القوات المسلحة تواجه الإرهاب بالبناء والتشييد
الجيش يواصل ملاحقة الإرهابيين.. واستكمال مسيرة التنمية فى سيناء
تزامنًا مع الاحتفال بالعيد القومى لمحافظة جنوب سيناء، افتتحت القوات المسلحة مدرستين جديدتين للتعليم الأساسى لخدمة التجمعات البدوية والقرى النائية بنطاق مدينة سانت كاترين.
وقامت قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب بحضور محافظ جنوب سيناء بافتتاح مدرسة الشهيد عميد أحمد عبدالخالق الجعفرى، لخدمة أحد التجمعات البدوية الجديدة بقرية «الطرفة»، ومدرسة الشهيد عقيد محمد فاروق سليم بمنطقة وادى الراحة، اللتين أقامتهما قيادة قوات شرق القناة بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدنى للتخفيف عن أبناء تلك المناطق وتوفير أعباء الانتقال لمسافات بعيدة للوصول لأقرب مدرسة، بما يسهم فى تقديم فرص متساوية من التعليم لجميع المواطنين ودعم مقومات التنمية المتكاملة والمستدامة بشبه جزيرة سيناء.
وتضم كل مدرسة عددا من الفصول الدراسية لمراحل التعليم المختلفة «رياض أطفال - ابتدائى – إعدادى»، وتم تجهيزها بقاعات للحاسب الآلى ومعامل العلوم والمكتبة، بجانب المكاتب الإدارية واستراحة للمعلمين المغتربين مزودة بجميع الأجهزة ومتطلبات الإعاشة، فضلًا عن الملاعب الرياضية المجهزة بما يسهم فى اكتشاف وتنمية المواهب الرياضية والطاقات الإبداعية للطلاب.
وقد تضمنت وقائع الافتتاح عددا من الفقرات الفنية والأنشطة المدرسية التى قدمها التلاميذ، وتكريم أسرتى الشهيدين اللذين قدما أروع ملاحم التضحية والبطولة فى سبيل الدفاع عن الوطن وتطهير سيناء من الإرهاب، وتم تقديم الشكر لأبناء التجمعات البدوية بنطاق المدرستين، الذين قدموا الشكر والتقدير للقوات المسلحة والمحافظة على جهودهم فى إقامة التجمعات السكانية المجهزة بكافة المرافق والخدمات والتواصل المستمر معهم والتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم وإيجاد الحلول المناسبة لها.
التنمية مستمرة
اللواء نصر سالم مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا والخبير العسكرى والإستراتيجى، قال إنه على الرغم من أننا نحارب ونقاتل الإرهاب ولكن التنمية بسيناء لم تتوقف، موضحًا أن التنمية مستمرة ولن تتوقف سواء قبل أو بعد القضاء الإرهاب.
وأضاف «سالم» أن مصر تقوم الآن على زيادة معدلات تلك التنمية عن السابق، وهذه التنمية بلا شك ستنهى تمامًا على الإرهاب بل وتقتلعه من جذوره.
وتابع: «بوجود التنمية ستوجد المدارس والجامعات والقضاء على الجهل، ووجود المصانع التى ستخلق فرص عمل كبيرة لأهالى هذه المناطق وتقوم على خدمتهم وإشباع احتياجاتهم»، مؤكدا أن هذه التنمية ستقضى على 90% من أسباب هذا الإرهاب.
واستطرد: «التنمية بمفردها لن تقضى على الإرهاب ولكن يكون أيضًا بتجديد الخطاب الدينى لتصحيح مفاهيم الناس، ومحاربة الفكر المتطرف ونشر الفكر الصحيح، وهذا فى رأيى أهم من عملية التنمية».
ونوه بأن من مشروعات الدولة فى سيناء هو 4 أنفاق جديدة بالإضافة إلى التعديلات فى نفق الشهيد أحمد حمدى، وكوبرى السلام، وكوبريين عائمين، وبالإضافة إلى المعديات، وكوبرى الفردان «سكك حديدية» سيفتتح قريبًا، كل هذه الطرق والكبارى ستسهل تدفق السكان على سيناء.
وأشار إلى أن فى الضفة الشرقية للقناة أقيمت عليها 3 مدن كل مدينة تسع حوالى مليون مواطن «الإسماعلية شرق - بورسعيد شرق - السويس شرق»، ومنطقة شرق سيناء مع حدود فلسطين المحتلة نقوم بعمل عدة مدن هناك كمدينة رفح الجديدة ومدينة الرخام بالحسنة.
وبيّن أن استصلاح الأراضى بسيناء وتوصيل المياه إليها بغرض زراعتها، ووجود 65 ألف فدان شرق القناة صالحين للزراعة، وأيضا وجود 250 ألف فدان مزروعين فى مناطق العريش ورفح والشيخ زويد، وأيضا فى كل مدينة مستشفى مركزى ومدارس بمراحلها المختلفة، ووجود جامعتين بسيناء إحداهما بالعريش والأخرى تحت الإنشاء بمدينة الطور ووجود بعد المصانع هناك «أسمنت ورخام وبتروكيماويات» كل هذه المشروعات المقامة فى جميع الاتجاهات سواء السكانية أو الصناعية أو الخدمية ستقوم على تعمير سيناء بالسكان وخدمة سيناء وأهاليها.
وأكد أن تنمية سيناء هو حلم طال انتظاره ويتحقق الآن بتنفيذ المشروعات وإعادة توطين السكان فيها مرة أخرى، موضحًا أن زمن الانفصال القسرى لسيناء انتهى والإعمار القادم وخلال عامين سيكون فى سيناء 3 ملايين ونصف نسمة على أن يصلوا إلى 8 ملايين نسمة عام 2050.
ولفت إلى أن دور القوات المسلحة بعد القضاء على الإرهاب تمامًا فى شبه جزيرة سيناء لن ينتهى، وستقوم على تأمين تلك المنطقة من أى تخريب وأعمال جديدة فهى درع مصر وحامى أمنها القومى.
وفى سياق متصل، أوضح اللواء أركان حرب طه محمد السيد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية والخبير العسكرى والإستراتيجى، أن التنمية هى أحد المقومات الأساسية للقضاء على الإرهاب، والتنمية فى مفهومها الشامل ليس اقتصاديًا فقط ولكن التنمية تكون «اقتصاديًا واجتماعيًا وإداريًا وأمنيًا وسياسيًا وثقافيًا»، مبينًا أنه بتنفيذ هذه التنمية بكل هذه المجالات لن تقضى على الإرهاب فقط بل ستقتلعه من جذوره.
وتابع أن هذه المجالات السابق ذكرها فى رأيى الشخصى أن لو مجال طغى على الآخر أو سبقه أو تأخر عنه سيؤدى إلى الانهيار تمامًا، فمثلًا إذا قمنا بالاهتمام بالمرحلة الاقتصادية وأخرنا المرحلة السياسية أو الأمنية فسينتهى الثلاثة مجالات معًا، مشيرًا إلى أن التنمية لا بد أن تسير بشكل متوازٍ فى المجالات المختلفة، فبالتالى تساهم بشكل رئيسى فى القضاء على جذور الفكر المتطرف فى سيناء، وبالتالى القضاء على الإرهاب تماما.
وأضاف اللواء طه، أن مخططات الدولة لتعمير شبه جزيرة سيناء، تتمتع بعدة مقومات تساهم بشكل كبير فى عملية التنمية فهى تحيطها المياه من ثلاث جهات، ويعنى ذلك بوجود ثروة سمكية وسياحية فضلًا عن السياحة العلاجية والمحميات الطبيعية، وأيضًا المحاجر المختلفة، ومصادر الطاقة البترولية فى باطنها.
وأكمل: «الخطة القومية لتعمير سيناء الذى أقره مجلس الوزراء سنة 1994م، وكانت فترته من 1994- 2017 بتكلفة 75 مليار جنيه، وسنة 2000 أعيد صياغة هذا المشروع وتم إدراج مدن القناة (بورسعيد – الإسماعيلية – السويس) بموازنة أخرى تصل إلى 250 مليار جنيه حتى 2017 أيضا، وكان هذا المشروع يشمل ويدعم جميع القطاعات المختلفة سواء زراعة أو صناعة أو تنمية ريفية أو عمرانية.. إلخ».
ونوه بأن هناك أيضًا مشروعات تنموية لمنظمات دولية منفردة أو مشتركة مع الدولة مثل: «لايف الأمريكى لتحلية مياه البحر والآبار- ومشروع مشترك مع وزارة الإسكان مع منظمة الغذاء العالمية» بالإضافة إلى 10 مليارات جنيه خصصها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 7 مارس 2016، مؤكدًا أن سيناء خطط لها بموارد مالية كبيرة تسمح لها بالتنمية من 1994 إلى الآن.
وأردف: «تواجد القوات المسلحة المتواجدة بسيناء يحكمها اتفاقية السلام كامب ديفيد، ولذلك ستلتزم القوات المسلحة بتلك الاتفاقية بعد القضاء على الإرهاب تمامًا، وسيبقى الوضع طبقًا لهذه الاتفاقية، وأن دور قوات المنطقة الموحدة لشرق القناة سينتهى بعد انتهاء الإرهاب، وأعتقد فى رأيى أن كافة هذه التشكيلات التى نفذت لغرض معين دورها بالكامل قريبًا».
وأكد اللواء محمد مختار قنديل رئيس جهاز تنمية سيناء الأسبق والخبير العسكرى والاستراتيجى، أن التنمية بدأت فى سيناء منذ الثمانينيات وأدخل فيها الصرف الصحى والمياه وتم رصف الطرق وربطها بالمحافظات، مبينًا أن التنمية مستمرة فى سيناء، حتى بعد جلاء الإرهاب وانتهائه.
وقال «قنديل» إنه لا يمككنا الانتظار فى عملية التنمية الشاملة بسيناء حتى القضاء على الإرهاب، مؤكدًا أنه يجب أن تكون تنمية سيناء وتعميرها بالتوازى مع القضاء على الإرهاب.
وأضاف: «عملية التنمية يجب أن تكون فى جميع أنحاء الجمهورية من شمالها لجنوبها وشرقها لغربها حتى لا يتكرر سيناريو سيناء فى أى منطقة أخرى».
واختتم: «هناك خطط ومشاريع عديدة بالدولة لتعمير سيناء كحفر آبار مياه بوسط سيناء لتعميرها بالزراعة والعمران مئات الآبار، وإقامة مناطق صناعية ومحطات تحلية مياه للمدن الرئيسية، وإنشاء طرق ومنشآت تعليمية».