كيف تتحكم انتخابات الكنيست في صفقة القرن؟
خبير سياسي: هناك بدائل ومسارات لصفقة القرن
هناك موعد جديد لـ«صفقة القرن» كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد وعد به في بداية ولايته قبل عامين، وقال كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر ترامب جاريد كوشنر في مؤتمر وارسو الشرق الأوسط إن الولايات المتحدة ستطرح خطة سلام في الشرق الأوسط بعد الانتخابات العامة الإسرائيلية في 9 أبريل المقبل، وأنه سيتعين على الطرفين تقديم بعض التنازلات، كما أكّدت مصادر مطلعة لصحيفة «المونيتور» الأمريكية، أن ترامب يخطط لوضع خطته التفصيلية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين بعد الانتخابات الإسرائيلية، ولكن قبل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، بغض النظر عمن يرأسها.
وقالت الصحيفة إن الاختيار يبدو فرصة ضائعة، فقد كان بإمكان الإدارة الأمريكية أن تضع خطتها خلال السباق الانتخابي الإسرائيلي، والذي لا يبدو أنه يركز على أي قضية دبلوماسية مهمة، وبهذه الطريقة، كان سيظهر في جدول الأعمال العام ويطلب من الأطراف اعتماد موقف ردة فعل عليه، لكن هذا لن يحدث، فمن الأسلم أن نفترض أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أشار إلى ترامب أنه من خلال الوفاء بالوعد الذي قطعه العام الماضي بتقديم خطته في غضون أربعة أشهر، كان بإمكانه أن يكلف مقاعد الليكود لأحزاب يمنية أخرى مثل هبايت يهودي، لكن نتنياهو يعلم أن هبايت يهودي سيعارض أي خطة دبلوماسية حتى لو جاءت من مؤيدي التسوية مثل السفير ديفيد فريدمان، وفي الوقت نفسه، ربما لا يشعر رئيس حزب "إسرائيل الصمود" بيني جانتز بأي قدر من التذمر من التأخير، فحزبه بعيد كل البعد عن التوصل إلى أي اتفاقات مع شريكه، موشيه يعلون، حول مسألة تقسيم الأرض، والتي بدونها لا يمكن أن تكون هناك خطة سلام.
وأشار موقع «واللا» الإسرائيلي، إلى أن أحزاب اليمين الحاكم في إسرائيل سترفض الصفقة، ما يعني أنه إذا وافق عليها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يتوقع أن يشكل الحكومة المقبلة أيضا، سيواجه صعوبة في تشكيل حكومة يمينية جديدة، وفي المقابل، قد ترى أحزاب الوسط أن الخطة تشكل فرصة لانضمامهم إلى الحكومة الجديدة.
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ، قال إنه بعد الانتخابات الإسرائيلية التي سيتم إجراؤها في 9 أبريل المقبل، يتأهب الجانب الأمريكي للإعلان عن "صفقة القرن"، وسيبدأ جاريد كوشينير مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ، وجيسون غرينيلات في الترويج لها في الفترة من 15-30 أبريل، وسيقومان بزيارة للمنطقة.
وأضاف فهمي في تصريح خاص لـ«الزمان»، أن الجديد في صفقة القرن أن الإدارة الأمريكية بعد نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وتشكيل الحكومة سيكون ليس لديها مبرر في تأجيل الإعلان عن الصفقة وعقدها، ومحاولة نشرها بصورة كبيرة، وأنه الجانب الفلسطيني وبعض مواقف الدول العربية ترفض الصفقة قبل أن تبدأ لكننا اعتدنا أن الإدارة الأمريكية تعلن مشروعاتها دون أن تضع في اعتباراتها المواقف الأخرى للدول الأخرى، على سبيل المثال إعلان أمريكا أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل دون أن يكون هناك موقفًا مقابل، كذلك قاموا بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدرس دون أن يكون هناك مناقشة أوطرح، فالقضية ليست في أن تحصل أمريكا على دعم أو موافقة من الجانب العربي أو الفلسطيني، لكنهم في الأمر الواقع ينفّذون استراتيجيات.
وأشار إلى أن صفقة القرن إذا لم تنجح فسيكون هناك بدائل ومسارات لصفقة القرن، وهي تنفيذها على الأرض دون الحصول على موافقة من أي طرف من الأطراف، من خلال بعض الإجراءات الإنفصالية مثل تعميق فكرة أن القدس عاصمة لإسرائيل من خلال إغلاق مناطق في القدس بصورة كاملة، أو يطردوا آلاف الأسر، وعمل استيطان أفقي في منطقة شرق القدس، فكل ذلك من إجراءات سياسة الأمر الواقع، وهم بالفعل يقوموا بذلك الآن من خلال إغلاق بعض المناطق في القدس، وطرد آلاف الأسرالمقدسية، ويطرحون مكانهم مدينة العاذرية، لذا ليس هناك نقاش حول ضرورة موافقة الجانب العربي، فالأمر ليس في موافقة الأطراف الأخرى لأنهم لديهم المسارات البديلة في حالة فشل الصفقة.
وأوضح فهمي أن الجانب الفلسطيني قد أعلن رفضه للصفقة فيما تسرب من أخبار، وأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة أيًا كانت، وبطبيعة الحال فإنه من المتوقع أن يستمر نتانياهو، ففي حال استمرار نتانياهو فهذا معناه أنه لن يتغير شيء، أي أن المعادلة الداخلية في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة لن تؤثر على تنفيذ الصفقة أو تناولها أو الاقتراب منها، بالعكس ستستمر وسيكون هناك فرصة لتنفيذها لأن اليمين الإسرائيلي سيعجل بصورة أو بأخرى في تنفيذ الصفقة.