هل يجوز قيام الليل في العشر الأول من ذي الحجة؟.. علي جمعة يجيب
هل يجوز قيام الليل في العشر الأول من ذي الحجة؟.. سؤال طرحه أحد متابعي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، الذى أجاب قائلًا إنه يجوز لمن يريد قيام الليل في الأيام العشر الأول من ذي الحجة كما كان يفعل في التراويح حتى يتم استغلال هذه الأيام المباركات ومضاعفة الأجر.
وتابع: «لو أن المسجد فعل ذلك فلا حرج، ويجب الحرص على الدعاء في هذه الأيام عند الإفطار وفي الصلاة وفي قيام الليل».
وأوضح أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة مقبلة، وفي حديث آخر: "إني أرجو أن يكفر ذنوب سنة ماضية وأخرى مقبلة"، ويقول مفسرو الحديث إن رجاء النبي مستجاب فلنحرص على صيام هذا اليوم .
أجاب الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلا إن المفتَى به أن من أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان أو في صيام التطوع لا يبطل صومه، ولا يجب عليه القضاء ولا الكفارة.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» أخرجه مسلم في صحيحه، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أيضًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا أَكَلَ الصَّائِمُ نَاسِيًا أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ» أخرجه الدارقطني في سننه.
وأضاف عويضة:"هذه الأحاديث الشريفة أدلة على أن الصائم إذا أكل أو شرب ناسيًا فعليه أن يتمَّ صومه، ولا قضاء عليه، ويومه الذي أتم صيامه صحيح ويجزئه، ولا فرق في ذلك بين صيام النفل والفريضة، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة".
وتعد العشر الأوائل من ذي الحجة من الأيام المباركة التي يتضاعف فيها الأجر وتغفر فيها السيئات، وقد شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها خير أيام الدنيا، وقال تعالى: "وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚلِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (البقرة 203).
ويعد الذكر والدعاء من أفضل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة، وقد ورد في هذه العشر العديد من الأذكار المسنونة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قد أمرنا بالإكثار منها، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" .