المصريون يزينون المساجد قريبًا.. السلفيون يتهمون الأزهر والأوقاف بالتفريط فى غلق دور العبادة
مصدر بالأوقاف: الفتح أمام المصلين بشروط
قرار طال انتظاره طيلة فترة تفشى جائحة كورونا من لجنة إدارة الأزمة فى حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، والخاص بتحديد موعد العودة للعمل بالمساجد وإعادة فتحها أمام المصلين، بعد أن علقت الصلوات الخمس، منذ مارس الماضى كإجراء احترازى ضد انتشار الفيروس وفى محاولة للتخفيف وجبر خواطر المسلمين، وامتصاص أجواء الحزن التى سيطرت على قلوب المسلمين فى شهر رمضان المبارك، الذى لم يشعر به أحد هذا العام.
أعيدت صلوات التراويح فى العشر الأواخر من الشهر الكريم بضوابط احترازية ووقائية فى مقدمتها الاقتصار على أئمة المسجد و٢٠ من العاملين به، مع التشديد على عدم فتحه أمام المصلين، وذلك بالمساجد العامرة مثل الأزهر، وعمرو بن العاص، والإمام الحسين، أعقب ذلك وبنفس الإجراءات إقامة صلاة عيد الفطر مع السماح بإذاعة تكبيرات العيد من خلال ميكروفونات المساجد التى كانت تقام بها صلاة الجمعة فقط، الأمر الذى اعتبر بشرى بعودة فتح المساجد.
وفى كل هذه الخطوات والإجراءات لم تتجاهل الحكومة ولجنة أزمة كورونا، فى قرارها بغلق المساجد وتعليق صلاة، البيان الشرعى الذى أصدرته وقتها هيئة كبار العلماء برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، واستند مجلس الوزراء على هيئة كبار العلماء فى إيقاف الجُمَعِ والجماعات فى البلاد بشكل مؤقت؛ خوفًا من تفشِّى الوباء وانتشاره والفتك بالبلاد والعباد، لأن الحفاظ على العباد مقدم على العبادة فى مبادئ الشريعة الإسلامية.
السلفيون يتهمون الأزهر والأوقاف بالتفريط فى غلق المساجد
وقال الدكتور أحمد طه ريان، عضو هيئة كبار العلماء، وشيخ السادة المالكية بمصر والعالم، أن من بعض الناس يدعون إلى التشدد والتعصب فى الآراء ويتمسكون بمظاهر بعيدة عن الصواب، ويرون فى ذلك نوعًا من الحرص فى الدين، لكن من يدعى أن الناس هلكى ولا يراعون الدين، وأنه وحده الذى يتمسك بالشريعة فهو مخطئ بالتأكيد، فيجب على كل داعية أن يبتعد بنفسه عن التعصب واتهام الآخرين بما ليس فيهم، وأن يدعو الناس باللين والرفق والموعظة الحسنة، فالحفاظ على أنفس المسلمين مقدم على الشرع والدين فى الشريعة الإسلامية.
وأضاف ريان، لـ "الزمان" أن اتهام بعض الناس للأزهر والأوقاف بالتفريط دون دليل، فالشريعة سهلة وواضحة وتفضل العباد على العبادة، وبينة والناس يقبلون عليها لسماحتها، والرسول صلى الله عليه وسلم، كان يقول إنه بعث بالحنيفية السمحة أى السهلة.
الأوقاف تكشف خطة عودة صلاة الجماعة بداية من الجمعة
وقال مصدر مطلع فى وزارة الأوقاف، إن جميع الاتجاهات تشير إلى إعادة فتح المساجد لصلاة الجماعة فى يوم الجمعة المقبلة الموافق 13 يونيو من الشهر الجارى، بضوابط احترازية ووقائية ضد انتشار فيروس كورونا المستجد، ومنها: "ارتداء الكمامة، وإحضار المصلى سجادة الصلاة الخاصة به، ومراعاة التباعد الاجتماعى رأسيًّا وأفقيًّا بين المصلين، وقصر الأمر على أداء الشعائر فقط دون فتح الأضرحة أو دور المناسبات أو السماح بعقد القران أو العزاء أو خلافه بالمسجد، وعدم فتح دورات المياه نهائيًّا خلال هذه المرحلة، والالتزام بعدم المصافحة أو المعانقة.
وأضاف المصدر، لـ"الزمان" أن الوزارة، جاهزة لتنفيذ قرار لجنة إدارة أزمة كورونا ب مجلس الوزراء لعودة العمل بالمساجد، على مستويات مختلفة، مشيرًا إلى أن الدكتور مختار جمعة وجه كلًا من رئيس القطاع الدينى، ورئيس قطاع المديريات، باتخاذ ما يلزم نحو تحديد أماكن المصلين بكل مسجد من خلال ترك المسافة الآمنة بين كل مصل وآخر من جميع الاتجاهات.
وكشف مسئول الوزارة، أنه من ضمن الإجراءات الاحترازية، توزيع سجاد جديد على المساجد للفرش، بداية من يوم السبت الماضى 7 شوال 1441هـ الموافق 30 من مايو، كما نص قرار وزير الأوقاف، حيث بدأت الوزارة فى توزيع ٣٢٠ ألف متر سجاد صلاة جاهزة للتسليم للمديريات على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن ذلك ضمن خطة وزارة الأوقاف فى إطار تحقيق الشروط الاحترازية والوقائية التى حددتها وزارة الصحة والسكان، لإعادة فتح المساجد أمام المصلين، وحفاظًا على المواطنين من تفشى فيروس كورونا المستجد.