”تراويح المنزل” بديل المصريين لإحياء ليالى رمضان
أسر تجتمع على أداء النافلة جماعة داخل المنزل و"رب الأسرة" إمام يصلى بجزء من القرآن يوميًا
"صلاه التراويح" واحدة من معالم شهر رمضان التى نداوم عليها كمسلمين طوال ليالى الشهر الكريم، ولكن بفعل انتشار وباء كورونا هذا العام وقرار وزارة الأوقاف باستمرار غلق المساجد ومنع إقامة صلاة التراويح داخلها، لجأت الأسر المصرية إلى البديل وهو إقامة النافلة داخل المنزل جماعة، وهو ما رصدته "الزمان" بشهادات حية لعدد من المواطنين أكدوا على التزامهم بأداء النافلة جماعة.
كانت البداية مع الدكتور محمد الحلفاوى، والذى اتفق مع شقيقه الذى يعيش معه فى نفس العقار أن يؤدوا يوميًا ومعهم أبناؤهم وزوجاتهم صلاة التراويح وذلك أعلى سطح العقار، موضحًا أنه لا يتخيل رمضان بدون صلاة التراويح والتى حرص منذ بلوغه العاشرة من عمره على القيام بها فى المسجد.
وأضاف: "سوف أصلى بهم إماما على أن نختم القرآن كاملاً نهاية الشهر بمعدل جزء كل يوم، فلا يمكن القبول بفكرة أن رمضان يمر دون صلاة التراويح وكنت أتمنى تعميم الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعى ولكن لا خبرة لى بتلك المواقع وهو ما دفعنى إلى التواصل مباشرة مع بعض الأصدقاء والمقربين وإطلاعهم على الفكرة لعلها تلقى قبول بعضهم، بشرط الحفاظ على مسافات آمنة بين المصلين وارتداء الكمامة وتجنب السلام باليد ووضع زجاجة كحول واستخدامها قبل الصلاة.
ويلتقط "محمد رضا" مهندس زراعى الحديث، وقرر أن يكون إماما لأهل منزله والذى يضم أبناء عمومته فى صلاة التراويح، قائلاً: فوجئت بابن عمى يطلب منى أداء نافلة التراويح يوميًا بأهل المنزل جميعهم أطفال وشباب ونساء وأن أكون الإمام، حيث إن صوتى مقبول نوعًا ما وذلك بحسب كلامهم، وقد وافقت على الفور خاصة أن الفكرة قد تجعلنا نشعر بمزيد من السعادة ونتقرب بها إلى الله وندعوه أن يرفع عنا البلاء والوباء والغلاء.
وتابع، أنا مع فكرة أن تكون الصلاة فى المنزل ومع أشخاص مقربين منك تعرف سجل حالتهم الصحية، وضد فكرة يروجها البعض حول الصلاة فى الشارع أو عمل أى تجمعات من شأنها الإضرار بأفراد المجتمع، لكن أن تصلى فى منزلك ومع أفراد عائلتك هو أمر محبوب طالما توجد لديك المساحة الكافية لاستيعاب أبنائك وزوجتك والمقيمين معك فى نفس المنزل.
واستطرد، بعض الجيران جهزوا أسطح المنازل وفرشوها بالسجاد استعدادًا لصلاة التراويح، وكلاً حسب إمكاناته.
من جانبه، قال الشيخ أحمد رفعت "إمام وخطيب بالأوقاف": "صلاة التراويح سنة مؤكدة، حث عليها النبى -صلى الله عليه وسلم- بقوله "من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، رواه البخارى، وقد صلاها النبى -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه عدة ليال، ثم خاف أن تفرض عليهم فلم يخرج إليهم، ثم أن عمر رضى الله عنه جمعهم على إمام واحد، فهى تصلى فى جماعة، وذلك كله مرتبط بالأحوال العادية الطبيعية، لكن الأمر مختلف فى أوقات النوازل والجوائح التى يقدم فيها الحفاظ على النفس على ما سواها.