هل تنجح إيران في تفادي الحرب مع البيت الأبيض؟
بينما هدد ترامب مراراً بالانسحاب من الاتفاق الدولي، الذي يهدف إلى منع طهران من الحصول على أسلحة نووية، منتقداً إياه بأنه متساهل للغاية مع إيران، فإن إيران قد أصبحت هدفاً لحرب البيت الأبيض، خاصة بعد تعيين، جون بولتون ومايك بومبيو، الذي جعل الولايات المتحدة أقرب إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، حول هذا السياق يقول المحلل الروسي"إيفان دانيلوف" في تقرير نشرته شبكة «سبوتنيك» تحت عنوان" هل تستطيع إيران إنقاذ نفسها من الحرب مع البيت الأبيض؟:
إن تعيين، جون بولتون ومايك بومبيو، يجعل الولايات المتحدة أقرب إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، وتعد إيران هدفاً واضحاً، لكنها لديها بعض الخيارات القوية لإثناء صقور حرب واشنطن، الذين أمضوا سنوات أو حتى عقود في كسب التأييد للتدخلات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
ووفقًا لمجلة «فورين بوليسي»، فإن المستشارالأمني للبيت الأبيض، جون بولتون، الذي تم تعيينه حديثًا "يمثل تهديدًا للأمن القومي"، لأنه يريد تغييرالنظام في كوريا الشمالية وإيران، وسيفعل كل ما يلزم للحصول عليه"، كما يقول نائب مساعد وزيرة الخارجية السابقة لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ:"إن دونالد ترامب يقوم بتجميع حكومته الحربية، وإذا لم تكن خائفاً بعد، فيجب أن تكون كذلك".
"إيران هي الهدف الأقرب"
إن الدول التي تتمتع بردع نووي قوي، مثل روسيا أوالصين، آمنة نسبيًا، على الأقل في الوقت الراهن، في حين أن دولًا مثل إيران أو كوريا الشمالية يجب أن تكون قلقة للغاية بشأن احتمال نشوب حرب أمريكية جديدة في الشرق الأوسط أوجنوب شرق آسيا، وبالنظر إلى أن بولتون صقرًا يريد اصطياد إيران منذ فترة طويلة، وأن ترامب يبحث عن لقاء مع كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، فإن إيران تبدو هي الهدف الأكثراحتمالاً، على الأقل في المدى القريب.
"الخطة الأمريكية لمهاجمة إيران"
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز في مؤتمرفي تل أبيب:"إن جون بولتون حاول إقناعه "بأن إسرائيل بحاجة إلى مهاجمة إيران"، من غير المحتمل بدرجة كبيرة أن تكون وجهات نظره قد تغيرت ، لذا فإن خطة إدارة ترامب بشأن إيران يمكن التنبؤ بها نسبيا: أولًا، سوف يتم كسر"الاتفاق النووي"، ثم يتم إعادة فرض العقوبات، ومن ثم تصبح الضربة العسكرية إمكانية حقيقية.
"السبيل لتجنب الحرب في الشرق الأوسط"
إن الطريقة الوحيدة الممكنة لتجنب حرب أخرى في الشرق الأوسط هي جعل التدخل العسكري الأمريكي حلاً غير ملائم لواشنطن.
كما أن إيران تحتاج إلى إلغاء العقوبات الأمريكية، وإلا فسوف ينهار اقتصادها، مما يمهد الطريق لتغيير النظام، وإذا رفضت روسيا والصين والاتحاد الأوروبي إعادة فرض العقوبات، فستجد واشنطن صعوبة في مواجهة إيران.
إن صقورالحرب في واشنطن يدركون ذلك، وسيحاولون بالتأكيد ملاحقة الشركات الصينية والأوروبية التي تتعامل مع إيران، ولكن الاتحاد الأوروبي لديه توجيهات خاصة، تهدف إلى حماية الشركات الأوروبية من العقوبات التي تتجاوز الحدود الإقليمية، والتي تم اعتمادها لحماية الشركات الأوروبية التي تتعامل مع كوبا على الرغم من الاحتجاجات الأمريكية.
ومع ذلك، ستحتاج طهران إلى بعض الجهود الدبلوماسية لإقناع الزعماء الأوروبيين باستخدام تلك التوجيهات في قضية إيران، والحجة الجيدة لذلك هي أن السماح لواشنطن بمعاقبة الشركات الأوروبية على التعامل مع إيران سيشكل سابقة خطيرة جدًا، ستستخدم بالتأكيد ضد المصالح الأوروبية مرارًا وتكرارًا. علاوة على ذلك، ينبغي على الاتحاد الأوروبي، أن يهتم بمنع ارتفاع أسعار النفط التي ستحدث حتمًا، إذا تمكنت إدارة ترامب من تخويف المشترين للنفط الإيراني من الأوروبيين.
"التقارب مع تركيا خطوة في الاتجاه الصحيح"
إن أي استراتيجية تتضمن تقاربًا لإيران مع تركيا على الرغم من جميع الاختلافات الدينية والجغرافية السياسية بين البلدين، هي خطوة في الاتجاه الصحيح، فقرار روحاني بمقابلة بوتين وأردوغان في أنقرة هو بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح، إذ قد يعتمد بقاء إيران على قدراتها الدبلوماسية واستعدادها لإقامة علاقات قوية مع الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي وتركيا.
"جعل الصين حليفًا ...الخيارالأفضل لإيران"
إن الخيارالأفضل بالنسبة لإيران هو الحصول على نوع من الحماية العسكرية والدبلوماسية من قوة عالمية، ويجب على ترامب أن يأخذها على محمل الجد، على سبيل المثال، يمكن لإيران أن تدعم الصين لدفع الدولار الأمريكي كعملة اختيارية لتجارة النفط العالمية.
فبعد فترة طويلة من الاستعدادات التي استمرت 25 عامًا، أطلقت الصين عقدها الآجل للنفط المدعوم باليوان يوم 26 مارس، وبكين الآن يائسة للعثورعلى البائعين، وهي على استعداد ليس فقط لربط سعر نفطهم إلى العقد الذي تم إطلاقه حديثًا، لكن أيضًا لتلقي دفعة باليوان.
وإذا تعهدت إيران رسميًا بتحويل عقود تصديرها إلى اليوان، وربط سعرالنفط الإيراني، بالعقود الآجلة المتداولة في بورصة شانغهاي للعقود الآجلة، فسوف تشعرالصين بأنها مضطرة لاستخدام كل نفوذها لحماية إيران من أجل مساعدة المحاولات الصينية في تدويل اليوان.
إن جعل بكين حليفاً نشطاً، بدلاً من مراقب محايد، من شأنه أن ينقذ إيران، ولكن من ناحية أخرى يمكن أن يدفع المحافظين الجدد مثل "بولتون" على الضغط من أجل التدخل العسكري.
وختامًا، فإنه في الثاني عشرمن مايو المقبل، سيتعين على الرئيس الأمريكي، أن يقررما إذا كان سيحارب أو سيحافظ على خطة العمل المشتركة الشاملة بشأن إيران، ولكن هناك احتمال ضئيل أن يتمكن الدبلوماسيون الإيرانيون من إقناعه بإعادة التفاوض على "الاتفاق النووي الإيراني" بدلًا من الانسحاب من الصفقة كاملًا، والذي قد يؤدي لبدء حرب جديدة أخرى في الشرق الأوسط، حتى قبل نهاية فترة ترامب في السلطة .