مجزرة جديدة للإرهاب اليميني في ألمانيا
تابع مرصد الأزهر ببالغ الأسى والحزن المجزرة النكراء التي تعرضت لها مدينة هاناو الألمانية مساء أمس الأربعاء 19/2/2020، حيث قام رجل يبلغ من العمر 43 عامًا ويدعى "توبياس ر" بإطلاق النار على اثنين من المقاهي ذات الطابع الشرقي، مما أدي إلى مقتل 11 شخصًا وسقوط العديد من المصابين، وعثرت الشرطة فيما بعد على جثة مرتكب الجريمة وبجانبه جثة أمه، تاركا خلفه خطابًا يعترف فيه بجريمته الشنعاء.
وقبيل ارتكابه للجريمة قام الجاني بنشر مقطع فيديو عبر فيه عن وجهات نظره ذات الطابع اليميني المتطرف، وعن كراهيته للأجانب والمهاجرين العرب والأتراك. وقد أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحادث، واصفة إياه بالعنصري وأن العنصرية سم قاتل، وأن الحكومة سوف تتعامل بكل حسم مع أولئك الذين يريدون إحداث انقسام في المجتمع.
كما أدان وزير الخارجية الألماني السيد "هايكو ماس" الحادث، مبينا أنه ينبغي الابتعاد عن الحلول الوسطى في التعامل مع الإرهاب اليميني. كما قالت وزيرة الاندماج والهجرة أنه من غير الصحيح أن يشعر أي فرد داخل المجتمع بعدم الأمان بسبب لونه أو دينه أو بلده الأصلي، وفي هذا الحادث كشف الإرهاب اليميني عن وجهه القبيح، وعنصريته القاتلة.
ويشاطر المرصد أسر ضحايا هذا الحادث الأليم بالغ الحزن والأسى، ويتمنى للمصابين الشفاء العاجل، ويرجو أن تكون هناك إجراءات سريعة تطمئن اللاجئين والمسلمين داخل المجتمع إذ إن الحادث يقع ضمن سلسلة من الأحداث التي يمارسها اليمين المتطرف ضد اللاجئين والمسلمين مؤخرا، وقد حزر المرصد مرارا وتكرارا من خطر اليمين المتطرف في السنوات الأخيرة، وممارساته العنصرية ضد المسلمين والأجانب مما يسبب الخوف والقلق لهم، وما يزيد خوف المسلمين والأجانب في ألمانيا هو اللامبالاة أو ردود الفعل المتواضعة جدا التي يحظى بها خطر اليمين المتطرف في السياسة والإعلام، وهو ما بدا جليا في ردود الأفعال الأولية لوسائل الإعلام عند تعاملها مع هذا الحادث، فقد تحدثت بعض الأخبار عن أن مرتكب الحادث مريض نفسي، ومثل هذا التوصيف لا يفيد أي أحد إلا الجماعات المتطرفة بكافة اتجاهاتها.