كيف يستعد الاتحاد الأوروبي للحرب التجارية؟
بدأ مصطلح الحرب التجارية في التداول بعد أن أعلن ترامب زيادة حادة على رسوم الاستيراد للصلب والألومنيوم، الأمر الذي أثار حفيظة الاتحاد الأوروبي، وغيره من الشركاء التجاريين الذين أكدوا على ضرورة القيام بإجراءات انتقامية حيال ذلك، ونشرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية تقريرًا حول الإجراءات التي يتخذها الاتحاد الأوروبي استعدادًا لهذه الحرب تحت عنوان «الاتحاد الاوروبي يستعد للحرب التجارية عبر المحيط الاطلسي»
فقد حذّر الاتحاد الأوروبي من تكاليف الحرب التجارية عبر المحيط الأطلسي، في الوقت الذي ثار فيه بعد أن أشارت الولايات المتحدة، إلى أنها سترفض طلب الكتلة بالتنازل غير المشروط عن التعريفات الجمركية على واردات المعادن.
وقال وزيرالمالية البلجيكي:"يوهان فان أوفيرتيفلدت" للصحفيين في صوفيا:"إن الحرب التجارية لعبة خاسرة للجميع، ويجب أن نبقى هادئين عندما نفكر في ردود الأفعال، ولكن النقطة الأساسية هي أنه لا أحد يفوز في حرب تجارية، لذا نحاول تجنبها بأي ثمن".
كما تطالب إدارة، دونالد ترامب، أوروبا وكندا وحلفاء آخرين، بقبول الحصص مقابل إعفاء من تعريفة الصلب والألومنيوم التي تبدأ في الأول من مايو، عندما تنتهي صلاحية الإعفاء المؤقت.
وقال وزير التجارة ويلبر روس، يوم الجمعة:"نحن نطلب من الجميع: الحصص.. إن لم يكن التعريفات الجمركية".
وهذا يضع الاتحاد الأوروبي في موقف صعب من الخضوع للمطالب الأمريكية، التي يمكن أن تنتهك قواعد التجارة الدولية أو تواجه التعريفات العقابية.
إن إجبار الحكومات على الحد من شحنات البضائع، ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، التي تحظرما يسمى قيود التصديرالطوعية، كما يتعارض هذا الطلب مع فلسفة التجارة الكاملة للكتلة المكونة من 28 دولة، والتي تقوم على مبدأ حرية حركة البضائع.
هل يتنازل الاتحاد الأوروبي؟
قام البيت الأبيض في الشهرالماضي، بحماية بعض الشركاء التجاريين بما في ذلك الاتحاد الأوروبي من الرسوم بشكل مؤقت، وبنسبة 25 في المائة للصلب المستورد، و 10 في المائة للألومنيوم على أساس حماية الأمن القومي، كما يتفاوض الممثل التجاري للولايات المتحدة "روبرت لفتايزر" مع الدول التي تسعى للحصول على إعفاءات دائمة، وحتى الآن، فإن كوريا الجنوبية هي الدولة الوحيدة التي يتم استبعادها من الواجبات، بعد التوصل إلى اتفاق لتنقيح اتفاقية التجارة الحرة الثنائية مع الولايات المتحدة.
في حين أن قواعد منظمة التجارة العالمية، تتنبأ بإمكانية اتخاذ الدول لتدابير"حماية" طارئة تتضمن حصص استيراد لسلع معينة، فإن مثل هذه الخطوات نادرة، ويجب أن تكون مؤقتة ويمكن تحديها قانونياً، ويطالب الاتحاد الأوروبي بالتنازل الدائم وغيرالمشروط عن التعريفات الأمريكية.
وقال مسؤول بالحكومة الأوروبية:"إن مطالب ترامب بالحد من صادرات الصلب والألومنيوم إلى 90 في المائة من مستوى العامين السابقين غير مقبولة".
وأشار المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن استجابة الاتحاد الأوروبي، ستعتمد على مستوى الحصص التي سيتم بعدها فرض الرسوم الجمركية.
كما امتنعت المفوضية الأوروبية، وهي السلطة التجارية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، عن التعليق على احتمال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، يتضمن أي حصص استيراد، مع التشديد على دعوة الكتل المتسقة إلى استبعاد دائم وغير مشروط من الرسوم الأمريكية.
وقال وزيرالمالية البلغاري، فلاديسلاف جورانوف، في صوفيا "على المدى القصير قد يساعدهم على حل توازنهم التجاري، لكن على المدى الطويل سيزيد من سوء الأوضاع التجارية، وقد تؤدي الأدوات التي يستخدمونها لجعل أمريكا رائعة مرة أخرى، إلى ارتكاب أخطاء معينة، لأن التجارة العالمية الحرة أثبتت أنها الحل الأفضل لتنمية العالم حتى الآن".
في أثناء ذلك، أوضح الاتحاد الأوروبي أنه لن يتعرض للترهيب، وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، هذا الشهر:"لن نتحدث عن أي شيء في حين أن هناك بندقية موجهة إلى رأسنا".
كما قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل:"إنها ناقشت الخلافات التجارية مع ترامب خلال محادثات في البيت الأبيض، يوم الجمعة، وأنها فشلت في الحصول على التزام علني بوقف التعريفات".
إضافة إلى إشارات التوترات عبر الأطلسي، أخبروزيرالاقتصاد والمالية الفرنسي " برونو لومير" نظراءه في صوفيا خلال مناقشة حول الضرائب:"شيء واحد تعلمته من أسبوعي في الولايات المتحدة مع الرئيس ماكرون: لن يحترم الأمريكيون سوى إظهار القوة".