن هناك عددًا من الدول العربية تواصلت معه لإقامة معرض لمنتجاته بداخلها وتعليم شبابها هذا الفن، إلا أن أمنية عم كمال تمثلت فى أن يقيم تلك المعارض على أرض وطنه الحبيب، وهو ما سعى له عندما قدم للحصول على أرض فى أكتوبر مرة والشيخ زايد مرة وقوبلت طلباته بالرفض، ولذلك يتمنى أن يلقى مشروعه دعمًا من الدولة ليستطيع التوسع به وتحقيق حلمه بتعليم الشباب المصرى هذا الفن الجديد.