سر انتهاك «الوسط الفنى» لإجراءات مواجهة ”كورونا”
تصوير المسلسلات فى ظل أزمة الوباء يثير الجدل
الشناوى: المشاهدون هاجموا الفنانين بدلا من شكرهم على جهدهم
واصف: تأجيل المسلسلات قرار دولة ولا علاقة للمنتجين
مرسى: الالتزام يجبرنا على التصوير ونوفر حماية لكاست التصوير
حبيب: صحة الفنان أهم من أى عمل فنى
أثار انتشار فيروس كورونا المستجد تساؤلا لدى الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا، حول ضرورة التزام بعض الفنانين باستكمال تصوير أعمالهم التى ستعرض فى شهر رمضان، فى ظل أجواء انتشار فيروس كورونا، ففى الوقت الذى هاجم فيه البعض الممثلين بعدم التزامهم بالتواجد فى منازلهم، رأى المنتجون أن هناك اتفاقا بينهم وبين الفنانين، ملزم للجميع بمواصلة العمل تحت أى ظرف من الظروف، بينما رأى بعض النقاد أنها تضحية من الفنان بحياته لإسعاد جمهوره، فيما رأى آخرون أن قرار وقف تصوير المسلسلات هو قرار دولة وليس قرار منتج أو ممثل.
الكاتب تامر حبيب، أوضح أن صحة الفنانين أهم من أى عمل يقومون بتصويره، غير أنهم متعاقدون مع منتجى تلك الأعمال، كما أن المنتجين متعاقدون مع القنوات الفضائية على عرض أعمالهم خلال الموسم الرمضانى، ولا يستطيع أحد وقف عملية التصوير.
أضاف لـ"الزمان"، أن هذه المسلسلات تضم عددا كبيرا من الممثلين الذين لا يعملون طوال العام إلا فى مسلسلات رمضان، لذلك يقبلون بالعمل رغم تعاملهم مع عدو خفى، هو فيروس كورونا، مع أخذ الحماية الكافية لمنع وصول الفيروس إليهم.
وقال تامر، إنه يشارك فى السباق الرمضانى بمسلسل "لعبة النسيان"، بطولة دينا الشربينى، وباسل الخياط، وهنا شيحة، ورجاء الجداوى، وعلى القاسم، ويواصلون الليل بالنهار للانتهاء من التصوير قبل بدء العرض.
وطالب المؤلف، جمهور السوشيال ميديا بوضع أنفسهم مكان الممثلين، للشعور بحجم التحدى الذى يواجهونه بدلا من مهاجمتهم، فالموقف صعب إلى درجة أنهم قد يفقدون حياتهم بسبب الاستمرار فى العمل، رغم التحذيرات من "كورونا".
وأعرب المنتج تامر مرسى، عن أسفه لما يمر به العالم من أحداث فيروس كورونا، مؤكدا أن هذا الفيروس أثر تأثيرا كبيرا على كل البشر وعلى أعمالهم.
وأوضح أن ما حدث من هجوم البعض على الفنانين؛ بسبب تصويرهم مسلسلات رمضان، أمر يدعو للدهشة، فبدلا من شكرهم لعملهم فى ظل أجواء الفيروس القاتل- بالتزامن مع أجواء حظر التجوال التى جعلت العمل صعبا جدا- يتعرضون لهجوم غير مبرر.
أكد مرسى، أنه لولا التزام الفنانين بعرض أعمالهم لجمهورهم فى رمضان، لتوقفت شركته عن العمل، إلا أن فريق العمل مُصِر على تقديم وجبة فنية من المسلسلات مثل كل عام، مساهمة منهم فى إخراج الشعب من حالة الملل التى يعيشها منذ بداية الأزمة.
ولفت المنتج إلى أن المسلسلات هذا العام ستكون المتنفس الوحيد للجمهور، فى ظل حظر التجوال وعدم تمكنهم من مغادرته للنوادى أو المقاهى أو حتى السير فى الشوارع، مؤكدا قيامه بتوفير كاست طبى يوميا مع الفنانين؛ لقياس درجة حرارتهم والاطمئنان عليهم، بجانب توفير سبل التعقيم والأدوات الصحية، كالكمامة والجوانتى فى البروفة والكواليس وأثناء التصوير، مع الالتزام التام بابتعاد الفنانين عن بعضهم بمسافات كافية أثناء تصوير المشاهد.
من جانبها أكدت الناقدة الفنية ماجدة واصف، أن قرار منع تصوير أو عرض المسلسلات، لا بد أن يأتى من قبل الدولة؛ فهى التى تصدر قرار تأجيل التصوير من عدمه، لكن ذلك لم يحدث، ولهذا يستكمل الفنانون تصوير أعمالهم مجبرين بسبب تعاقدهم مع المنتجين.
وأضافت الناقدة ماجدة واصف، أن فيروس كورونا ظروف وقتية تمر بها كل دول العالم وليست مصر فقط، وأن هذا المرض أثر على كل المجالات الفنية والثقافية وعلى الاقتصاد نفسه، مؤكدة أن الناس تحترم قرارات الحكومة جدا، والتى شددت على ضرورة التزام البيوت وتنفيذ حظر التجوال، وكان ينبغى عليها أن تطالب المنتجين والفضائيات بعدم استكمال تصوير أعمالهم، إلا بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا، وتأجيل العروض الجديدة هذا العام واستبدالها بعرض أعمال قديمة.
فى سياق متصل، أعرب الناقد طارق الشناوى، عن أسفه لما يمر به الوطن من أحداث فيروس كورونا الكارثية، التى أثرت بالسلب على كل الأصعدة فى العديد من الدول، موضحا أن الهجوم على الفنانين العرب، خاصة المصريون، عقب إعلان استكمال تصويرهم المسلسلات فى أجواء انتشار وباء كورونا، أمر غير عادل؛ لأنهم يقومون بالتصوير فى ظل ظروف قد تؤدى إلى هلاكهم.
أكد الشناوى، أن الفنانين مثل غيرهم من البشر، يقومون بدورهم تجاه عملهم، داعيا الناس بعدم الاستسلام للإحباط الذى أصاب الكثيرين بسبب الفيروس، والتحلى بالصبر والتفاؤل مع الالتزام بأساليب الحماية، والجلوس فى المنزل طالما لا توجد أهمية لخروجهم من منازلهم، متمنيا ألا يصاب أحد من الفنانين بالمرض اللعين؛ لأنهم خرجوا من منازلهم بهدف إسعاد المشاهدين.