رشفة مياه تُحيى ركاب قطار في «عاشوراء»
مياه للعطشان.. اللي عاوز يشرب ببلاش.. من غير فلوس يا باشا
كلمات كان يرددها إحدى فاعلي الخير، بخط قطار القاهرة الزقازيق.. فالشمس الحارقة وارتفاع درجة الحرارة الملهب، أرهق الناس وجعلهم يلهثون من العطش، يرجون ولو رشفة ماء يتعطف بها أحد عليهم، لكن القطار كان شبه الصحراء الجرداء لخلوه من الماء.
حالف بعض الناس الحظ، ووجدو قليل من الماء مع أحد الركاب، لكنها كانت ساخنة، ينقصها معلقتي بن وقليل من السكر لتعطيك قهوة ساخنة بـ"وش".
وسرعان ما رأى الناس ملاكا يمدهم بمياه مثلجة، تنشرح لها الصدر، ويعطش لها البئر، وتسر بها الأنفس، والمفاجأة أن المياه دون مقابل، فقط لا يريد هذا الرجل الكريم سوى الدعاء في هذا اليوم الفضيل "عاشوراء".
وعلل بذلك أنه غير قادر على صيام هذا اليوم المبارك، لظروف صحية، فأراد أن يفعل شيئا لوجه الله ربما يضاعف الله ثوابه، ببركة "عاشوراء".
وبالفعل كان يرى ذلك الرجل، الدعاء والمحبة في أعين لكل من أسقاهم، وكأنما يريدون أن يقولوا له، أرسلك الله إلينا لنحيا من بعد موت.
وها نحن نسأل أنفسنا الآن ماذا أعددنا من خير في هذا اليوم المبارك.