إطلاق أول تقرير وطني حول جهود مصر في مجال مُكافحة الإرهاب.
أصدرت وزارة الخارجية، تقريراً وطنياً حول جهود مصر في مُكافحة الإرهاب والذي تم إعداده بالتنسيق مع الوزارات وأجهزة الدولة المعنية.
وقد صرح السفير إيهاب فهمي نائب مُساعد وزير الخارجية ومدير وحدة مُكافحة الإرهاب الدولي بأن هذا التقرير، الأول من نوعه، يُوَثِّق جهود الدولة المصرية ومُؤسساتهاالوطنية وما تمتلكه من أدوات مُتنوعة لمُكافحة الإرهاب.
كما أوضح أن التقرير يعكس بجلاء المُقاربة المصرية الشاملة في التصدي لتلك الآفة العالمية والتي طالما طالبتمصر المُجتمع الدولي بتنفيذها لإجتثاث الجذور المُسببة للإرهاب، بما في ذلك منخلال مُواجهة كافة التنظيمات الإرهابية دون إستثناء؛ ومُحاسبة الدول الداعمة له؛وتجفيف منابعه الفِكرية ومصادر تمويله؛ مع ضرورة إلتزام كافة الدول في هذا السياقبالإحترام الكامل للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وذكر نائب مُساعد وزير الخارجية مدير وحدة مُكافحة الإرهاب الدولي، أن هذا التقرير قد شَدَّد على أهمية مفهوم "الدولةالوطنية"؛ وإعلاء قِيَم المُواطنة والوسطية؛ والحوار بين الثقافات المُختلفة،وأضاف أن التقرير يتناول الجهود الوطنية فيما يتعلق بالشق التشريعي، والاتفاقات الدولية والعربية والأفريقية ذات الصلة بمُكافحة الإرهاب التي انضمت إليها مصر، وكذلك الجهود الوقائية والتوعوية إتصالاً بمُواجهة الفِكر المُتطرف، بإعتبار أنهذا البُعد يُعد المُحَفِّز الرئيسي لإرتكاب أعمال إرهابية، سواء كان نابعاً منأيديولوجيا تكفيرية مُنحرفة أو خطاب مُتشدد تحريضي قائم على العنصرية وكراهيةالأجنبي، مُبرزاً أن مصر كانت سَبَّاقة في هذا المجال أيضاً من خلال المُبادرة التي أطلقها السيد الرئيس "عبد الفتاح السيسي" مُنذ عام 2014 لتصحيح وتصويبالخطاب الديني، وبالمُطالبة بالتصدي للخطاب الإرهابي وطرح قرارَ مجلس الأمن رقم2354 (2017) في هذا الخصوص. كما ذكر إن التقرير تضمن كذلك الإجراءات التي إتخذتهامصر فيما يخض المُواجهة الأمنية، وجهود مُكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب؛ فضلاًعن المُواجهة الاقتصادية والاجتماعية من خلال تحسين الظروف المعيشية للمُواطنين والإرتقاء بمُحتلف المرافق والخدمات والبنية التحتية وتنفيذ العديد من مشروعاتالتنمية المُستدامة، وتمكين الشباب وتحصينهم من مخاطر الإستقطاب، بما يُسهم في خلقبيئة طاردة للإرهاب والتطرف، بالإضافة إلى الشق المُتعلق بحماية حقوق ضحاياالإرهاب ورعاية الشهداء والمُصابين والذي توليه الدولة المصرية إهتماماً كبيراً.
أوضح "فهمي"، أن التقرير يُبرز أيضاً الدورالرائد الذي تضطلع به مصر في مُكافحة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي منخلال مُواصلة تقديمها للدعم الفني لبناء ورفع قدرات أشقائها في دول القارة فيالمجالات المُتعلقة بمُكافحة الإرهاب والجريمة المُنظمة، ترسيخاً لمبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية" سواء على المُستوى الثنائي، أو في إطار الاتحاد الأفريقي أو النُسُق الدولية مُتعددة الأطراف، بما في ذلك من خلال رئاسة مصر المُشتركة مع الاتحاد الأوروبي لمجموعة العمل الخاصة بشرق أفريقيا التابعة للمُنتدى العالمي لمُكافحة الإرهاب؛ وكذلك إسهام مصر في تطوير المنظومة العربية لمُكافحة الإرهاب؛ ودورها الفاعل في إطار الأمم المُتحدة من خلال التقَدُّم بعدد من القرارات المُهمة الصادرة عن مجلس الأمن إبان عضوية مصر غيرالدائمة في المجلس عامي 2016 و2017 وترؤسها للجنة مُكافحة الإرهاب، بالإضافة إلىتعزيز التعاون مع الأجهزة الأممية ذات الصلة حيث يجري التنسيق مع مكتب الأمم المُتحدة لمُكافحة الإرهاب للإعداد لإستضافة مصر مُؤتمراً دولياً رفيع المُستوى حول "المُقاربة الشاملة لمُكافحة الإرهاب والفِكر المُتطرف المُؤدي إلى الإرهاب".